اراء و مقالاتمقالات وآراء

الأردن: معلمون ونواب ووزراء “لا يلتزمون” بتعليمات التباعد الاجتماعي

: ثلاثة مشاهد محلية أردنية وجهت رسائل إنذار الأسبوع الماضي في الاتجاه المعاكس لسيناريو التباعد الاجتماعي.

في المشهد الأول نشرت صور لوزير الصحة الدكتور سعد جابر في اجتماع مع وزراء آخرين وممثلين عن القطاع الطبي بلا كمامات.

 لا بل ظهر الوزير جابر في بعض الصور يصافح أطباء من ضيوفه، الأمر الذي ينتج تشويشا في الانطباعات لأن الشارع الأردني لا يزال يستذكر تشدد وزير الصحة في الحث على تجنب المصافحة في وصلة دعائية مع أزمة فيروس كورونا برفقة وزير الأوقاف، حيث تحية بالعينين والرأس أمام الجمهور لتحريض المواطنين على تجنب المصافحة.

 تخلص الوزير جابر من التحفظ في مسألة المصافحة والاختلاط عن قرب خلافا لتعليمات لجنة الوباء الوطنية كما تظهر العديد من الصور والفيديوهات.

وبعيدا عن افتراض سوء النية والاصطياد في بعض المياه يمكن القول إن الوزير الذي يتمتع اليوم بشعبية عارمة أراد أن يوحي ضمنيا بأن الوباء تحت السيطرة وتخفيف شروط التباعد أصبح ممكنا في ظل ما أنجزته فرق الوقاية والاستقصاء.

تلك طبعا نظرية.

 لكن إسقاط التباعد أو السماح بإسقاطه أو عدم الاعتراض على الاختلاط بين الحشود، ظهر عدة مرات مؤخرا، فقد نظم مئات المعلمين حشدا للاعتراض والمطالبة بعلاوتهم أمام مقر نقابتهم.

في ذلك الاحتشاد على شكل اعتصام سقطت فعلا كل معايير التباعد الاجتماعي ولم تعترض وزارة الصحة ولم يصدر تعليق تحذيري عن اللجنة الوبائية.

 أثار المشهد الانتباه بصرف النظر عن الخلفية السياسية لاعتصام المعلمين الأول وهم يلوحون بالإضراب مجددا إذا لم تقرر الحكومة التراجع عن قرارها بموجب أمر الدفاع بوقف علاوة منحت لهم بسبب الظروف الاستثنائية الصحية.

 لم تظهر الكمامات أيضا ولا أي من أنماط التباعد أو وسائل الوقاية في حركة احتجاج جماعية داخل مركز الحجر الصحي لعشرات من سائقي الشاحنات على حدود العمري حيث منطقة التماس الحدودية بين السعودية والأردن.

 احتج السائقون مساء الأربعاء الماضي بعد وفاة زميل لهم سقط عن شاحنة حاول الفرار عبرهم من مركز الحجر الصحي.

بدا ان المشهد منفلت جدا، فجميع السائقين المحتجين قادمون من السعودية وفحوصاتهم بالفيروس لم تظهر بعد وحجم اختلافهم وتدافعهم أثار الارتياب الصحي لأنهم كانوا يطالبون بمغادرة الحجر الصحي والذهاب إلى بيوتهم بعد الحادث المأساوي الذي أدى إلى وفاة زميلهم.

هنا أيضا سقطت اعتبارات التباعد ولم تعلق وزارة الصحة على مسار الأحداث وان كانت الخطابات المنشورة على منصات الحكومة لا تزال تسعى لتذكير الأردنيين بان إجراءات الوقاية لم تلغ بعد وبأن الانفتاح وعودة النشاط الاقتصادي  لم يتقرر ان يرافقه بعد تسهيلات في مجال الوقاية.

بين الحين والآخر يظهر مسؤولون ووزراء بدون كمامات في اجتماعات ولقاءات.

واللجنة الوبائية سبق أن سمحت بتنظيم الأعراس في المزارع الخاصة ومنعتها مع الاحتفالات في الصالات المغلقة في الوقت الذي يسترسل فيه النشطاء والمعلقون في البحث عن خلفيات الانطباعات المتناقضة التي تظهر بين الحين والآخر.

لا تزال الاحتفالات والأعراس والجاهات محظورة في الصالات الرسمية لكنها في المحافظات والأطراف وخصوصا في محافظات الجنوب بإجماع المراقبين مستمرة ومتواصلة ولا تمنعها السلطات بقوة الأمن أو القانون.

 واستغنى الأردنيون تحديدا بالعاصمة وجزئيا في المدن الأخرى عن إقامة دور العزاء التقليدية  والرسمية بموجب حظر من اللجنة الوبائية التي لم تعد بدورها تعلق على مسار الأحداث ودور العزاء التي تقام بالأطراف.

التجمع في المدارس والجامعات وصالات الرياضة لا يزال محظورا بالرغم عدم تسجيل إصابات محلية بالفيروس لفترة طويلة، أو تسجيل إصابة أو اثنتين بين الحين والآخر فقط مع تسجيل عشرات الإصابات يوميا تقريبا من الداخلين من البلاد أو العائدين من الخارج.

 يعتبر اليوم في الحالة الأردنية الحفاظ على التباعد الوقائي من التحديات الأساسية رغم ان وجود وظهور الكمامات مثلا أصبح المشهد الأقل من العكس، مع أن أوامر الدفاع واضحة في هذا السياق خلافا لأن المحلات التجارية تشهد بعض الازدحام بين الحين والآخر. وقبل ظهور مخالفات اجتماعية أو حتى رسمية بأوامر الدفاع والحظر سأل مراقبون كثر عن الاجتماع التشاوري الأخير بين أعضاء في مجلس النواب، أصدروا بالتشاور بيانا ضد رئيسهم عاطف الطراونة بعد اجتماع في منزل النائب مجحم الصقور حضره خلافا للتعليمات ما يزيد عن 20 نائبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى