اراء و مقالاتمقالات وآراء

الأردن يسعى لمواجهة «أسبوع الذروة» في كورونا بعد قراءة ما حصل في العالم

الهدف الأبعد هو على الأرجح عبور الأسبوع الحالي الذي يعتبر الأخطر والأكثر حساسية

 

بدأت الحكومة الأردنية فعلياً الاستعداد لـ «أزمة أطول مما يعتقد الجميع» وهي تسترسل في الاحتياطات والإجراءات الصارمة ذات الطابع الأمني والعسكري والبيروقراطي والأهم الصحي وسط نمو في مخاوف الشارع لا تعارضه الحكومة حتى تحصل كما يفهم المراقب من تصريحات الناطق الرسمي الوزير أمجد عضايلة على أعلى معدل استجابة والتزام من الجمهور بمتطلبات ومقتضيات حظر التجول.
بدأ التمهيد فعليا لـ «وضع استثنائي» يحاول الاستثمار فيما أنجزته وزارة الصحة تحديدًا من سيطرة ظهرت حتى الآن على أكثر من صعيد بخطوتين أو تصريحين لم يحظيا بالاهتمام الإعلامي الكافي حتى الآن.
التصريح الأول وعمره اليوم ثلاثة أيام لمدير الخدمات الطبية في القوات المسلحة العميد الطبيب عادل وهادنه. والتصريح الثاني لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير أمجد عضايلة. في التعليق الطبي على الأحداث تحدثت المؤسسة العسكرية عن جاهزية «سيادية» تحتمل التعامل مع أزمة بعنوان «خمسة آلاف إصابة»، الأمر الذي يعني «رقم الذروة» في أسوأ الأحوال في ظل الاحترازات المكثفة.

في الموازاة وبدون المزيد من الجدل أعلنت لجنة الأوبئة بأن إدارة الدواء والغذاء قررت وضمن ترتيبات بروتوكول علمي خاص استعمال العلاج المعروف بأنه للتعامل مع الملاريا اعتباراً من أمس الأحد حيث سيحقن مرضى كورونا بجرعات من هذا العلاج المتوفر محلياً وضمن عملية دقيقة ومدروسة.
هنا حصرياً علمت «القدس العربي» أن السلطات ومنذ ثلاثة أيام منعت الصيدليات ومراكز تخزين الدواء من بيع علاج الملاريا محلياً إلا بوصفة طبية لتوفير كميات منه وبأن إحدى اكبر شركات صناعة الادوية في الأردن اظهرت استعداداً لصناعة وإنتاج الدواء بكميات كبيرة إذا ما حصلت على تراخيص لمواد خام.
يعني ذلك بلغة سياسية وبيروقراطية أبسط أن المؤسسات السيادية الأردنية بدأت تتحرك في سياق «خطة مرسومة ودقيقة» للتعامل مع أسوأ الاحتمالات محلياً في التعامل مع فيروس كورونا وبعد «نجاحات» صعب إنكارها على صعيد الرقابة الصحية وبروتوكولي الحجز والعزل الطبي والاهم على صعيد وجود القوات المسلحة في الشارع وفي الاشتباك مع الأجهزة الأمنية عبر التشدد القانوني الكبير في تطبيق حظر تجول شامل.
استبق الوزير العضايلة الإجراءات الصارمة في الحظر ومنع تجول الأردنيين ومغادرتهم للمنازل أملاً في عدم التورط في السيناريو الإيطالي بأن أطلق تصريحه الثاني الذي طالب فيه الأردني بالتعايش مع «حالة الحظر» مشيراً الى أنها قد تستمر لأسابيع وأشهر في الواقع. حصل ذلك عملياً بعدما برزت مظاهر سلبية في مستوى التزام الجمهور فبدأ الحظر بخشونة للسيطرة على المشهد وتحركت دوريات الأمن لاعتقال وملاحقة أي خارج للشارع «غير مرخص له» وبصرامة وتحركت النيابة أيضاً فيما تكفل الدفاع المدني ومعه الأمن العام بالتعامل مع أي «احتياج طارئ» للمواطنين.
لاحقًا تطورت ميكانزمات الحظر الذي يبدو أنه «سيطول» فبعد تعقيم أسطوانات الغاز سمح للسيارات ببيعها والتجول وفتحت محطات وقود وأعفي قطاع الأطباء والتمريض من حظر التجول وبدأ التواصل مع كبار الصناعيين للتحول في اتجاه صناعة وسائل طبية وتعقيمية وكمامات ومطهرات. ولاحقاً ايضاً تقرر الإقرار بخدمات «التوصيل» خصوصاً للخبز والدواء مما يعني ضمنياً السماح لطاقم من الموزعين بالتجول لتخفيف حدة حظر التجول في الوقت الذي أعلن فيه وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي ظهر الاحد تدشين «تلفزيون التعليم عن بعد» لإنقاذ الموسم الدراسي.
في الأثناء طلبت هيئة الاتصالات من الأردنيين تخفيف التحميل على شبكة الانترنت حتى ينجح مشروع التعليم عن بعد ولا ترتبك الشبكة في الوقت الذي تظهر فيه خطط الحكومة في اتجاه توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في المنازل بان الفرصة متاحة فعلا اليوم لحظر تجول «أطول من المتوقع» وبالتالي ازمة تتواصل بالسقف الزمني قليلا . الهدف الصحي والأمني مجدداً واضح في مشهد الأردن اليوم وهو الحد قدر الإمكان من التنقل والإصابات ومحاولة السيطرة على الجميع للحفاظ على النجاحات الرقابية والأمنية التي تحققت حتى الان بالتوازي مع الاستعداد لأسوأ السيناريوهات وسط المخاوف والأهم الابتعاد عن إحتمالات الارتباك والفوضى بالتأشير على «خطة دولة» بدأت بتفعيل قانون الدفاع حتى يتفاعل الشارغ معها.
أما الهدف الأبعد وفقاً للخبراء فهو على الأرجح عبور الأسبوع الحالي الذي يعتبر الأخطر والأكثر حساسية وعلى أساس حسابات رقمية إختبرت نتائج اختلاط الأردنين مع بعضهم قبل ليلة حظر التجول بهدف رصد بؤر المرض والتعقيم والاستعداد اللوجستي لحالة طارئة للغاية. بوضوح تريد مجموعة القرار الأردنية اليوم مواجهة «أسبوع الذروة» لفيروس كورونا، الأمر الذي يفسر كل ما يحصل حتى الآن على الأرجح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى