اراء و مقالات

العضايلة لـ«القدس العربي»: الأهم من «اللجنة»… القصر والأمن «شو بدهم يعطونا»؟

قالها الحسين الراحل للكوفحي: «إمسحها بلحيتي يا شيخ»

عمان – «القدس العربي»: عندما قابل ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال قبل أكثر من عقدين، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أحمد الكوفحي، وعاتبه الثاني بشأن استفزازات ومضايقات يتعرض لها أبناء الحركة الإسلامية، استعمل الملك الراحل في الرد والتعليق واحدة من أكثر العبارات الودية بالتراث الشعبي والاجتماعي الأردني: «يا شيخ.. إمسحها بلحيتي».
لسبب يمكن استنتاجه فوراً، يريد الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة، استعادة هذه العبارة والبناء عليها في الروح التي ينبغي أن تسود الآن ليس بين القيادة والإسلاميين فقط، ولكن بين جميع الأردنيين.
يوجه العضايلة خطاباً مباشراً هنا، يطلب فيه من القصر الملكي جمع ولم جميع الأردنيين والمواطنين معاً في إطار العائلة الواحدة. الحديث طبعاً عن موقوفين أو معتقلين أو مواطنين، تعتبرهم الدولة اليوم في مستوى الخصومة.
والحديث، كما يقدر الشيخ العضايلة، عن نظام يخاف الأردنيون عليه اليوم وعلى دولة لا خلاف عليها بل معها، وأحياناً يحاول التذكير بأن حلفاء الدولة الأردنية -مرحلياً- وأصدقاءها، هم الذين انقلبوا عليها ويتآمرون عليها اليوم، وبالتالي نطالب الدولة بجمع جميع أولادها.
لاحظ العضايلة في سياق «دردشة» رشيقة وعميقة مع «القدس العربي» تفرعت من تشخيص الحالة بعد الإعلان عن تشكيل لجنة وطنية للحوار، بأن قضية المعلمين لم تتفكك بعد ولا تزال عالقة، وأن بعض التصرفات التي تثير الاحتقان لا تزال تحصد، مشيراً إلى مواطنين تم اعتقالهما بـ»الشبشب والبيجاما» بصورة غير لائقة من باب الوقاية، كما قيل، وعلى أساس نيتهما التضامن مع حالة النائب السابق أسامة العجارمة.

قالها الحسين الراحل للكوفحي: «إمسحها بلحيتي يا شيخ»

في مقايسات العضايلة، السؤال اليوم ليس عن اللجنة التي شكلت مؤخراً، وليس عما يمكن أن تقدمه من مخرجات، بل هو سؤال وبلغة شعبية دارجة للمؤسسة الأمنية ولمؤسسة القصر: نحن أبناء الشعب الأردني «شوبدكم تعطونا»؟
ما يهم هو عقل الدولة المنفتح وليس تشكيل لجنة ولا حتى عضويتها أو المشاركة فيها، والتحذير واجب بنفس الوقت من خيبة أمل إذا ما تم إفلات القراءة العميقة للمسار من خلال اللجنة الأخيرة.
يلفت العضايلة وبصراحة، كما يقول، النظر إلى بعض التطورات الحادة في المجتمع الأردني، فالثقة صفرية بين الحكومة والدولة والناس، وبعض أبناء المجتمع اليوم يقسمون على الدم، والأزمات متواصلة وآخرها قضية العجارمة وقبلها الفتنة ومستشفى السلط.
ما الذي يعنيه ذلك؟
يسأل العضايلة، ويجيب: إذا لم تقرأ البوصلة المشهد جيداً وتحصل استدراكات بمستوى التحديات، فنحن ذاهبون لانفجار اجتماعي، لا سمح الله.
«الوضع خطير اليوم جداً».. يشرح العضايلة، وقلوبنا في التيار الإسلامي، وسيوفنا أيضاً مع الدولة والنظام، حيث لا خيارات متعددة أمامنا اليوم كما كان يحصل في الماضي.
مناسبة الدردشة كانت التغريدة التي أعلن فيها العضايلة رفض صيغة قانون الصوت الواحد بشكل كامل ودون نقاش لترسيم صيغة نظام الانتخابات المقبل، وهنا يوضح الرجل: «نحن إيجابيون مع اللجنة، وسنبقى في حالة إيجابية ولن نرفض الحوار، لكن نقولها بوضوح.. سننسحب ولدينا موقف إذا عدنا لمربع قانون الصوت الواحد المقيت، وإذا لم تتضمن مخرجات لجنة الحوار -التي نتمنى لها التوفيق طبعاً- شيئاً ملموساً ومحدداً وإيجابياً.
يميل العضايلة إلى اعتبار لجنة الحوار المشكلة باختصار ومن الآخر «آخر اللجان وآخر الفرص» محدداً بأن مشاركة الحزب والتيار في اللجنة، رغم الإيمان بعدم الحاجة لمزيد من الحوارات، كانت عبارة عن خطوة إيجابية لصالح المشاركة وليس بمثابة التوقيع على شك على بياض.
وبعيداً عن العضايلة، تم أمس الثلاثاء افتتاح أعمال لجنة الحوار الوطني الملكية بخطاب قصير للملك عبد الله، جدد فيه التأكيد على المضي قدماً بالإصلاح الشامل، مشيراً إلى أن ولده ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله، سيبقى معه في السياق الجديد أيضاً.
وكان الإسلاميون قد قرروا المشاركة بصعوبة في اللجنة الحوارية، وحظوا بثلاثة مقاعد من أصل 92 على أمل تحريك المياه التي تجاوزت الركود، كما يشير العضايلة، في وقت ترى فيه جميع الأوساط بأن تلغيم الحوارات بتصورات مسبقة، خصوصاً بشأن قانون الانتخاب، يمكنه أن يؤدي إلى تفخيخ الحوارات وإخراج أعمال اللجنة عن سياقها المأمول، وتسليط الضوء على الخلافات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى