اراء و مقالاتمقالات وآراء

بصراحة… عن شطرنج «الإقصاء» الأردني

 

كل من يقرر امتهان حرفة التبرير والتخويف من الإنصاف والعدالة في ساحة النخبة الأردنية وطبقة الموظفين عليه وفورا توفير الوقت الملائم لاقتراح إجابة على السؤال المهم التالي: هل يوافق الأردن والأردنيون على أن لهم مصلحة عليا في أن يتم التعبير بكل الطرق طبعا السلمية والبسيطة عن الهوية الفلسطينية داخل المملكة الأردنية الهاشمية؟
أعلم مسبقا بأن مجرد طرح مثل هذا السؤال وفي كل الأوقات بالمناسبة سينعش ضد صاحبه كل الوصفات والألقاب المريبة. وأعلم مسبقا بأن طارح مثل هذا السؤال سيقصف بكل أصناف الاتهام والتشكيك، والتي تبدأ من عند الافتقار إلى الانتماء والولاء ثم تنتهي عند الجاسوسية وخدمة المشروع الصهيوني، وتمر بطبيعة الحال بعلبة الاتهامات المفعمة بالأمثال الشعبية، والتي تشيطن كل من يحاول التفكير بسؤال من هذا النوع نزعم أنه اليوم مطروح وبقرار رسمي هذه المرة كما نزعم بأنه وطني بامتياز ولا بد من إجابة مقترحة عليه قبل السماح بأجندات أو اجتهادات.
طرح السؤال هنا واستباقا لعاصفة الاتهامات التي ستمطر فوق رأس كاتب هذه السطور بعد النشر مباشرة له غرض وظيفي مرتبط بإدارة حوار عقلاني وهادئ منطلقا من الحرص الشديد وإن توفرت بعض الجرأة في طرح سؤال استفهامي خارج سياق الإيمان بالسلم الأهلي والاجتماعي.
تصبح الإجابة على هذا السؤال اللغم مطلوبة ومنطقية وضرورية عند كل من يملك أدوات التنظير لفكرة الإقصاء في كل المساحات.
المنطق الفيزيائي يفترض بأن المسألة تشبه لعبة الشطرنج فعندما يقوم اللاعب بحركة لجندي مثلا عليه أن يفهم ويخطط للرد على الحركة المقابلة ومراقبة الفيل والحصان ضمن الحد الأدنى من مقتضيات ومتطلبات تكتيك اللعبة.
المعنى هنا أن من يخيفون الأردنيين اليوم من مناقشة حصول حالة إقصاء غير منهجية ولا مبرر ولا معنى لها واجبهم الأخلاقي والوطني يتطلب عدم الوقوف على محطة التخويف والتبرير بل تحديد وترسيم مساحة يفترض بالمنطق الاجتماعي والفيزيائي أن يتجه نحوها من تعرض للإقصاء لأي سبب. كما يحصل في قانون الإزاحة.
مثلا منع أستاذ مدرسة من العمل في كل المدارس، طبيعي جدا أن لا يمنعه من البحث عن الرزق، وبالتالي سنشاهد أستاذا جديا، بالمعنى الفني والمهني حرمته سياسة الإقصاء بصرف النظر عن السبب، يقود شاحنة صغيرة تبيع فوطا للأطفال ويتحدث مع الناس بغضب ويلوم الدولة والحكومة وأحيانا المجتمع وبسخط.

الإقصاء الهندسي المبرمج للجناح المعتدل في جماعة الإخوان المسلمين وتوجيه ضربة له بين الحين والآخر بالمنطق سيؤدي إلى تعزيز نفوذ الأجنحة المتشددة في نفس الجماعة

ومثلا الإقصاء الهندسي المبرمج للجناح المعتدل في جماعة الإخوان المسلمين وتوجيه ضربة له بين الحين والآخر بالمنطق سيؤدي إلى تعزيز نفوذ الأجنحة المتشددة في نفس الجماعة، والإصرار على استئصال الإسلاميين أو غيرهم من عمق المعادلة بقوانين الفيزياء سينتهي بتنظيمات باطنية أو بخيارات من بينها النزول تحت الأرض.
هنا لا أحد يعلم بصورة محددة، ما هي فائدة التدخل بعملية انتخابية وبقوائم بصورة تقلص من فرصة ابن عشيرة أو قبيلة لصالح آخر رغم أنهما كليهما في مستوى الولاء والموالاة. وما هي الفائدة المرتجاة من الاختيار من متعدد غير متنوع أصلا ويشبه بعضه بعضا.
بكل حال لست من القائلين بعملية الإقصاء المنهجية والاستهداف المقصود لمكون اجتماعي في الحالة الأردنية دون أو أكثر من الآخر.
لكن الإقصاء لا يمكن إنكاره وإن كان أفقيا في الكثير من الأحيان ويشمل أيضا طبقة رجال الدولة والفكر والمثقفين والفنانين والمهنيين المستقلين من داخل وخارج العشائر الأردنية.
العبث بورقة التمثيل والمحاصصة وتبادل المناصب والوظائف والتنفيعات سلوك انتهازي قديم ويألفه الأردنيون لكنه في الآونة الاخيرة زاد عن الحد المألوف وبدأت تنتج عنه مشكلات خصوصا بعدما تكرس في أوقات حساسة وظروف صحية واقتصادية واستثمارية وبيروقراطية صعبة ومعقدة تحتاج لم شمل الأردنيين والتركيز على الاستعانة بالكفاءة حيث لا ينفع الولاء وحده هنا.
عدد المواطنين من أصحاب المهارة والمهنة والرأي المستقل المسؤول، الذين يتم تهميشهم وإبعادهم أكثر بكثير من عدد الذين يشتكون ويتضجرون ويزعمون اليوم بالتهام حقوقهم ومناصبهم، فالإقصاء أفقي يزيد هنا وينقص هناك ويظهر في مساحة ما أكثر من غيرها، فتلك عملية انتهازية دوما لا يتصرف المسؤولون فيها بمسؤولية أو حتى بحكمة.
المطلوب مراجعة أعمق لتذمر أو تضجر أو شكوى وأكثر عمقا من الادعاء بانتقاص حق هنا أو هناك.
المنهجية نفسها تحتاج لمراجعة والأخطر والأهم أن مستوى التنظير في تبرير أخطاء الإقصاء المقلقة خطير للغاية وقد يؤذي الدولة والنظام، والسبب ببساطة أن المنشغلين بتخويف طارحي الأسئلة وأحيانا إرهابهم أو بالتشكيك فيهم لا يجيبون على السؤال الفيزيائي بأبسط صوره وتعبيراته حتى انطلاقا من واجبات وظائفه.
الأردني – أيا كان – عندما يشعر بالتهميش او الإقصاء وفي ضوء ما نعرفه جميعا من علماء الاجتماع والسياسة سيبحث عن نفسه وتمثيله وحصته وهويته أين؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اقتبسسس.
    السؤال المهم التالي: هل يوافق الأردن والأردنيون على أن لهم مصلحة عليا في أن يتم التعبير بكل الطرق طبعا السلمية والبسيطة عن الهوية الفلسطينية داخل المملكة الأردنية الهاشمية؟

    اخي بسام.. ثم قلت..
    أعلم مسبقا بأن مجرد طرح مثل هذا السؤال وفي كل الأوقات بالمناسبة سينعش ضد صاحبه كل الوصفات والألقاب المريبة. وأعلم مسبقا بأن طارح مثل هذا السؤال سيقصف بكل أصناف الاتهام والتشكيك، والتي تبدأ من عند الافتقار إلى الانتماء والولاء..
    جوابي على سؤالك.. بسؤال لك.. هل تنكر انت جذورك الفلسطينية.؟
    وهل مورست عليك اية ضغوط.. تمنعك من التعبير عن هويتك..
    وهنا أسألك أيضا.. كم في الأردن.. من المحال والمؤسسات والاسماء التجارية.. التي تحمل الأسماء.. للبلديات والبلدات والمدن الفلسطينية..
    كم هناك من الدواوين والروابط المرخصة لأهل فلسطين في الأردن.
    وأسألك. كم إعداد الوزراء والأعيان والنواب.. والمدراء والإمناء العامين.. .. من أهل فلسطين.. في الأردن.. وكم إعداد العسكر والجنود وأفراد الشرطة والموظفين… وفي كل القطاعات في الأردن.
    وهل تعلم ان دولة طاهر المصري.. كان ريئسا لوزراء الأردن ووزير للخارجية.. ورئيسا لمجلس النواب الأردني..
    وهل تعلم ان وزير الخارجية الأردني حاليا معالي أيمن الصفدي.. وان النائب الأول لرئيس مجلس النواب هو أحمد الصفدي..
    اخي بسام.. لا يتسع المجال.. للسرد.. لكن اقول لك أن جيراني.. هم ابناء االلد.. والقدس.. وجنين واريحا. وزوجة ابني هي ابنة الطيرة…
    اخي بسام.. ارجوك.. كفانا.. مثل هذه الإشارات التي تحمل الكثير من السم.. لتمزجه في قليل الدسم.. فلم يبقى شيئا لنا الا وحدتنا.. كاردنيين جميعا من الأردن.. وفلسطينيين جميعا.. من أجل فلسطين.. في وجه كل المحاولات.. التي تهدف إلى القضاء على ما تبقى مما لنا… شرقا وغربا..
    ارجوك.. لن اتهمك. باي مما ذكرت انت.. ولكن لا تكن أنت معولا. في يد جاهل يستخدمه الصهاينة.. وإذنابهم.. لنيل من وحدتنا.. أو لتسلل.. من ثغر.. ظننا انه امين على حراسته.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى