اراء و مقالاتمقالات وآراء

“ثلاثية الضجر”: “نفط وكورونا واليمن” وبعد سقوط “العولمة”: وزراء “ديليفري” في الأردن

غادة عويس، محمد كريشان، والزميل المعلق الدائم عمر عياصرة، نجم التحليل.
محطة «الجزيرة» مشغولة تماما هذه الأيام في كورونا أولا ودائما، والإغراق النفطي، واليمن وأفلام عاصفة الحزم.
وحده العياصرة في الأستديو وبدون «كمامات»، أما الشنقيطي المعلق الموسمي فيتحدث مثل غيره عبر «سكايب».
فرض كورونا اللعين نفسه على غرف الأخبار والتحليلات كلها، وحتى لو أرادت محطة «أم تي في» اللبنانية التحدث عن مستقبل الرقص الشرقي لطل الفيروس من الشباك.
لا صوت يعلو إذا فوق صوت «كورونا» بالنسبة لنا أيضا كمشاهدين للشاشات في ظل حظر التجول والتباعد والانقلاب المفاجئ في السلوك الاجتماعي.

«صدى» بدون ملاعب

لا منوعات ولا رفاهية ولا تحليلات لها علاقة بصفقة القرن. فيروس وتعقيم وألم ومعاناة وأسف على إسبانيا وإيطاليا والرئيس ترامب يظهر بين الحين والآخر وسط مسؤولين في البيت الأبيض ليفتي بالعلم، وسرعان ما تبث «سي أن أن» تشكيكا في كل أحرفه.
حتى على «أم بي سي» ترى نساء سعوديات يضجرن من الجلوس في المنزل، ووحده وزير الخارجية الأمريكي بومبيو «اللعيب» يصافح أمام الكاميرات «سيدي صاحب السمو الملكي» مع أن محادثة النفط كان يمكن أن تجري عبر «سكايب» أيضا.
نشعر بالحزن على زميلنا المختص بالنشرة الرياضية على «سكاي نيوز»، فهو يبث الخبر نفسه للأسبوع الثاني على التوالي تحت عنوان تأجيل بطولات وخسائر فادحة للأندية ولاعبون أصيبوا بالفيروس «الملعون».
أين مصطفى الآغا و»صدى الملاعب»؟ الصدى موجود، لكن «ماكو ملاعب وماكو صالات ولا مسابقات». هذا ما قاله رباع كردي يتمرن على السطوح لمراسل فضائية «بغداد».

الأردن: أين «المختار»؟

صوت بيروقراطي وبرلماني أردني مخضرم مثل سامح المجالي على شاشة «المملكة» ينبغي أن يسمع، خصوصا عندما يؤشر الرجل الى وقائع وحقائق جديدة من الصعب إنكارها، حتى في حال الاختلاف معها، وعلى رأسها «سقوط العولمة».
ما استنتجناه من كلام الخبير هو قناعة بوجود «أزمة» في أدوات ورموز «إدارة الأزمة» في الأردن، حيث تزاحم مرجعيات وإجتهادات وصدارة لشريحة «بخبرة نادرة» في إدارة اشتباك مع فيروس شرس، خصوصا في الواجهة الاجتماعية.
قد يكون سامح المجالي أحد القلائل من الذين خدموا في القطاع العام لـ38 عاما وسط الناس والأزقة وبنية المجتمع.
لكن الأهم اكتشافنا بمعيته مستوى التعثر في غياب الأحزاب والجمعيات الخيرية عن واجهة الأزمة الحالية، بعد عقود من تغييب الأحزاب والتنديد بها وإخراجها مع النقابات المهنية من مستوى التاثير. حتى طبقة المخاتير، التي انقرضت يحتاجها الناس اليوم.
أكيد تدفع بلادنا، وهي تتعرض لجائحة كورونا ثمن تلك المراهقات الأمنية والمعلبات، التي تخشى العمل الخيري والحزبي والاجتماعي.
وأكيد لا يمكن لربع الـ«ديجيتال» وجماعة «ديليفري» والـ«أون لاين» و«الاقتصاد الرقمي»، على أهميتهم، ومع الاحترام لهم، معرفة أفضل طريقة للتواصل مع الأردني في المخيم والقرية والبادية.
بدون شك أبدعت الحكومة الأردنية وبذلت جهدا مضنيا ليس من الانصاف إنكاره.
لكن بدون شك بعض «الهواة» ومن يتمتعون بخبرات «غير عميقة» من الوزراء والمسؤولين زادوا معاناة الشعب والدولة وأتصور أنهم خرجوا عن سكة الخدمة غير مأسوف عليهم في اللحظة المناسبة.
كأردني أشكر الله أن القيادة إستدركت ودخلت مؤسسة الجيش على التفاصيل، ولم يترك كل مصيرنا في المعركة مع كورونا للطاقم الحداثوي، مع الاحترام له، حيث زحام وتكلس واستعراض لم يعد من الممكن انكاره.
المرحلة صعبة ومعقدة ولا تحتاج لشريحة «الديك» ولا الدجاج، بل لرجال وطن يثق بهم الناس ويفهمونهم.
وأملنا كبير في أن تدرك مؤسسة القرار حجم «الندم والخطأ» عندما يتعلق الأمر بدعم السياسات الجزافية، التي احترفت «إضعاف» الأحزاب والمجتمع المدني والنقابات المهنية، ففي المواجهات المفصلية هذه الشريحة هي الرديف الحقيقي، الذي يمكن أن تلعب به المؤسسة وتفوز أو تسجل هدفا.

أبو غزالة وبقايا الاقتصاد

نبقى في الأردن ولكن في سياق «عربي وعالمي» عدد الذين طرحوا على رجل الأعمال ورائد الملكية الفكرية طلال أبو غزالة سؤالا محددا يفوق عدد المصابين والمشتبه بإصابتهم بكورونا: «لماذا لم يتبرع الرجل الثري بالمال لدعم المجهود الصحي؟».
قرر أبو غزالة الرد واستضافه دينامو الحواريات الزميل محمد خالدي على محطة «رؤيا».
يصر صاحبنا على أنه لا يتحدث مع رموز الجهل والتشكيك والذين لا يريدون الاستماع للحقيقة ويقول بالفم الملآن: «معيش فلوس ومش مهم اتبرع أنا أو غيري والأهم أن نتطوع نحن في مجتمع الأعمال لتأسيس مشروع شامل وطني رديف يدعم المجهود الرسمي».
«أبو غزالة» – وبصراحة كلامه بيمشي على الترين – يتحدث عن تبرع «مستدام» ومؤسسي وليس فردي ولا ينطوي على»تكارم»، بل ملزم للقطاع الخاص بحجم الأرباح.
ويصر على أن حماية «الأرواح» مهم، لكن الأهم مسار «إنقاذ الاقتصاد» لتوفير وظائف لمن سيتم انقاذهم من الفيروس.
عمليا أبو غزالة بـ»يضرب بالمليان الواضح» وبدون «تهليس وتفليم»، وهو يحذر من «دولة فاشلة» أو «بقايا اقتصاد».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى