اراء و مقالات

«طلاسم الطاقة»: معادن الأردن وفلسفة «لا إلي ولا لحباب قلبي» وتحذير من «هتاف مندس»

لا أعرف بصورة مفصلة ما هي أهمية «الفوسفات» لحياة البشر ولماذا يحتفي به رواد نادي البزنس.
فقط من تركيز شاشة «المملكة» أدركت أن الشعب الأردني أخيرا أمام «خبر عاجل» بعد سلسلة إحباطات أقلها خسارة منتخب النشامى مع الرديف المغربي بأربعة أهداف.
وزير الطاقة صالح خرابشه «بالمناسبة عاد فجأة لوزارة شغلها وغادر وقتها فجأة دون فهم لماذا خرج أو لماذا عاد» زف البشرى بعنوان «استخراج الفوسفات من منطقة جديدة شرقي الأردن».
فورا أصدر الوزير فرمانا بحفر 2000 بئر لتقييم الكميات من المعدن النفيس على أساس دوره في الصناعات التحويلية.. طبعا أنا لا أعرف المقصود بصناعات تحويلة وكل آمالي الصناعية تنحصر بتدبير سيجارة مصنعة شرعيا بالمذاق اللذيذ للسيجارة نفسها المزورة والمهربة أيام «عمو مطيع».
ما علينا.. لولا العيب لأطلق الزميل قاريء نشرة الأخبار في محطة المملكة «زغاريد» وهو يتلو الخبر السار حيث كومة خبراء يتحدثون عن «مزايا الاكتشاف» والآمال التي يبثها مستقبلا مع أن أحدهم من أبناء الكار أبلغني بان الفوسفات يتم تخزينه بكميات بعد خلل ما في السوق العالمية.
عموما نأمل ان لا يشابه الأمر زجاجتي نفط وضعتهما أمام كاميرا التلفزيون الأردني وزيرة سابقة امام رئيس وزراء كان ينظر لزجاجة بلون غامق بحماس مفرط.

«نميمة الفائض الجغرافي»

كل قصص سهرات «نميمة الكبار» التي استمتع بحضورها تقول دوما معلومة واحدة عن الفوسفات بصفته أبرز ثروات الأرض: رجل أعمال هندي تمكن من السيطرة على حصة هائلة من الأسهم وبظروف غامضة.
طبعا تلك على الأرجح مجرد «شائعة» وحسد وضيق عين.
لكن الشعب لا يعرف الكثير فعلا عن كيفية إدارة ثرواته والجميع يعرف أن حكومة سابقة فتحت الباب على مصراعيه على تراخيص «الكهرباء البديلة» وكانت النتيجة وجود «فائض» من الكهرباء في المملكة نخفق في تصديرها ولا يستفيد منها المواطن الغلبان.
هل من حقنا ان نقلق بمعية الوزير الخرابشه على احتمالية أن نستخرج ثروات جديدة من نفس الصنف والتي ينطبق عليها القول.. «لا إلي ولا لحباب قلبي».
هل تكون النتيجة مجددا عباءة «خليجية» على مورد طبيعي في «أرضنا وبين جمهورنا» تستثمر لصالح العدو الإسرائيلي فيما يستمر التعامل مع بلادنا باعتبارها مثل الكهرباء «فائض في الجغرافيا» في خدمة الإبراهميات وصفقتها؟
سؤال لا يجيب عليه نائب برلماني حظي بتعريف على الشريط الحواري يلمح لـ»رئيس اللجنة المالية» قبل انتخابه في موقعه عمليا في إشارة ضمنية على أن الضبط والربط فعال جدا وحيوي في غرفة الكونترول على برامج الحواريات بصرف النظر عن «الرموش الحادة» للزميل المذيع المحاور عامر الرجوب.
في مسألة الطاقة والمياه «الأسرار» خطيرة وكبيرة وأعلم أن محطة الجزيرة حاولت تفكيك «الطلاسم» مرتين على الأقل وأخفقت.
والفارق ملموس وصغير جدا بين «النقمة والنعمة» ما دامت الإدارة العليا لشركات الأردن الوطنية تدار بذهنية «تعليلة».

هل الوطن بخير؟

بكل قصد وترصد أميل للمشهد الأول حيث أول عبارة سمعتها شخصيا من «جلالة الملك» بعد أيام من تسلمه سلطاته الدستورية وتقول «ما نريده الطعام على الطاولة والحياة الكريمة للمواطن والجندي».
عندما قيلت لنا تلك العبارة كان إثنان من «علية القوم الآن» أحدهما في واشنطن ينشغل بغسل سيارة كلاسيكية على بوابة سفارة ولم نسمع به إطلاقا والثاني «شيوعي ومعارض» يشارك في إجتماعات سرية تحت شعار «كيف نسقط النظام؟»
تلك على كل حال إشارة «عافية» في انقلابات النخبة لكنها لا تمثل «التعافي».
والقصر طوال الوقت يطالب الحكومات بسياسات يملس أثرها المواطن.
والحقيقة ان لدينا اليوم سياسات بالجملة وأطنان من خطط التحفيز الاقتصادي لكن عدد الحيتان زاد ومعهم عدد الفقراء وتضاعفت المديونية على أحفادنا فيما يستمر تكاثر مسئولين ومخططين ومفاوضين من «نفس العلبة».
بكل حال «إحنا النشامى بخير لكن الوطن ليس كذلك «.

مندس في التظاهرات

ما دمنا نتحدث في الأردنيات لابد من تذكير مشايخ الحركة الاسلامية بإعجابي الشديد بقدرتهم على «توزيع طاقات الاعتراض» في المسيرات والاعتصامات حيث يتجمع الشباب قرب مساجد المخيمات عندما يعلمون مسبقا بان «عدد العلمانيين من الرفاق» في مسيرة عمان سيكون الأكثر.
طبعا لحظتها فقط تغطي كاميرات قنوات عربية وأولها «الجزيرة»ما يجري قرب «الكثافة السكانية» فيما تحظى مسيرة نشطاء اليسار الشباب في العاصمة بكاميرا فضائية «رؤيا».
أغلب التقدير ان رؤيا والجزيرة متفقتان ضمنا على تبادل الكاميرات والتغطية أيضا مع علمي المسبق بان سوء حظ الحكومة العاثر تطلب توقيع إتفاقية دبي الأخيرة عشية «أزمات» داخل التيار الاسلامي تتطلب «التفريغ» في الشارع حيث قضايا لا يمكن الخلاف عليها محورها «فلسطين والقدس والعدو والتطبيع».
عموما وبإختصار أضم صوتي للمعترضين على «تعابير ومفردات» شاذة لا تمثل أهل عمان ولا شعب النشامى وتحاول الغوص مجددا في وحل الماضي المؤلم وأميل للأعتقاد بأن ذلك لا يحصل إلا عبر «مندسين».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى