اراء و مقالات

«كمامة» ترامب: إضحك مع «العربية» و«الطم» مع «الجزيرة» و«تلفاكس» وهل صنعت «البتراء» الأردنية في الصين؟

سعر الكمامة الورقية لا يزيد عن «خمسة قروش» في الأردن. طبعا ذلك سعر التكلفة، لكنها تباع بخمسة أضعاف ثمنها، لأن وزارة الصحة تترك الحبل على غاربه، أو لأن جميع من نعرفهم من رجال الصناعة والتجارة يتحولون أو يحاولون التحول فجأة إلى تجار «كمامات»!
ما علينا. الكمامة إياها «هزمت» أعتى رئيس في العالم ولقنته درسا في عقاب الاستهتار، فحسب مراسل «الجزيرة» كان دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي فقط «يسخر» من جو بادين، لأن الأخير يرتدي كمامة!
حتى طبيب الوبائيات في عمان وائل هياجنة كاد يخرج من كادر الشاشة وهو يتوسل في برنامج «يسعد صباحك» على التلفزيون الأردني المواطنين لارتداء الكمامة.
مع ذلك لا يقتصر العداء للكمامة على بعض السذج والبسطاء، فترامب سخر منها أيضا قبل أسبوعين، كما شاهدنا على شاشة «سي إن إن» وهي – أي الكمامة – اليوم تعاقبه بقسوة، ويظهر مرتديا لها صاغرا، وهو ينتقل في بث حي ومباشر على المستوى الكوني من بيته الأبيض إلى سلم الطائرة المروحية، التي نقلته للمستشفى العسكري.

كل الموارد على «الجزيرة»

فاجأتنا «الجزيرة» وهي تخصص «كل مواردها» على طريقة مسلسلات «إف بي آي» لنقل وقائع إصابة ترامب بكورونا، فحماس مراسلي الجزيرة – ومعهم حق- لسقوط ترامب كبير جدا، عبر استضافة المزيد من المعلقين الديمقراطيين على «الرئيس المستهتر» أو عبر التسمر وراء الكاميرا لساعتين في مواجهة طائرة الإسعاف.
في المقابل كان الطقس مضحكا على محطة «العربية» ويثير الرغبة في «اللطم» ومعها «سكاي نيوز» فصياغة الخبر ومساحة البث تظهران وكأن المسألة عادية والرئيس ترامب هزم كل النظريات الديمقراطية المتخاذلة، عندما تمكن من المشي للطائرة!
كل تناقضات وانقسامات دول الخليج والمحاور العربية يمكن مراقبتها بالجملة والتقسيط على تلك الشاشات الناطقة بالعربية.
نحن قوم، والحمد لله، لا نهدأ عند الخصومة ونؤمن بالثأر والغرام والانتقام، حتى على شاشاتنا، عندما يتعلق الأمر بأخبار الأخرين.

من هو «وليد أبو سل»؟

من هو «وليد أبو سل»؟ المحققة التي تعمل مع الموساد واستعارتها «أف بي آي» واسمها «نافابي» تتحدث عن «الفلسطيني وليد» الذي تسبب في مقتل شقيقها، ليتبين بعد الحلقة 20 أن الإرهابي إياه «إيراني أصلا» وبعد حلقتين فقط، تكتشف نافابي اليهودية أن «أبو سل» إياه ليس إلا «شقيقها» المغدور!
ذلك مشهد متراكم من مسلسل «أكشن» شهير، راقبناه بشغف على قناة التلفزيون المشفرة «تلفاكس» والسبب توفر فائض من الوقت المنزلي جراء الفيروس كورونا.
دراما متقنة على طريقة النجم الهندي اميتاب باتشان، حيث سرعان ما يكتشف البطل أن عشيقته هي أصلا أخته بالرضاعة، وأن والده ليس أكثر من سائق تكفل به وهو رضيع بأمر من عمته، التي قتلت بعدما اكتشف والده الحقيقي وشقيقها فساد رئيس العصابة بحكم عمله في الجمارك.
تعجبني هذه «الحبكة» فهي تنتمي لنفس جيل مسلسل «أبو الهنا» الذي قررت فضائية «رؤيا» الأردنية انتشاله وإعادة عرضه لنا يوميا على سبيل الكوميديا الشامية اللذيذة عموما.
لكن عندما أتعرض للحبكة نفسها الآن أرى أن الأفضل مشاهدة مسلسل «كوري» سيىء الترجمة لا أعرف – حتى اللحظة – سببا لعرضه على شاشات محلية، إلا إذا كان الأمر ينطوي على مجاملة ما للسفارة الكورية في عمان.
وما دمنا في آسيا ونتحدث عن «بني الأصفر الممراض» لا أستطيع مقاومة التحدث عن «المفارقة» التي سجلها أمامنا السفير التايواني في عمان.
صاحبنا قرر زيارة البتراء وتجول في الحوانيت وخطط لشراء حزمة «هدايا صغيرة» من طراز تلك الملقاة على بوابات الأهرام في الجيزة مثلا، لوضع زوجته في صورة زيارة البتراء.
تقلب الدبلوماسي بين «التحف الأردنية الصغيرة» فاكتشف بكل بساطة أن «كل قطعة صغيرة» كتب عليها «صنع في الصين». أكيد يشمل ذلك بطاقات التعريف ومجسم المدينة الوردية وصورة جمل ما أو فنجان رخام طبعت عليه صورة ما. أما البقية فأتركها بدون تعليق.

«تلفاكس» والموساد و«الدشداشة»

نعود للحجة «نافابي» ولـ«تلفاكس» حيث سلسلة أعمال تخترق عقول الشباب ودون «فلاتر».
ما يثير الإصرار على وجود «رجل ما» بـ«دشداشة خليجية» صامت دوما في كل اجتماعات المافيا أو يظهر في زاوية الكاميرا البعيدة وحيدا في حفل يرقص فيه الجميع مع الجميع باستثناء حبيبي أبو دشداشة، يجلس إلى جانب المشرب مع كأس نبيذ ويبحلق بعينيه فقط!
في إمكان الإخوة الذين ينتجون هذه الأعمال الكونية «ترقيص» ممثلنا الشرعي والوحيد في الصورة، ولو قليلا.
عيب عليهم! في إمكانهم ولو مرة إظهار أبو دشداشة العربي أثناء اجتماعات كبار العصابات، وهو يدلي، ولو بمداخلة أو يغرس خنجرا في وجه نادلة أو يدلي ولو بملاحظة «إجرامية» واحدة.
العتب كبير على «تلفاكس» وهوليوود أيضا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى