اراء و مقالاتمقالات وآراء

ماكرون- عون: إيه اللي بيحصل ده؟ عندما يراوغ «أكبر منشار سعودي» وتطيح «رشوة عربية» بخوان كارلوس

 

ملامح ملك إسبانيا الأسبق خوان كارلوس، التي بثتها محطة «الجزيرة» في نشرة الأخبار بدت «مرهقة للغاية»، فالعجوز بالكاد يمشي، وطائرته تحركت من باريس إلى أبو ظبي.
الزميلة المذيعة، التي قرأت الخبر «صكت» تماما على أسنانها وهي تتلو الجزء المتعلق بـ«رشوة عربية» يحقق فيها القضاء الأسباني، ضد الملك العجوز الفار .
يا فضيحتنا نحن رعاة «الرشوة» العرب بين شعوب وقبائل إسبانيا، بعد التفريط في الأندلس، فعلى حد علمنا لا صلاحيات للملك هناك. لماذا قدمنا له رشوة أصلا؟!
لكن نحن أوفياء لمن نرشيه وسرعان ما نوفر له ملاذا وضيافة خمس نجوم، كما يفعل «خليجنا» لكل ديكتاتور وجنرال حرب. هل تذكرون رئيس تونس الراحل بن علي؟
تلك طبعا من مقتضيات «الشهامة العربية».
لكن ما يثير سخطي كمواطن عربي أن أجدادي الأوائل علموا البشرية الطب والفلك والرياضيات، أما دولنا في أرذل العمر فهي مدرسة في زرع «الرشوة» بعمق جسد دولة مثل إسبانيا.
أوروبا تصدر لنا الإرهابيين أحيانا. هذا صحيح. لكن نحن خير من يرد بحرف كل البوصلة عبر «رشوة» الرأس الأكبر. أي شرف بعد كل هذا الشرف على نشرات الأخبار؟

«الجبري» شريك موثوق

ما الذي تعنيه العبارة التالية، عندما تصدر عن الخارجية الأمريكية وتتحدث عن اللواء السعودي المطارد «سعد الجبري»: «الرجل شريك موثوق للإدارة الأمريكية في مكافحة الإرهاب».
مرة في طفولتي عبر من حارتنا «شريك موثوق للأمريكيين» بعد يومين قرأنا في الصحف خبره وقد «انتحر فجرا بإلقاء نفسه من أعلى جسر مرتفع».
وأعرف «شريكا محتملا من الموثوقين» توفي وحيدا محبطا بالتقسيط.
تتكفل قناة «الجزيرة» بتقديم وجبة يومية عن الجنرال الجبري وقصته المؤلمة، ثم تطل نافذة متلفزة على الشبكة اسمها «كن مثقفا» لتتكفل بالمتابعة وتصل للخلاصة بصوت مذيع أجش «ما اللغز ولماذا الآن بالتحديد؟».
وتقف محطة «سي إن إن» عند تقرير خاص يسلط الضوء على الدعوى القضائية، التي رفعها الجبري ضد الأمير محمد بن سلمان.
لا نصدق أن الجبري رفع القضية من تلقاء نفسه، فالرجل مستودع أسرار ومعلومات إستخبارية ويعرف «الكتف» نفسها وليس فقط من أين تؤكل.
نحن في الأردن لا نتدخل في القضايا «المنظورة في القضاء» حتى في أمريكا.
الأهم تشكل انطباع لدينا أن جنرال الاستخبارات السعودي بعد «خطف ورهن» أفراد من عائلته في الرياض بطريقة الأكشن الهندية اختصر الطريق، فهو على الأرجح ما دام «شريكا موثوقا للاستخبارات الأمريكية» في الماضي تتوفر لديه كل الخبرات اللازمة بـ«المناشير» وأطقم الطب الشرعي، التي تغتال والمواد، التي استعملت في جريمة تصفية الشهيد جمال خاشجقي.
باختصار يلاعب الجبري الآن «المنشار الأكبر» لبلاده ويراوغه ويضع خارطة طريق للتخلص منه، وبما أن المناشير منشغلة ببعضها الآن بدلا من الإنشغال بكورونا، التي تلتهم الوطن السعودي المطلوب منا نحن معشر المتفرجين الصمت والمراقبة. حدسي يبلغني أن منشار الجبري بدأ يعمل والقضية لها أبعاد أعمق. والعلم عند الله.

ماكرون فجأة في بيروت

في التعبير الشعبي الدارج «فقس» السيد حسن نصرالله كل جمهور «قرية الفرجة» في الشارع العربي والإسرائيلي والأوروبي بإطلالته الحصرية الأخيرة على شاشتي «المنار» و«الميادين»، التي تحولت إلى خبر مصور على كل شاشات الكون.
تحدث «السيد» كثيرا .لكنه لم يقل أي شيء محدد فعلا، وترك التكهن في أقصاه ولم يلتزم بقاعدة «الجمهور عايز كده»، فحزب الله لم يكن هدف تفجير المرفأ، وبالتالي ليس ملزما بالرد على العدو الآن على الأقل لأن المرفأ لا يوجد فيه ولا حتى «رصاصة» تتبع المقاومة.
زرع صاحبنا المزيد من الألغاز بين كومة ألغام على أساس «البقية تأتي».
لا نملك إلا التصفيق للأداء التكتيكي المحسوب مع قناعتنا الراسخة أن المستفيد من حرق بيروت على النحو المفجع هو طرف واحد و«عدو» وعلى الأرجح إسرائيل.
وسط إنشغالات فضائيات وتلفزيونات الكون في المرفأ وفاجعته لم تكن جملة نصر الله التكتيكية هي وحدها اللافتة للنظر.
محطة «تي آر تي» التركية رسمت لنا السيناريو المقنع لمشهد مغرق في الطرافة، حيث مؤتمر صحافي «عالواقف» بين الرئيس ماكرون ونظيره اللبناني ميشال عون، يظهر فيه رئيس فرنسا ثلاث مرات وهو يحاول إبعاد مضيفه عن الكاميرات حتى يستأثر بالمشهد.
في بلادنا نقول «تناحة» والجنرال عون «تنح» من جهته، وقرر البقاء إلى جانب ضيفه، الذي «يفتي» في كل القضايا اللبنانية، حتى إضطر حراس الضيف الفرنسي لإبعاد الرئيس اللبناني عن عتبة منزله بعد الضجيج المغرق في الفانتازيا السياسية بعنوان «شعب لبنان يطالب بالانتداب الفرنسي».
حتى تلفزيون«الغد» بث المشهد عدة مرات، وعلى طريقة «أم بي سي»، وهي تبث اللقطات الطريفة مع صوت معلق مصري يكثر من عبارات «الله.. شايفين.. إيه اللي بيحصل ده؟».
نجزم حتى اللحظة في عدم وجود جهة قادرة على إبلاغنا «إيه اللي بيحصل» لكن المكتوب مقروء من عنوانه، مبدئيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى