اراء و مقالات

منسف بـ«الهامبرغر» وآخر بـ«الكبة الشامية»… وسؤال أردني لجعجع ونصر الله: لبنان «دولة أم وطن؟»

يتحدث رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة لشاشة التلفزيون الرسمي مجيبا بهدوء عن كل الأسئلة.
نحسد دولة الرئيس على قدرته على الهدوء في مواجهة «غليان منصاتي» يستهدف كل صغيرة وكبيرة وهو «يحصي» أنفاس الحكومة.
المحزن حقا أن المواطن الأردني عموما يجد صعوبة في التعاطي مع فكرة توفير وثيقة إلكترونية تمكنه من العبور بين الناس وفي المؤسسات بأمان صحي.
كنت في تركيا مؤخرا وشاهدت الجميع يرتدي الكمامة بلا منازع ولديه «سند إلكتروني» يسأل عنه أمام البقالة، ولا أحد يرى في الأمر خطرا على «أسراره الشخصية والعائلية» أو ابتزازا معلوماتيا له ولغيره.
شعبنا الأردني العظيم لا يريد «سندا» وبسبب اللون الأخضر تابعنا مئات التعليقات المنصاتية التي تسخر من الحكومة على أساس أنه لون فريق الوحدات لكرة القدم.
طبعا، ثمة ألوان أخرى في الكون. أحدهم سأل علنا: ليش مش اللون الأزرق أو البنفسجي أو الخمري؟!
المحزن أكثر أن يخفق طاقم وزارة تحمل اسم الريادة والاقتصاد الرقمي في توفير طريقة سهلة وميسورة للعبور نحو السند إياه، مع العلم بضرورة توفر طريقة ما لكي يتاح لأي أردني الحصول على الوثيقة دون الاضطرار لابتياع «هاتف محمول» حديث وعصري، فكبار السن في الأردن لا يحملون المحمول أصلا وإن حملوه فعلى الأرجح من الصنف البدائي «أبو لوكس».
لكن وسط حالة الحزن التي طالت الحكومة وجماعة الريادة لعل أنباء الملاعب هي الأهم، فبطولة الدوري تغالط ثنائية الوحدات والفيصلي، بمعنى «أهالي عمان» وتتجه نحو الشمال ونادي الرمثا.
شاهدت المراسل الرياضي لـ«المملكة» متحمسا وهو يتحدث عن تفوق الرمثا وأنا معه أصفق لكسر حدة ثنائية «الفيصلي» و«الوحدات» وأبارك مسبقا للرمثا وإن كنت أشجع فريق نادي السلط من عامين فقط بالمناسبة.

جعجع ونصر الله

فخورون جدا طبعا بإعلان «زعيم المقاومة» في لبنان رقم «100» ألف مقاتل.
لكن خلافا للزغاريد، التي انشغلت فيها وهي تبث الخطاب شاشة «المنار»، نفترض أن من ينبغي أن يخشى الرقم أو تصله الرسالة حصريا يمثل خمسة معلقين دفعة واحدة استضافتهم القناة الثانية في التلفزيون العبري، ركز ثلاثة منهم على أن الرقم غير صحيح ويخالف تقديرات استخبارات الكيان والأهم رسالة الرقم للزعيم المتحمس سمير جعجع ومن يقف خلفه وليس لكيان العدو.
لسنا مع جماعة المقاومة وهم يعتبرون المسيحي اللبناني جزءا من المشروع الإسرائيلي ولسنا مع المسيحيين عندما يصرون على سحب سلاح المقاومة ويبالغون في التأزيم.
شاشة التلفزيون الإسرائيلي خبيثة، كعادتها، فقد نشرت صورتين بالتزامن مع الحوار واحدة للشيخ حسن نصر الله والثانية لجعجع، ونجزم مع الجازمين بأن إسرائيل وفقط حصريا هي المستفيدة مما يجري في لبنان الأرز من لحظة انفجار المرفأ حتى الآن.
على محطة «الميادين» كانت مقدمة البرنامج تلوك السؤال القديم بخصوص جوهر الاعتراض على قاضي التحقيق في ملف المرفأ، وكان الضيف يتلو عبارات متراكمة لا تكاد تمسك بالأولى حتى تفلت الثانية وفكرته باختصار أن حزب ألله بريء من دم المرفأ وإطالة التحقيق تعني السعي لإدانته.
حسنا لدى حزب الله أسرار ومعلومات عن ما حصل ويمنع لحد الآن عن عرضها أمام الملأ.
المهم أن نحتفظ بالـ»100» ألف مقاتل لمواجهة العدو فقط، بعيدا عن دعم الأنظمة المتسلطة في العراق واليمن وسوريا، ويمكننا كمراقبين عرب فقط مثلا اقتراح جمع السلاح اللبناني الشيعي والمسيحي والفلسطيني والسني في برنامج مواجهة واحد هدفه الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا مثلا. ما لم يحصل الأمر الشكوك ستبقى بأن أهل لبنان وقادته ورموزه من صنف لا يرغب بالخير للوطن.
لبنان آخر النهار «وطن» أيضا وليس مجرد «دولة» تستند على محاصصة الطائف، وما نراه اليوم للأسف لا دولة ولا وطن وقد وجه أردنيون علنا السؤال للدكتور والشيخ: متى تنظرون للبلد باعتباره وطنا؟!

منسف بالكبة الشامية

ليست مناورة ولا ما يحزنون. محطة «سي إن إن» بنسختها التركية كان صوت الرئيس إردوغان يلعلع فيها، وهي تفرد تغطية خاصة لإيعازه بطرد 10 سفراء دفعة واحدة من بلاده، بسبب تدخلهم لصالح رجل أعمال من جماعة غولن.
لا أثق في أن المحاكمات التركية عادلة ومنصفة تماما، وفيها كل معايير الالتزام القانوني الدولي، لكن شاشة تلفزيون «ترك تودي» لم تجد من المعارضين الأكراد والقوميين والمنشقين عن الحزب الحاكم، ولو معلقا واحدا فقط يعترض على قرار سيادي أو يشكك بدوافع ووطنية إيعاز الرئيس، وهو يرفض أي تدخل من الدول الكبرى في شؤونه.
في إمكان الأتراك الحضور لعمان مثلا ومراقبة طاقم السفارة الأمريكية، وهو يقيم معرضا للمنسف باللحم الأمريكي الصالح فقط في عرف الأردنيين لـ«الهامبرغر» فقط.
أحدهم قلبني على ظهري من الضحك وهو يقرأ المستقبل الوشيك للمنسف بنسخته المرتبطة باللجوء السوري، حيث باقة من «الكبة الشامية» موزعة بين قطع اللحم الدسمة مع رشة بقدونس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى