مقالات وآراء

تونس: قمة «إحراج» عربية بامتياز… وقرارات ترامب تربك حلفاءه العرب

فرضت بصمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستوى من «الإرباك» على إيقاع اجتماعات قمة تونس، حيث يتراكم أصدقاء وحلفاء واشنطن في منطقة ضيقة للغاية، حائرين مترددين في كيفية إدارة النقاشات والتوصيات والقرارات، والأهم التجاذبات.

تمحور غير مألوف… الصوت المصري «لم يعد طاغيا» والثقل الجزائري غائب

وقد ظهرت بصمات ترامب بقوة خصوصا فيما يتعلق بملفي القدس والجولان، وذلك في تفاصيل الاجتماعات التشاورية المغلقة التي عقدها وزراء الخارجية مرتين على الأقل أمس الجمعة، على أمل تقديم «وجبة سياسية» متوازنة يمكن أن تجنب الزعماء والقادة «مساحات الإحراج» المحتملة صباح غد الأحد.
كيف يخرج القادة العرب بقرارات تعاكس ترامب وتتميز بقدر من الجدية بدون إظهار ميل لبدائل صدامية؟ كان ذلك هو السؤال الأساسي الذي يمكن تلمّس تفاصيله من الوفود المرافقة لوزراء الخارجية.
سؤال محرج من هذا النوع اجتهد السفراء والوزراء للإجابة عليه بالعمل على توصيات لا تزيد من إحراج النظام الرسمي العربي لا أمام الشارع، ولا أمام إدارة متهورة يترأسها ترامب.
لكن من التفاصيل التي تمكنت «القدس العربي» من تلمسها يمكن الاستنتاج بأن «التوازن» هنا أصبح المسار الأصعب، ليس فقط بسبب احتشاد حلفاء واشنطن في قمة تونس، ولكن أيضا والأهم بسبب بروز «خلافات» أو اجتهادات داخل المحور الأمريكي العربي يمكن أن تتطور إلى انقسامات إذا لم تعمل قمة تونس على لملمتها، حيث الأردن والمغرب هنا في قمة التصعيد على خلفية مبدأ «أولوية القدس»، فيما مصر تحاول التقرب من إيران والعراق.
وهذا يحرج السعودية ويدفعها إلى التشدد في رفض قرار ترامب ضم الجولان لإسرائيل، مقابل مقاومة آراء تقترح اللعب بورقة «المبادرة العربية» أو ممارسة المزيد من الضغط غير المنتج بكل حال. لا يريد المحور السعودي السماح بأن تتحول قمة تونس ضد ترامب، لأنها تحتاجه في ملف إيران.
وفي المقابل يعمل المحور الأردني المغربي على استثمار ما تثيره قضية الجولان باتجاه التركيز أكثر على القدس، والسماح بتسريب توصية تسمح لمجلس الجامعة العربية بدعوة سوريا لمقعدها قريبا وبدعم من الطاقم اللبناني.
يتلمس المراقبون الغياب الواضح للثقل الجزائري في اجتماعات تونس التحضيرية، لأن الجزائر أصبحت بحد ذاتها موضوعا يثير قلق الاجتماعات.
الصوت المصري أيضا لم يعد طاغيا كما كان يحصل في اجتماعات الماضي، والصوت الكويتي أقرب لتجنب احتسابه على الثقل السعودي، كما يحصل مع «البحريني»، أما اللبناني فملفه الرئيسي هو عودة سوريا إلى النظام العربي وهو يناكف هنا وهناك، في الوقت الذي تمترس فيه العراقي خلف حساباته السياسية المعقدة.
قمة تونس بهذا المعنى «توافقية» إلى حد الإحراج، ومبكرا جدا، أخرجتها قرارات ترامب عن سياقها العملي وأصبحت أقرب للقاء بروتوكولي مطلوب بحد ذاته، ولأغراض إعلامية وروتينية فقط.

لقطات: مساعد الأمين العام يهدد الصحافيين بعناصر الأمن ووزير خارجية السعودية يسكت مرتين بسبب الضجيج

• بدت مفارقة لافتة للنظر أن يجري وزراء الخارجية العرب اجتماعهم التنسيقي الأول للقمة العربية في المقر الذي يستضيف بالعادة اجتماعات وزراء الداخلية العرب، وبصورة مقر دائم لهم بالرغم من وجود العديد من المواقع المؤهلة للاجتماع، حسب الأوساط التونسية.
• ما يحصل في الجزائر هو الموضوع الأكثر أهمية وخضوعاً للنقاش بين الإعلاميين التونسيين وزملائهم من الإعلام العربي، خصوصاً في ظل الأزمة التي تشهدها الجزائر والوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. أوساط قمة تونس منشغلة بتحليل الوضع الجزائري، وتم الإعلان عن تكليف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بالمشاركة ورئاسة وفد بلاده.
• الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اضطر للصياح ثلاث مرات على المايكروفون حتى يبعد الصحافيين عن وسط قاعة الاجتماع الرسمي لوزراء الخارجية، بعدما توقف وزير الخارجية السعودي الدكتور إبراهيم العساف مرتين عن الكلام بسبب الضجيج وزحمة الكاميرات.
• شوهد أحد مساعدي الأمين العام للجامعة العربية يصرخ بين الوفود سائلاً «أين الأمن التونسي؟»… حصل ذلك بعدما غمزه الأمين العام للجامعة حتى يبعد الصحافيين ويخفف من صوتهم.
• خلافاً لما يحصل في بروتوكول الاجتماعات بالعادة، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تشاورياً لم يكن رسمياً في قاعة خاصة مغلقة أمنياً قبل الحضور إلى قاعة الافتتاح الرسمي… وتأخر الوزراء نحو ساعتين ونصف عن وسائل الإعلام التي كانت بانتظارهم.
• لاحظ متابعون أن عدد الصحافيين والإعلاميين الذين حضروا لتغطية فعاليات القمـــة العربية هو الأقل مــــنذ عدة قمــــم، حسب المسؤول الإعلامي للأمانة العامة للجامعة، حيث حضر لغرض التغطـــية نحو 400 إعلامي وصحافي فقط، أغلبهم من ممثلي وسائل الإعلام التونسية.
• أبلغ مصدر مطلع في الحكومة التونسية مراسل «القدس العربي» بأن الصورة العملاقة المنتشرة في شوارع تونس للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، غير مرفوعة من قبل الجهات الرسمية ولا علاقة للحكومة بها، مشيراً إلى أن الصور التي تخص العاهل السعودي صادرة ومرفوعة عن القطاع الخاص التونسي ومدفوعة الأجر للبلدية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى