اراء و مقالات

الأردن أمام حقائق وأسئلة صعبة: جرائم في الجامعات وفتيات «بلطجيات» و«رقص شرقي» في الروضات

عمان – «القدس العربي» : الأردنيون اليوم أمام الحقيقة كما هي، حيث سلسلة من الجرائم والسلوكيات والأفعال التي أشغلت الرأي العام بصيغة «الصدمة»، وتحولت إلى قضايا شارع سرعان ما أرهقت المجتمع في كثير من التفاصيل ودفعته مجدداً في ظل أزمة معيشية واقتصادية حادة لطرح تساؤلات حادة للغاية.
وبدأت القصة أصلاً في مواجهة الحقيقة، كما قدرت الإعلامية والصحافية البارزة لميس أندوني، حيث الخلل كبير وفي عمق المجتمع، وبعد الإعلان عن مشهد الانتحار الحي على الهواء المباشر، وتوثيقه بالصوت والصورة لمرتكب جريمة جامعة العلوم التطبيقية. بسرعة بعد محاولة الانتحار الدراماتيكية، بدأت فعاليات المجتمع والمستويات الأكاديمية والسياسية بالوقوف مجدداً أمام الأسئلة المحرجة جداً للمجتمع.
ويبدو أن كفاءة الأجهزة الأمنية في محاصرة قاتل الفتاة الجامعية إيمان إرشيد كانت سبباً مباشراً في ملاحقة القاتل الذي ألح المجتمع ليس فقط على القبض عليه وبسرعة، ولكن على إعدامه في الساحات العامة. وكما يبدو أن القاتل كانت لديه وسيلة طوال خمسة أيام بقي فيها فاراً من العدالة للتواصل ومعرفة كيفية تفاعل المجتمع عموماً مع الجريمة التي ارتكبها.
ومن المرجح، حسب المصادر الأمنية، أن محاصرة جهاز البحث الجنائي للقاتل وتحركاته رغم مهارته في الغياب عن الأنظار والتواري، انتهت في محافظة الزرقاء، وبعد محاصرة الطاقم الأمني للقاتل ظهر ومعه مسدس، وعندما طلب منه تسليم نفسه قام بإطلاق الرصاص على رأسه وسقط في حالة موت سريري، لتبدأ مرحلة الكلفة الاجتماعية والجهوية لهذه الجريمة البشعة، مما استدعى مجدداً وخلافاً للمهنية الأمنية أحياناً الهويات الفرعية.
الانتحار عملياً ينهي جزئية التحقيق المرتبطة بالجاني في هذه القضية التي أقلقت الرأي العام وأجبرت النخب والصالونات على طرح أسئلة محرجة للغاية، فيما أظهرت مديرية الأمن العام قدرة كبيرة على التفاعل مع الأحداث والجرائم ومتابعة الجناة ومحاصرتهم، حيث بقيت أطقم البحث الجنائي في حالة متابعة لأي معلومة لها علاقة بتحرك القاتل بعد ثلاثة أيام من دفن ضحيته، تلميذة التمريض إيمان إرشيد، فيما لم يكشف النقاب بعد عن تفاصيل وخلفية ما فعله الشاب القاتل، حيث الأسرار لا تزال طي الكتمان، والأسباب التي دفعته أصلاً لارتكاب جريمة لا تزال غامضة.
ولم يعرف بعد ما إذا كان الأمن العام سينشر أو يتحدث عن تفاصيل دوافع هذه الجريمة التي قرعت كل أجراس الإنذار في المجتمع الأردني. لكن الواضح أن صفحة القاتل طويت وبطريقة دراماتيكية وسينمائية، مما يثبت اختلاله النفسي والعقلي، حيث تمكن من الإفلات والمراوغة لخمسة أيام، وأطلق الرصاص على نفسه عندما حاصرته الأجهزة الأمنية.
وبالنسبة لمجتمع عائله القتيلة، فالصفحة لم تطو بعد، كما صرح والد المغدورة، ما لم تظهر مجريات في التحقيق والدوافع تؤدي إلى اتهام أشخاص آخرين إما بالتستر على المجرم ومساعدته أو بتقديم مساهمة جنائية في تلك الجريمة التي هزت وجدان المجتمع.
وكان الرأي العام قد صدم أيضاً بجريمة قتل مهندسة مقيمة في الشارقة في الإمارات طعنت حتى الموت 16 طعنة، وبدأت سلطات الشارقة التحقيق، وتحدثت التقارير عن قاتل من جنسية عربية قام بالجريمة، علماً بأن المسألة من حيث الأسرار والتفاصيل أيضاً لم تتضح بعد على الرغم من تعبير المجتمع عموماً عن أسفه الشديد لوقوع هذه الجريمة مع ذكر معلومة لا يعرف بعد ما إذا كانت ذات صلة بالمسألة، وقوامها أن الضحية المغدورة كانت قد تقدمت بشكوى طلاق من زوجها.
وتتفاعل المنظمات الحقوقية والنسائية بشكل غير مسبوق مع جرائم النساء والفتيات التي بدأت ترتكب خصوصاً بعد تقليد المجرم في واقعة فتاة جامعة العلوم التطبيقية للمجرم في قضية جامعة المنصورة المصرية. والأهم هو الحرص على مفهوم الأمن الجامعي، والتحدي الذي يطرح نفسه اليوم باسم الأمن داخل مؤسسات التعليم العالي، حيث التقارير عبر منصات التواصل تتحدث عن اعتداء بلطجي آخر داخل جامعة خاصة، حيث اعتدى مجموعة أشخاص من خارج الجامعة على طالب داخلها وتسببوا له بإصابات بالغة قبل مغادرة مسرح الجريمة الجديدة، وبصيغة تكرر سؤال الانفلات في الأمن المجتمعي الذي يطرق الأبواب وبقوة في الحالة الأردنية وبطريقة غير مسبوقة.
إلى ذلك، يثور جدل اجتماعي عبر شبكات التواصل بعد ظهور فتاتين صغيرتين في إحدى الروضات والمدارس في مدينة العقبة جنوبي الأردن، في وصلة رقص شرقي انفعالية خلال حفل تخرج لتلك الروضة. ويبدو أن الوصلة المتعلقة بالرقص الشرقي لم تعجب الجمهور، وأثارت جدلاً واسع النطاق، خصوصاً أن وزارة الأوقاف كانت قد أعلنت التدخل بدور تحفيظ القرآن الكريم المرتبطة بالأطفال وصغار السن.
لكن الحاكم الإداري لمدينة العقبة، وإزاء حجم الجدل الاجتماعي، اضطر للتدخل بعد حفل الأطفال الصغار، الذي شهد وصلة من الرقص الشرقي، حيث استدعى إلى مقر المحافظ طاقم إدارة تلك الروضة، وإن كانت وسائل التواصل بدأت تثير زوابع من الجدل بين الأردنيين في الوقت الذي تتحدث فيه أوساط رسمية دوماً وأبداً عن حملات إلكترونية للتشويه تستهدف الأردن والأردنيين.
يحصل كل ذلك فيما تحقق السلطات بشكوى من طالبة في الصف العاشر تزعم أن زميلات لها قمن بتربيطها وتخديرها وهددن بإلقائها عن السطح. تلك سلسلة أحداث درامية تضع الأردنيين حقاً أمام حقائق ووقائع المجتمع وتؤدي إلى طرح أسئلة مثيرة جداً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى