اراء و مقالات

الدويري مطلوب في «فضائيات الأنابيب» … «الجنجويد» والناتو مجددا… «شبشب» المقاوم و«صندل الحوثي» و»بسطار المحتل»

حسنا، عدنا وحصريا على الشاشات العربية، واعتبارا من مساء ليلة الأربعاء لمشاهدة أخبار عن الصراع في السودان، أو عن الخلاف بين الكوريتين، وتصريحات عن اجتماع مريب لحلف الناتو، ومناورات، نكاية بروسيا.
بدأت تتسرب تلك الأنباء في عمق حصتنا المألوفة لأكثر من 100 يوم عن متابعات الحرب ضد الأهل في قطاع غزة.
هل اختلفت فجأة أولويات الكونترول عند الزملاء في بعض الفضائيات العربية؟
حتى محللنا فايز الدويري بدأ يطل علينا بعدد أقل من المرات السابقة، في المناسبة يقال إنه تلقى عرضا من فضائية «المملكة» الأردنية وفضائية عربية أخرى.
أنصح المحلل اللامع أن يبقى الآن حيث هو، وينتبه لوجود «مواسير وأنابيب» مطلوب وبإلحاح إقحام رأسه بها.
ندعو الله أن لا يمسك التمساح بعفوية المحلل العسكري النشمي في المياه الضحلة، وإن كنا نتمنى وجود «نسخة بالإنكليزية» أيضا منه على قنوات الخواجات، ونسخة نسائية من «أبو عبيدة» تطرحان فينا حقا السؤال: «كيف هزم شذاذ الأفاق المجرمين هؤلاء 6 جيوش عربية في ستة أيام؟»!
ما علينا. المهم ما الذي تبلغنا به عملية تسلل أخبار الناتو مجددا والسودان إلى الشاشات؟
في تقديري هناك سيناريوهان، لا ثالث لهما: الحرب الهمجية على شعبنا في فلسطين، ستطول أكثر، أو أنها شارفت على الفصل الختامي.

سلاح أردني للضفة

وفي الحالتين أثبت الفلسطينيون أنهم فعلا «شعب الجبارين»، وما دمنا في عالم الشاشات فمن اللافت أنه في أي وقت تراقب فيه شاشة قناة «المسيرة» المقربة من الحوثيين تدفعك للاعتقاد بمجرد الإصغاء لعبارة «تعلن قواتنا المسلحة» أنك إزاء وجبة إعلامية دسمة لجنرالات حقيقيين، قرروا «هز البندقية بدلا من الأكتاف وبدون حنية».
كما قال الدكتور مصطفى البرغوثي على هامش ندوة متلفزة في عمان السبت الماضي: «شعبنا يقاوم.. شعبنا سينتصر.. وشكرا للشعب اليمني».
في الأثناء لم أفاجأ وأنا أسمع سياسيا مخضرما ومعتدلا، كان يؤمن في الماضي بـ»عملية السلام»، مثل الدكتور مروان المعشر، وهو يقول «يبدو أن الحل الوحيد لإقامة دولة فلسطينية سيكون المقاومة المسلحة».
تصريح خطير من أبرز دعاة السلام ورموزه في الماضي، لكنه – أي التصريح – يعكس نبض الإحساس العام في الأردن، على الأقل أن «أوسلو سقطت».
ثمة كاميرا رصدت كل معطيات تلك الندوة، التي نظمتها جمعية الشفافية الأردنية، ولو كنت مكان فضائية «المملكة» لأوقفت مفاوضاتي مع الدويري، وأرسلت فريقا لتغطية نبض الشارع، وما يقوله الأردني الآن.
الجميع، وبدون استثناء على المنصة، وفي الجمهور، وفي الجهة المنظمة «مع المقاومة».
أحدهم صاح «لماذا لا نرسل سلاحا للضفة الغربية دفاعا عن مملكتنا؟» آخر صرح «فورا نريد عودة خدمة العلم العسكرية». وثالث طرح سؤالا «متى يصبح ليبرمان وزيرا للدفاع فيأمر جيشه بالهجوم علينا؟»!
يخجل غالبية الساسة من ترديد أراء معاكسة في عمان، فالمزاج الشعبي الحاد دفع كل دعاة السلام والتفاوض والتكيف والتعايش إلى «العمل السري» الهامس.
فقط عبر بعض المجموعات الإلكترونية المحدودة، يمكنك أن ترصد رأيا هنا أو هناك لمن يدعي أن «إسرائيل ليست معادية للأردن».. والشارع اليوم «يعاقب» بوضوح وخشونة كل من يتفوه بكلمة نقدية ضد المقاومة أو حتى ينكر وجود مخاطر.

بين صندل وبسطار

أحدهم أسقطني على الأرض من الضحك، بعد التقاط صورة نشرت على الموقع الإلكتروني لمحطة «المسيرة» اليمنية للناطق باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، وهو يمتطي دراجة نارية في صنعاء وينتعل «صندلا» من ذلك الطراز المخصص للفقراء، والأقل حظا ويصنع في مدينة الخليل.
قارن صاحبنا فورا بين صندل الحوثي الشجاع وبين تقرير بثته القناة الإسرائيلية 14 عن «التهابات» غامضة تصيب أقدام جنود الجيش المجرم.
طبيب عسكري – حسب القناة الإسرائيلية – أصدر توجيها لقوات جيش الدفاع بأن تخصص وقتا لـ»تهوية أصابع» أقدام الجنود، حتى لا تبتر جراء التهابات تنتج عن فيروس جلدي غامض.
يقف جنود الأسطورة المجنونة، التي تنتحل صفة دولة عضو في الأمم المتحدة، فرحين وفي حالة حماس، ويصفقون عند تفجير بيوت وأبنية السكان في خانيونس، في مشهد سيريالي، يدلل على تركيبة «غير بشرية» لهؤلاء، فيما أصابع أقدامهم ملتهبة، مما دفع قيادة الأركان لتشكيل لجنة فنية ومهنية تفحص «خللا ما» في مواصفات ومقاييس البسطار الإسرائيلي أثناء الحرب.
فورا، عبر أحد المعلقين عن خشيته من أن عطاء البساطير قد أحيل على عبارة «صنع في تركيا». طبعا لا توجد معلومة حاسمة هنا، لكن القناة 14 تحدثت عن التهابات وحكاك وبكتيريا وتورم أصابع الجنود وحاجتهم لهواء نقي أثناء وجبات القتل.
المشكلة لا يوجد هواء نقي في فضاء غزة اليوم.
لكن للتذكير، وبعد التدقيق في الأشرطة التي تبثها قناة «الميادين» نحيلكم للوقائع: جنود الجهاد الإسلامي ظهروا طوال الأسبوع، وهم يرتدون «شبشب – زنوبة» أثناء قصفهم بالهاون.
بين صندل الحوثي و»زنوبة» المقاوم وبسطار الإسرائيلي تاهت وضاعت الكثير من الرؤوس والنياشين والرتب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى