اراء و مقالات

الأردن : «نشمي وأوليغارشي» … ونيتفلكس تذكّرنا بـ«الكل يكذب في البلاط» وإسرائيل مع «نفايات الاستبداد»

أذكر تماما ما لوحت به العام الماضي محطة «سي إن إن» الأمريكية، وهي تشرح تفاصيل ما قصده الرئيس جو بايدن في أول خطاب له مع الكونغرس تحت بند أولوية «الالتزام بوقف الجمع بين السلطة والمال»، خصوصا في الدول الصديقة.
آنذاك، وفجأة انطفأت الأنوار على عدد من كبار «رجال الأعمال والسياسة» والمقاولات في عمان، وبدأت محطة «المملكة» المحلية بالتوسع في التحدث عن الأمر.
ولم يخطر في ذهني إطلاقا أننا كبلد ديناميكي سريع متجاوب فعال لدينها حكومة «سريعة الاستجابة»، فقوى أمنية داهمت شركات. ونشرت فيديوهات عن فساد مقاولين وبرلمانيين كبار وأحيلت ملفات ضرائب للتحقيق.
هل قصدنا بايدن وقتها دون غيرنا؟
أشك في ذلك، لكن حكومتنا «متجاوبة للغاية» وتكتفي بالتلميح ولا تحتاج لتصريح وهي «أذكى» من أي حكومة إلكترونية.
الأرجح أن «إلحاج» بايدن كان يخطط لحربه الحالية مع «الأوليغارش» الروسي الذي تقطعت به السواحل ونوادي الكرة الإنكليزية وناطحات السحاب وأسواق الأسهم الآن بعد غزوة أوكرانيا.

أولغارش ونشامى

بالتأكيد لاحقا الدور على الأوليغارش «الصيني». حسنا، ماذا عن جماعتنا من الأوليغارش الأردني. هل يوجد أصلا شباب يمثلون في رأس المال الأردني أو ما تبقى منه معايير الأوليغارشية، التي توسعت في التحدث عنها مرتين في أسبوع واحد محطة «بي بي سي» العريقة.
سأشعر بـ»إحباط وطني» إذا لم تتضمن قوائم الأوليغارش بعض «النشامى».
من حقي كمواطن تلمس وجود أوليغارش من الصنف الذي يستقبل في عزاء والدته أو حماته الجمهور والمنافقين موظفين برتبة كبيرة، ثم يبادرون لصب فنجان القهوة، لأننا قوم «رحماء فيما بيننا» ونقدر ألم وحزن «الأولغارشي بتاعنا» على الفقيدة.
للعلم وخلافا للصورة الناعمة التي تبثها شاشة التلفزيون الحكومي بخصوص «ورشة عمل اقتصادية مهمة» ثمة حشد من أوليغارشي النشامى يشارك ويقود الحوار والقرار لأن لدينا قدرة كبيرة دوما على الالتزام بطريقتنا في جزء مما يريده بايدن، ثم الاحتيال عليه وعلى أنفسنا في جزء آخر.
نحن وطنيا مستقلون ونقرر الجمع – متى أردنا – بين السلطة والمال ومتى نعزز الطلاق بينهما.
ومني إلى الأخوة الأوليغارش بطبعتهم المحلية ألف تحية ونصفق معا للباص الصريع – عفوا – السريع.

«نيتفلكس» والبلاط

على سيرة بايدن وأوكرانيا، لفتت نظري تلك العبارة القصيرة على لسان «الملك فيليب» بتاع فرنسا قبل عدة قرون.
تابعت بشغف مسلسلا تبثه «نتفليكس» حاليا عن «حراس المعبد» والحروب الصليبية.
شيخ الحراس يرافق الملك الضجر إلى «حانة قريبة» مع عامة الشعب لتناول «قدح مغامر» وبعد المتعة السريعة يسأل الفارس ملكه عن «تسريبات البلاط» فيتنهد العم فيليب ويقولها مرة بطعم العلقم «إسمع عزيزي. الجميع في البلاط يكذب على القائد».
شاهدت المقطع عبر «نتفليكس» مباشرة بعدما وصلني عبر تقنية متلفزة إلكترونية الحوار اللطيف بين الرئيس بوتين ومدير مخابراته.
أمام الكاميرا وبشفافية الكون يصر بوتين على أن يقول «أبو المخابرات» قبل الغزو رأيه الصريح، ثم تخرج مفردات «حادة قليلا» من السيد الرئيس فيتلعثم الجنرال ثم يصيح.. «لا سيدي أنا مع الحرب».
الرئيس أخاف جنرال الأمن، فكذب عليه في «رأي فني» لإرضاء القائد. هل يعني ذلك أن رواية الملك الفرنسي عن تضليله في البلاط صحيحة؟
برأيي الشخصي، على أي رئيس دولة أن يقرر عبور أي مستشار أو موظف لديه أولا قبل مزاولة المهنة على «جهاز كشف الكذب العصبي»، الذي تعتمده «أف بي آي»، حسب مسلسلات «أم بي سي أكشن»، بعدها يتخذ القرار.

إسرائيل: نفايات الاستبداد

في الأثناء، وبما أن «الهواء المباشر» أوكراني بامتياز على كل شاشات العالم تذكرنا «فرانس 24» مجددا بالوجهة الأولى للمستهدفين من الأوليغارش الروس وهي قبل أي كيان آخر دولة الاحتلال الإسرائيلي مهبط الأفئدة والحماية لكل «نفايات الاستبداد»، والعالم السفلي في ثنائية السلطة والمال، خلافا لأنها مدللة التضليل والكذب الأمريكي. ما علينا، إسرائيل سياسيا وأخلاقيا تشبه «الضبع» وتقتات على بقية الجثث والأزمات وشاشة «الجزيرة»، تتوسع في الحديث عن استقبال الكيان لأكثر من 6 آلاف لاجىء أوكراني ينطبق عليهم القول «هربوا من الدلف إلى تحت المزراب» عمليا. لكن القناة 12 الإسرائيلية تجاوزت تغطية الجزيرة للحدث في اتجاه التذكير بكيفية تمهيد «شبكات الدعارة» الإسرائيلية لاستقبال الضيوف الجدد، حيث اشتم بتوع «الدعارة والترفيه»، وهم الأكثر على سواحل فلسطين المحتلة مسبقا وجود «منحة في المحنة»، فانشغلوا في إقناع شابات أوكرانيا فورا وعند بوابات المطار بالانضمام لحفلة «الوناسة» والبزنس، التي تمتد إلى دبي أحيانا. تحدث تقرير في «القدس العربي» عن التفاصيل، حيث «قوادون» بكفاءة عالية يلتقطون الفرصة في الأزمة ويتجهزون لاستضافة لاجئات أوكرانيات بنفس معايير «الاحتلال».
وأزعم هنا أن واجبنا الإنساني والقومي والوطني يقتضي تذكير «اللجوء الأوروبي» بتلك الشبكات الإسرائيلية، وما خططت له مع التأشير على أن «الوساطة الإسرائيلية» على الأرجح أقرب لمنطق المطار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى