اراء و مقالات

الأردن: الأمير حمزة «تخلى عن لقبه» واحتجاجات مطلبية وانهيار عمارة اللويبدة

عمان ـ «القدس العربي»: شارف عام 2022 على النهاية وقد حمل معه أحداثاً استثنائية ستظل في ذاكرة الأردنيين.
فقد شهدت المملكة خلاله أحداثا بارزة ابتدأت بإقرار مجلس النواب تعديلات دستورية من المفترض أن تمهد لتشكيل حكومات برلمانية واختتمت باحتجاجات صاخبة عمت الشارع الأردني بأكمله على وقع رفع أسعار المحروقات ثم مداهمات أمنية انتهت بأربعة شهداء من الأمن العام أبرزهم العقيد عبد الرزاق الدلابيح بمعية ظهور «خلايا تكفيرية».
في 6 كانون الثاني/يناير أقر مجلس النواب الأردني بالأغلبية تعديلات دستورية في إطار «الإصلاحات» الجديدة التي أوصت بها اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وأقرتها الحكومة بعد إجراء بعض التعديلات التي وسعت من صلاحيات الملك ما دفع الحراك الأردني الموحد «تحالف حراكات شعبية معارضة» إلى انتقادها معتبرا إياها «انقلابا على مفهوم الدولة وعلى نظام الحكم الدستوري والسياسي الذي نص أن الحكم في الأردن نيابي ملكي وراثي».
وثار جدل عام حول كلمة «أردنيات» بالنص الدستوري المعدل.

أزمة تهريب المخدرات

تصاعدت وبشكل كبير عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية الشرقية المحاذية للجانب السوري.
أبرز هذه العمليات أدت في الشهر الأول من العام إلى مقتل نقيب في القوات المسلحة الأردنية وإصابة ثلاثة أفراد آخرين، فيما صعدت السلطات الأردنية من حملتها ضد تهريب وتجارة المخدرات من خلال التصدي للتسلل والتهريب إلى المناطق الحدودية للمملكة مع سوريا.
وازدادت وتيرة الحملة الأمنية بعد أن وجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رسالة إلى اللواء عبيدالله المعايطة بمناسبة تعيينه مديرا للأمن العام في 11 أيلول/سبتمبر الماضي دعاه فيها إلى «مواصلة الجهود لمكافحة آفة المخدرات دون هوادة».
واتهمت السلطات مجموعات إيرانية بالضلوع في دعم عمليات التهريب من الجانب السوري، وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في تصريح شهير يوم تموز/يوليو 2022 إن بلاده تواجه هجمات على حدودها وبصورة منتظمة من «ميليشيات لها علاقة بإيران» معبرا عن أمله في «تغير في سلوك» طهران.

فاجعة العقبة

في 27 حزيران/يونيو كان الأردن على موعد مع فاجعة خطيرة إذ تسرب غاز سام بعد سقوط صهريج في ميناء العقبة جنوبي البلاد ما أحدث انفجارا هائلا أدى إلى وفاة 13 شخصا وإصابة 332 آخرين.
الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة في الشارع الأردني حيث اتهم أهالي الضحايا حكومة الدكتور بشر الخصاونة بالتقصير والإهمال والاستخفاف بأرواح المواطنين مستهجنين عدم إقدام أي مسؤول على تقديم استقالته جراء الحادثة.
أما على الصعيد الاجتماعي فقد شهد الشارع الأردني في جرائم نوعية خطيرة أثارت جدلا حول أسباب انتشار الجريمة وعلاقتها بازدياد نسب البطالة.
وشهر تموز/يوليو هو الأكثر دموية مسجلا أربع جرائم أسرية أزهقت فيها سبعة أرواح من بينها طفلتان قتلهما الأب بأداة حادة ورجل ضرب زوجته حتى الموت وآخر قتل ولديه بالرصاص وثالث قتل زوجته وطفليه معا.

تطبيع مائي مع الاحتلال

في 17 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وقعت الحكومة الأردنية إعلان نوايا ثان مع الاحتلال الإسرائيلي على هامش قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ بمصر لإعادة تأهيل نهر الأردن الذي «انخفض منسوب جريانه إلى 7 في المئة وما يترتب عليه من انخفاض منسوب البحر الميت بواقع 3 أقدام سنويا» حسب الإعلان.
وسبق ذلك الإعلان توقيع مذكرة تفاهم لتبادل «الماء مقابل الكهرباء» مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية وتمويل إماراتي واعتبرت إعلانات النوايا عدائية وتدلل على مسار التكيف مع الاحتلال وثارت عاصفة جدل بسببهما فيما تظاهر آلاف الأردنيين احتجاجا على توقيع الحكومة على مذكرة تبادل «الماء مقابل الكهرباء».
وأكد المحتجون أن حكومتهم «تجبر المواطن على التطبيع من خلال قطاعات حيوية مثل الغاز والماء والكهرباء».

الأمير حمزة

نشر الأمير حمزة بن الحسين الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، رسالة على صفحته في موقع تويتر أكد خلالها تخليه عن لقب الأمير مبررا خطوته بأن قناعاته الشخصية وثوابته لا تتماشى مع النهج والأساليب الحديثة لمؤسسات الدولة. وقال في الرسالة «إنه من باب الأمانة والضمير لا أرى سوى الترفع والتخلي عن لقب الأمير».
يذكر أن ما عرف بـ«قضية الفتنة» التي كشف عنها في نيسان/أبريل العام الماضي قد اعتقل على خلفيتها باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي السابق وأحد أفراد العائلة المالكة واتهم حينها الأمير حمزة بتورطه في القضية التي قيل إنها مؤامرة تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد، وكان الملك قد أعلن حينها أنه قرر التعامل مع قضية الأمير حمزة ضمن إطار الأسرة الهاشمية. وأصدرت محكمة أمن الدولة في تموز/يوليو الماضي حكما بالسجن 15 عاما بحق عوض الله والشريف حسن بن زيد في القضية.
وفي 4 نيسان/أبريل الماضي أعلنت عمان أن «تحقيقات أولية» أظهرت تورط الأمير حمزة مع «جهات خارجية» في «محاولات لزعزعة أمن البلاد وتجييش المواطنين ضد الدولة» وهو ما نفى الأمير صحته.
وكان الأمير حمزة قدم اعتذارا خطيا للملك متمنيا منه طي صفحة ما حدث سابقا بشأن ما عرف بقضية الفتنة. وبعث برسالة الاعتذار بداية آذار/مارس وأقر فيها بخطئه وتحمله مسؤوليته الوطنية.
وأصدر الديوان الملكي وقتها بيانا أعلن فيه أن الملك تلقى رسالة من الأمير حمزة طلب فيها الصفح عما بدر منه «من مواقف وإساءات» بحق الملك والأردن وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة.
وقال الأمير حمزة إن الأشهر التي مرت منذ الأزمة العام الماضي وفّرت «فرصة لي لمراجعة الذات والمصارحة مع النفس» لكن لاحقا اختفت تماما صورة الأمير حمزة التي تقول والدته الملكة نور أنه سجين في قصره.
ولاحقا أعلن الديوان الملكي في بيان خطوبة الأميرة إيمان إبنة العاهل الأردني على جميل ألكسنادر ترميوتس المنحدر من أصول يونانية.
والعريس من مواليد العاصمة الفنزويلية كراكاس عام 1994 ويتحدر من أصول يونانية. كما يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال ويعمل في قطاع الخدمات المالية في نيويورك حسب ما نقلت «فرانس برس».
انهيار عمارة اللويبدة

بين أبرز الأحداث أيضا انهيار عمارة بالكامل بشكل مفاجئ في جبل اللويبدة بالعاصمة عمان مكونة من 4 طوابق. سكان العمارة الذين كانوا خارجها لحظة الانهيار أكدوا على أن سبب الحادثة هو إجراء أعمال إنشائية في الطابق الأرضي نفذها صاحب العمارة. وأعلنت قوات الأمن العام والدفاع المدني انتهاء عمليات البحث عن ناجين من تحت أنقاض العمارة السكنية المنهارة في اللويبدة بعد 85 ساعة من العمل وأسفرت الحادثة عن وفاة 14 شخصا من سكان العمارة وإصابة 10.
وفي 4 كانون الأول/ديسمبر الجاري انطلقت شرارة احتجاجات واسعة في الأردن وكانت البداية في مدينة العقبة جنوبا حيث اعتصم أصحاب الشاحنات وتوقفوا عن تحميل البضائع من وإلى الميناء ومناجم الفوسفات، مطالبين بوقف الارتفاع المتكرر لأسعار المحروقات وخصوصا الديزل ورفع أجور الشحن بما يتناسب مع ارتفاع ثمن المحروقات.
ومع امتناع الحكومة عن الاستجابة لمطالبهم وفشل اجتماع حكومي نيابي في اتخاذ قرارات مرضية توسعت دائرة الاحتجاجات لتشمل جميع قطاعات النقل العام ولتعم أبرز محافظات المملكة.
احتجاجات شعبية ثارت في عدد من المحافظات أبرزها معان جنوبا حيث أغلق المحتجون عدة طرق بالحجارة والإطارات المشتعلة وأطلقت قوات الدرك الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين.
وصدر بيان لمديرية الأمن العام منتصف الليل يعلن عن مقتل نائب مدير شرطة محافظة معان العقيد الدكتور عبدالرزاق عبدالحافظ الدلابيح «إثر تعرضه للإصابة بعيار ناري بمنطقة الرأس أثناء تعامله مع أعمال شغب كانت تقوم بها مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون في منطقة الحسينية بمحافظة معان وهم من حملة الفكر التكفيري».
ورغم ذلك لم يتوقف إضراب الشاحنات والباصات في عدة محافظات.

راحلون

قبل نهاية العام بأقل من أسبوعين توفي المعارض الأردني البارز ليث شبيلات عن عمر ناهز الثمانين عاما، إثر نوبة قلبية مفاجئة.
وكان شبيلات وهو نجل رئيس الديوان الملكي الأسبق فرحان شبيلات نائبا في البرلمان الأردني لدورتي 1984 و1989 وفاز بموقع نقيب المهندسين عدة مرات، وهو من مواليد محافظة الطفيلة (جنوب) عام 1942.
ويعد الراحل من أبرز معارضي النظام الأردني والأكثر جرأة ووجهت له انتقادات قاسية ما أدى إلى سجنه مرات عدة زمن الملك الراحل الحسين بن طلال.
وتوفي أيضا الممثل الأردني أشرف طلفاح في حادث غامض بمصر والذي كان قد وجد من قبل مالك الوحدة الفندقية التي يقيم فيها بمدينة «السادس من أكتوبر» في مصر في حالة غياب عن الوعي فأبلغ الشرطة وتم نقله إلى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
والفنان طلفاح ممثل معروف على الساحة الأردنية تخرج من جامعة اليرموك عام 1997 وبدأ مسيرته الفنية عام 2006 من خلال الدراما التلفزيونية عبر مسلسلات مثل «راس غليص» و«الأمين والمأمون» و«دعاة على أبواب جهنم» و«الحسن والحسين» و«الرحيل».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى