اراء و مقالات

«هرمنا» في انتظار «غودو المصري»: يا «أم الدنيا» كثير علينا قليل عليك… بايدن والزوجات الأربع

تماما على طريقة «روتانا سينما»، وهي تقول «مصر – مش حتئدر تغمض عينيك». وعلى طريقة عادل أمام «مارشات عسكرية وقرآن».
نحاول أن نفهم ما الذي تريده السلطات المصرية بصورة محددة من أهل غزة؟
طرحت السؤال علنا عبر شاشة محطة «رؤيا» الأردنية، وهاجمتني المنابر الإلكترونية المصرية، لكن أيا منها بصراحة لم يقدم لي إجابة مفهومة وواضحة.
موقف مصر بصراحة «عصي على فهمنا»، نحن المتابعون المحبون لـ»أم الدنيا»، فحتى محطة «سي أن أن» الأمريكية نشرت تقريرا مصورا عن «استعدادات الجيش المصري» للمعركة التي قرر نتنياهو شنها قبل شهر رمضان المبارك على مدينة رفح. القوات المصرية من حقها الدفاع عن سيادتها ونحن معها، لكن الجاهزية القتالية – كما فهمنا من شاشة حكومية هي «المصرية» – ليست لـ«ردع إسرائيل»، إذا ما حاولت اقتحام واحتلال رفح، بل لـ»ردع النازحين إذا هربوا في اتجاه الحدود المصرية».
ما أفهمه كمواطن عربي ساذج أن أكثر من مليون ونصف المليون إنسان – لا ناقة لهم ولا بعير في هذه الحرب – عالقون بين صنفين من الدبابات الإسرائيلية والمصرية، وفي حيز جغرافي لا يتسع لربعهم.

أكوام اللحم البشري!

هل ستشتبك الدبابات مع بعضها؟ هل سيمنع الأشقاء بالقوة عملية نتنياهو العسكرية؟ هل ستتنافس الدبابات في إقصاء وإبعاد «أكوام اللحم البشري الفار من الجحيم في رفح»؟ أسئلة تنهش كل المحبين لمصر العروبة.
بحثنا عبر قنوات البث العربية عن «أي إجابة» نفهمها، وهالني ما شاهدته في ريبورتاج مصور على معبر رفح بثته «الجزيرة»، حيث امرأة، مصرية الجنسية، مع طفلها عالقة منذ شهرين ولا يسمح لها بالعودة إلى بلدها.
لاحقا طبيب مصري مع طفليه كاد يبكي، وهو يناشد». يا ريس – يقصد السيسي- «بئالي 40 يوم بدون فلوس وطعام هنا وعايز أرجع»!
كدت اتهم الزميل معد التقرير بالفبركة، لولا أن الكاميرا كانت تعرض «الختم الرسمي» للدولة المصرية على جوازات سفر المصريين العالقين، حيث سلسلة الأهرامات بجلالة قدرها، وتلك العبارة التي لا معنى لها في عالم العرب أوطاني وتأمر كل «شرطي وموظف بتسهيل عبور حامل هذه الوثيقة»!
نفهم أن مصر تمارس حقها السيادي بمنع عبور ومرور 9 آلاف جريح فلسطيني، لكن لم نتخيل يوما أن «مصر اللي في الذاكرة» لا تسمح لمواطن مصري بالعبور عقابا له، لأنه قرر زيارة بلاد «الأعداء والإخوان المسلمين» على أكتاف سيناء.
بكل صراحة: «هذا كثير». ما يفعله الرسميون «كثير علينا قليل على مصر»!
«بي بي سي» توسعت في إعلان الرئيس بايدن أنه «أقنع الرئيس المصري» بفتح معبر رفح. دققنا بحرص في بيان الرد للرئاسة المصرية، فلو كنت مكانهم لـ»ردحت» للبيت الأبيض على تلك «الكذبة الرئاسية»، لأن بايدن سبق أن كذب هو وبلينكن، بكل بساطة.
أين قنوات «الهشك بشك»، و»أبو شيالات» وطنجرة الكوسا، برفقة عمرو أديب؟ أين صاحبنا ذو الإطلالة الفرعونية، بتاع عبارة «اسمع ياد»؟ أين كل هؤلاء عن تلك «الإساءات البالغة» في الإعلام الغربي لمصر ودورها وتاريخها؟!
لماذا لا تشرح مصر سبب الحصار وخلفية تجهيزاتها العسكرية على محيط رفح، ولا ترد على «مزاعم» شركات ترتشي بآلاف الدولارات لعبور الجريح أو الزائر؟!
مصر، التي نعشقها باتت «تجرحنا»، ونحن لا نلومها، بل «نناشدها» الصحوة وتعديل المسار، ليس من أجل أهل غزة فقط، فهؤلاء لهم الله، ولكن من أجل احترام «ختم الأهرامات» على جوازات السفر من جهة من يزرع تلك الأختام.
«هرمنا» مع أهل غزة، ونحن في انتظار «غودو» المصري، كل ما نريده فقط لحظة نستطيع فيها مع مصر «تغميض العين» والاطمئنان، ولو قليلا، حتى نستمتع مع باقة قنوات «روتانا». من حقنا أن نفهم «إيه إللي بيحصل ده؟»!

بايدن «المزواج»

سألني زميلنا المذيع اللامع محمد خالدي، على هواء فضائية «رؤيا» عن خلفية «تغير موقف الرئيس بايدن».
لم أجد صيغة مناسبة إلا تشبيه بايدن العجوز البطيء بـ»الحاج متولي»، حيث تزوج أربع نساء، واكتشف مع عبور الوقت أنه مضطر للسهر مع واحدة كل ليلة حتى استنزف.
بايدن، يمشي بين حقل ألغام فبينه وبين تهمة «الإبادة» شحطة، وحملته الانتخابية يصوت فيها الشباب بعبارة «أوقف إطلاق النار»، ويسعى لإرضاء الزوجة القديمة «المعلمة»، التي تطارده في كل دورة مياه، وهي الكونغرس، وفي الوقت نفسه، لا يريد الإخلال بمبدأ قيمي يمثله كـ»صهيوني مخلص».
الصهيونية. نتنياهو. الكونغرس. الانتخابات: تلك زوجات العجوز بايدن الآن. وإرضاء كل واحدة صعب ومعقد، فما بالكم بالطاقم كله. ونحسب أن «زوجة السرير الانتخابي» فقط، هي التي تجبره أحيانا على إطلاق تعليقات تبدو «معتدلة» أو «منتقدة» لإسرائيل، فيهرع وزراء الخارجية العرب للحصول على «جائزة بائسة». دون ذلك لا أخلاق، ولا قيم ولا حقوق إنسان، ولا عدالة، وبايدن شريك أساسي في جريمة الإبادة!
حتى قناة «العربية» المتخصصة مع «سكاي نيوز» بانتقاد «ضحايا العدوان»، تعرف ذلك، لأنها سلطت الأضواء على الإرهاق الثقيل، الذي يشعر به الرئيس الأمريكي منذ أسابيع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى