اراء و مقالات

تذوقوا «بوظة البيت الأبيض» و«اقصفوا» الحمير «مرتين»! و«نصائح زملط» الذهبية في عمان

بدلا من انشغال التلفزيون الرسمي الأردني في «تبرير نفي «وجود» جسر بري مع الكيان»، والتأشير على «انخفاض مخاطر التهجير»، يمكنه أن يبدأ على الأقل بـ»استضافة» بعض رموز رجال الدولة والولاء، الذين تم إقصاؤهم في الماضي القريب من «الدور والوظيفة»، على أمل «الإصغاء لما يقولونه في شكل الصراع اليوم».
أثناء التهام المناسف، في البحر الميت، يمكن بناء إطار متلفز لحوار وطني فاعل وعميق وحقيقي، يجيب أردنيا على السؤال التالي: لماذا ينهمر الدم الغزاوي كالمطر ومن أجل من؟!
ثمة أردنيون خبراء لديهم «رأي فني»، يمكن للقرار أن يستمع لهم قليلا الآن، دون الحاجة لتصعيدهم في المنافسة السقيمة لطاقم دوري الظل، الذي يدير الأمور حاليا.
لا تريدون هؤلاء على شاشة قناة المملكة. حسنا اسمعوهم على الأقل خلف الستائر، وعلى طاولة حوار مغلقة من باب التداول في «كيفية النفاذ» من مطحنة اليمين الإسرائيلي والتهجير، بدلا من الاسترسال في عرض برامج مختصة عن «فوائد الميرمية» أو مسلسلات «كورية» أو الاستناد إلى أهزوجة «الشرعية الفلسطينية».
تكرهون سماع الأردنيين الوطنيين. يمكنكم مراجعة ما قاله على شاشة تلفزيون «رؤيا» السفير الفلسطيني حسام زملط، وهو يلفت نظرنا لما ينبغي أن نقرأه ونفهمه من طبيعة ما يجري غربي النهر.
أحدهم همس في أذني مؤخرا حائرا، وهو يقول: «فقط مصر والسلطة الفلسطينية وبعض المستشارين في عمان يتصورون اليوم بإمكانية إحياء عظام أوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد».
أضاف صاحبنا: «يا رجل نفسي نحكي مع بعض بدلا من الظهور المتكرر على القنوات الفضائية من باب رفع العتب»!
سمعت ذلك طبعا والمتحدث يلفت نظري لمشهدين تلفزيونيين عرضا مؤخرا.

آيس كريم

الأول محتواه الرئيس العجوز جو بايدن، وهو «يأكل آيس كريم» أمام كاميرا «سي إن إن».
والثاني الوثائقي، الذي بثته «الجزيرة» في تحليل ما صورته كاميرات مسيرة إسرائيلية سيطرت عليها المقاومة».
على «سي إن إن» ظهر في زاوية الكاميرا جون كيربي، مسؤول الأمن القومي الأمريكي، وهو يحمل «أصبع آيس كريم» واقفا جامدا لا يقوى على «إخراج لسانه» لتناول، ولو جزء من البوظة الرئاسية، فيما رئيسه العجوز يتحدث عن «هدنة وضحايا مدنيين» بين كل «رشفه» وأخرى.
كيربي، أثبت وجود «انضباط عسكري» في المؤسسة الأمريكية، وعلى القاعدة المصرية.. «نموت.. نموت ليحيا الريس».
بايدن واصل مهمته مع قالب البوظة، دون أدنى التفاتة شفقة لمرافقه الذي حمل قطعته ووقف مثل الصنم.
كنت أعتقد أن ذلك يحصل مع أنظمة العالم النايم فقط، وفي كوريا الشمالية، ولم أتخيل يوما أن أحد كبار الأمن القومي تقتضي موجبات الانضباط ألا يتعامل مع الآيس كريم، أثناء لهو شفتي الرئيس بها.
قال أحدهم على قناة «فرنسا 24»: «حسنا لا يوجد حليب للأطفال الرضع في غزة»!
أفترض أن كل من أحاط بالرئيس في موقعة «الآيس كريم» حصل على واحدة من باب اللياقة.. هذا يعني هدر كمية كبيرة في وقت قصير من الحليب، كانت كفيلة بإنقاذ نصف الرضع الذين استشهدوا في مشفى «كمال ناصر»، حيث وقف مدير الأطباء وهو يكاد يبكي متحدثا للزميل في قناة «الجزيرة»: «نعم فقدنا 7 أطفال بسبب عدم وجود حليب وثمة 7 أخرون سنفقدهم».
لا بد من تذكير طاقم الآيس كريم، الذي يدير البيت الأبيض ومعه «قفف» العرب التابعة أن الأطفال الرضع الذين أشارت لهم «الجزيرة» استشهدوا فعلا بعد أقل من 48 ساعة بسبب عدم وصول الحليب.
من جهتي أنا «أمقت الآيس كريم». لكن لا شكوك لدي كمواطن عربي مهزوم ومهزوز – لديه حساسية تجاه الحليب – أن ملتهمي الآيس كريم في واشنطن هم دون وقبل غيرهم «قتلة أطفالنا الرضع». هل يقودنا الاستنتاج إلى أطروحة نتنياهو عن «العماليق»؟
الإجابة «نعم» والدليل المشهد الثاني، حيث «الجزيرة» أعادت تحليل مضمون صور لطائرة حربية إسرائيلية سلطت كاميراتها التجسسية على مكان ما في قطاع غزة وحصرا على «جثة حمار ميت».
مرتان على الأقل توثقت الطائرة أن الحمار ميت، رغم ذلك تم قصف جثة الحمار مجددا!!
قوم يقتلون حميرنا مرتين، فيما داعموهم يلتهمون الآيس كريم. هل ومتى وكيف على أي أساس نأمن جانبهم؟!

«داعش» إسرائيلي

فعلا غير معقول إطلاقا في الأردن عدم انعقاد، ولو جلسة حوار واحدة مع شخصيات وطنية خبيرة، للإجابة على سؤال الصراع الآن.
لتذكير الحكومة: نحو 35 في المئة من الأردنيين من فئة الأطفال ثمة تقارير متعددة حذرت منذ أعوام من «انقراض الحمير».
حتما سنؤكل كأردنيين إذا تمكنت نسخة إسرائيل الداعشية في اليوم التالي من بطح وذبح وأكل الثور الأبيض في غزة.
لحظتها «لن ينفعنا» كل النفي اللعوب لوجود جسر بري، ولا سهرات الليل عن السلام وحل الدولتين، أو عن توازن المصالح و»الغاز إياه».
«إذا كنت خبيرا أغلق فمك»! هذا شعار الحكومة الرشيدة في عمان.. الوقت ملائم لطاقم «الدوري الممتاز».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى