اراء و مقالات

الطفل «سوكه» في مواجهة أفيخاي وكوهين … وكريشان «لا يريد التحدث مع إيلي»: «شاشاتنا» وصلف المتحدث الإسرائيلي

الإسرائيلي إيلي نيسان يخاطب الزميل محمد كريشان، وعلى الهواء مباشرة، معلنا «لا أريد التحدث معك»!
الغريب أن ضيف «الجزيرة» الإسرائيلي «بقي على الخط» فعالجه زميلنا الفطن كريشان «ونحن لا نريد التحدث معك أيضا».
«باي… باي… مع السلامة»! ثم نقل مذيعنا المتألق السؤال لضيفه الفلسطيني المنتظر. ما يستوجب التوقف هنا مسألتان.
أولا- لاحظوا معي «الصلف» عند أي معلق إسرائيلي نفتح له الفضاء التلفزيوني العربي بدعوى «الموضوعية والمهنية»، فقد افترض الشاب الكحلي أن الرواية الببغاوية، التي يرددها إعلام الكيان هي السيد.
وحجم «النزق والغرور» الذي تمرره إلينا كمشاهدين استضافات القنوات الفضائية لمعلقين إسرائيليين فائض.
لذلك وبسبب تصرفات على الهواء وعبارات جارحة نتفق مع «الجزيرة» بكل شيء باستثناء تخصيص أي مساحة لرواية العدو، الذي يضع في جيبه أصلا غالبية مؤسسات إعلام الغرب.
ثانيا- سارع الكونترول بوضوح لتأمين اتصال مع «إسرائيلي جديد» فعثر القوم على «باحث أكاديمي» وتحدث بنفس الصلف، معتبرا أن سؤالا وجهه له كريشان عبارة عن «نكتة». طبعا كريشان صاحي، ولم يمررها «ألا تعتبر أن ما تدعيه إسرائيل هو النكتة؟»!
في اختصار، ومع الاحترام لكل اعتبارات الفضائيات العربية: من يعش في فلسطين المحتلة بصفته الاستيطانية يقرأ درسه عند نفس الشيخ بتاع أسطورة المشروع الإسرائيلي، حيث لا موضوعية ولا مهنية ولا حقوق.
أحسن كريشان التصرف، لكن أفضل أن لا نستضيفهم أصلا، وفي كل الأحوال إذا ألحت علينا المقتضيات المهنية وأوجعتنا الموضوعية يمكن الإشارة لرواية العدو عبر التقاطها من هنا وهناك.

الطفل «سوكه» وعلم إسرائيل

هو الطفل الأردني الشهير الذي يحتفظ بفائض «رجولة» لا تناسب عمره مجددا.
«سوكه» الطفل نفسه الذي رد على الإسرائيلي إيدي كوهين يوما بأن تبول على علم إسرائيل فدخل بوابة الأضواء من كل الأبواب حتى أن أفيخاي أدرعي، ما غيره، وعبر القناة الاسرائيلية 12 صرح أن سوكه ينتهك اتفاقية «وادي عربة»، مع أن نصوص الاتفاقية لا تتضمن أي فقرة لها علاقة بعدم التبول على علم الاحتلال.
أي جولة في أزقة وأحياء عمان وبقية المدن الأردنية لمراقبة حاويات القمامة الصغيرة المنزلية تظهر للجميع كيف يقرأ الشعب الأردني إسرائيل.
وكوهين نفسه سبق أن صرح أنه يستطيع تناول الإفطار بالقرب من بقالة الثوابية الأردنية قرب البحر الميت بساعتين برفقة دبابتين فقط، فعالجه أصحاب البقالة بتصريح علني معروف: «تعال أنت ودباباتك ونعدك أن لا تعود وباستعمال الشباشب فقط».
ما علينا، سوكه الطفل تجرحه الأضواء وتجرحنا مجددا، وقناة «الميادين» على الأقل تخصص مساحة لتغطية تصريحاته، وهي تعيد التذكير أن الشعب الأردني هو الأكثر رفضا للتطبيع بين جميع الشعوب العربية.
قيل في شائعة متسرعة إن سوكه أصيب بعيار ناري أثناء محاولة اعتقال والده، وللعلم الوالد يتعرض لملاحقات أمنية لا علاقة لها بمسألة العلم الإسرائيلي ولا بولده الصغير، حسب السلطات الرسمية.
طبعا، النبأ غير صحيح وفضائية «المملكة» سارعت لنشر التصريح الرسمي النافي، لكن لاحقا شحذ العديدون سكاكينهم لمهاجمة كاتب زميل معروف بمواقفه النقدية والمشاكسة، أزعم، رغم اختلافي معه أحيانا أن «نكهته المهنية» ضرورة وطنية.
الزميل المقدر أحمد الزعبي «صحح فورا» وبصيغة مهنية خطأ نشر نبأ مستعجل وغير صحيح وقدم اعتذاره اللائق مهنيا ونشر النفي الرسمي.
لا مبرر إطلاقا للحملة التي يشنها «متطوعون» على صاحب قلم نشر خبرا تبين أنه غير صحيح، ثم ألغاه معتذرا وموضحا.
حتى الدولة في رأيي تحتاج أحيانا لعبارات قاسية قليلا أو ساخرة نسبيا تذكرها بالكثير مما تنساه، أما «سوكه» فأقترح تخفيف الأضواء عنه لحماية طفولته، بعد الآن وإن كان ما فعله يمثل حقا ما يرغب الشعب الأردني برمته بفعله ولو رمزيا.

«خالص العزاء»… لمين؟

«خالص العزاء… وأصدق المواساة».
كنت سأخصص ساعات أكثر لمشاهدة فضائية «أبو ظبي» لو نشرت العبارة الأخيرة بعد اتصال رسمي مع وزير خارجية السلطة الفلسطينية مثلا، لمشاركته تقديم الواجب بالشهداء الذين تقتلهم ماكينة الإجرام الإسرائيلي.
لكن فاتت الفرصة وفقدت الشاشة تلك مشاهدا أو زبونا دائما، لأن خالص العزاء وأصدق المواساة حظي بها وزير خارجية إسرائيل فقط وضحايا فرية «الإرهاب الفلسطيني».
لا يوجد توصيف محدد لما يفعله بعض الأشقاء وهم يتقمصون «الحالة الإبراهيمية»، وأزعم مسبقا أنهم «سيندمون» في النهاية وخسائرهم لن تقف عند حدود فقدان آلاف الشراشف من فنادق دبي بعد فتح السياحة للإسرائيليين.
لن نناقش القيمة الإستراتيجية، التي تحدث عنها باحث إسرائيلي لقناة «فرانس 24» عندما يتعلق الأمر بـ»السلام الجديد»، فتلك مسألة تخص الدول الشقيقة وحساباتها لمصالحها.
لكن سنعيد التذكير أن «القدس أكبر من الجميع» وفلسطين وطن يعيش في أهله ولا يعيشون فيه وإسرائيل طال الزمن أم قصر «مشروع غير منجز».
ويوما ما سيحصل ما تنبأ به زميل من كبار مذيعي «الجزيرة» أمامنا: «سيتسابق العرب يوما للسهر على شواطئنا بعد تحريرها».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى