اراء و مقالات

الفيروس لا «وحداتي» ولا «فيصلاوي»… و«زول إثيوبيا»عندما يهدد السوداني

ليست فضائية بالمعنى التلفزيوني المألوف، لكنها منصة متلفزة تمثل مشجعي فريق نادي الوحدات الأردني وحفلت بتلك الاحتفالات بمناسبة الفوز بدوري كرة القدم المحلي.
بوضوح، وعلى منصة النادي نفسه كان يحتفل المئات بدون كمامات ولا تباعد ويتقافزون على أكتاف بعضهم البعض ويتبادلون ذلك الرذاذ، الذي حبس العالم منذ عام ويحمل اسم الفيروس كورونا.
لا يتعلق الأمر بالتعصب الكروي وفي الملاعب فقط، فبعض المشجعين للأسف يقصفون بعبارات سأتجنب وصفها الآن كل من يلاحظ بمحبة.
المنصة الوحداتية نفسها تبلغنا بالمخالفات الصحية والهوس الاحتفالي، الذي كان ينبغي أن تراقبه السلطات، فيما كان يظهر 7 وزراء دفعة واحدة على شاشة التلفزيون الحكومي بتكشيرة تحذر المواطنين.
الجناح الشتام من محبي ومشجعي الوحدات أطلق علي أوصافا لا حدود لها لأني فقط لاحظت أن الاحتفالات في عمق المخيم قد تلحق الضرر بالناس، مع أني وفي المقال نفسه تحدثت عن ما فعله جمهور فريق «سحاب»، وما حصل في أسواق وسط العاصمة عمان.

قصف وحداتي

وحده الجناح المهووس قصفننا بكل الألقاب، مثل صعلوك وحاقد وقلم مأجور، وما أكتبه دون الصف السادس!
تلك عينة فقط من بعض الشتائم، وكان ينقصها قرينها ومثيلها من المهووسين في فريق الفيصلي، خصم الوحدات، فقد انتقدنا أداء جمهوره سابقا عدة مرات، فعاجلنا بالمعلبات إياها ودون مقدمات وعلى أساس أننا ضد الأردن، وتفصلنا أمتار فقط عن الجاسوسية والترويج للمشروع الصهيوني!
لسبب أو آخر لا تتحدث تلفزيونات، مثل «رؤيا» أو «المملكة» عن هذا النمط من التشنج وعدم قبول الرأي الآخر.
مجددا، لا أحب الفريقين ولا حتى كرة القدم، لكن احترمهما وأشعر بالغيرة على هيبة فريق عريق مثل «الوحدات»، وهو تنطلي عليه حيلة من يقفزون على أكتاف جمهوره الوفي أو من يعتقدون في أسطوانة مشروخة أن الحصول على الدوري في الأردن خطوة متقدمة في الحرب من أجل تحرير القدس.
كل ما قلناه له علاقة بالفيروس فقط، فقد تعب لسان وزير الصحة، وهو يتوسل الأردنيين.
نقولها بوضوح: كل الملاحظات على احتفال مشجعي الوحدات موثقة بالصوت والصورة والتقرير الأمني، لا بل استعرضناها مع قياديين كبار في إدارة النادي.
وعليه نجدد قناعة قديمة فنحن نحلم كأردنيين في تلك اللحظة التي يختفي فيها اسم فريقين كرويين تماما أو يعاد تسميتهما أو نتنازل كمواطنين عن كرة قدم مختلة ومهووسة وجمهورها عابث.
هل يخرجنا ذلك من الملة الوطنية؟ فليكن فأشرس خصوم الوحدات عارضناهم وكتبنا ضدهم تحت عنوان «هراوات الدرك وهي تزور رؤوس مشجعي الوحدات».
وبالتالي لن نجامل في مرحلة الفيروس لا «وحداتي» ولا «فيصلاوي».

نفقات «الجزيرة» أم أخبارها؟

يصر صديق سياسي عريق على التجول بالسؤال الفني التالي: بتقديرك.. كم دفعت قناة «الجزيرة» مقابل تغطية الإنتخابات الرئاسية الأمريكية؟
كثرة الإلحاح بهذا السؤال دفعنا للانتباه الى مستوى الحسد، الذي يمكن أن يلاحق الزملاء في محطة «الجزيرة»، جراء تخصيص مبالغ مالية ضخمة عبر إقامة استديوهات في مواجهة البيت الأبيض مع شبكة مراسلين واستضافة معلقين متخصصين بالجملة.
قد نشعر قليلا بالمبالغة في تخصيص وتمويل ساعات بث طويلة لكل ما هو صغير أو متوسط أو كبير في المسألة الأمريكية.
محطة «الجزيرة» تحب الهدية، فهي ثرية بالمهنة والاشتباك وبدلا من الانشغال في مسارها المالي ونفقاتها يمكن الاستمتاع بتلك الوجبات الدسمة التي تقدمها لمشاهدها العربي.
لكن نزعم أن السؤال منطلق من علبة الصراع الطبقي الكلاسيكية بمعناها الماركسي، فمن يسألني لا يتابع قناة «المملكة» مثلا، التي تحاول التقاط مدرس مصري أو باحث أمريكي هندي تصادف عبوره من رصيف له علاقة بأحد مكاتب حملة الديمقراطيين الانتخابية.
إنه سؤال من لا يدفع ولا يخصص المال للإعلام، إلى من يعلم مسبقا بأن صناعة الإعلام تستند الى المال أصلا.
في كل حال بعض من عبروا أو حتى زاروا مكاتب الحملات الانتخابية الأمريكية تحولوا إلى مسؤولين كبار في الأردن والنتيجة يعرفها الجميع.

السودان وأثيوبيا وإسرائيل

لكن لاحظنا مثلا أن محطة «الميادين» بجلالة قدرها في ملاكمة «المقاومة» خصصت أيضا مساحات مبالغ فيها لتغطية المواجهة بين ترامب وبايدن.
كذلك فعلت فضائية «السودان»، التي تعيد وتزيد وتكرر في مشهد الصراع الجديد مع الجيش الأثيوبي وتصريحات برهان الخرطوم، حول منع «الزول الأثيوبي» من تشريد وقتل السودانيين.
بما أن علاقات أثيوبيا ممتازة مع الكيان الإسرائيلي وكذلك المجلس العسكري الانتقالي السوداني، كدت أقترح أن يتدخل نتنياهو للتوسط بين «جماعتيه» في العمق الافريقي. هل يؤذي ذلك لو حصل – لا سمح الله – حصة «أم الدنيا» من مياه النيل العظيم؟
تصوري أن مصر في المسألة الأثيوبية تبتلع لسانها أيضا ويمكن لحكومتها طبعا الاستعانة بـ»صديق إسرائيلي»!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى