اراء و مقالات

لأول مرة في المشهد الأردني: أحزاب جديدة تحاول «في المخيمات» وحراك «تحديثي» بإسم طبقات العمال

تزدحم الساحة بمبادرات الأحزاب التي تبحث عن طريقة أو صيغة يمكنها عبرها الحصول على ما تيسر من مقاعد قوائم الأحزاب شبه المجانية في البرلمان الأردني بانتخابات 2024.

عمان ـ «القدس العربي»: تتحرك الأحزاب السياسية الأردنية الجديدة في كل الاتجاهات المتاحة أملا في ان تبتكر آليات وتقنيات تمكنها من مخاطبة الجمهور وتعزيز فرصها في التواصل معه وتحويله إلى كتلة من الناخبين والمقترعين في انتخابات عام 2024 التي ستكون الأولى في المجال الحيوي لمسار تحديث المنظومة السياسية في البلاد، حيث تم تصويب مسار27 من أصل 56 حزبا كانت مرخصة في البلاد .وحيث النقاشات ترتفع أصواتها تحت عنوان شرعية مسار التصويب القانونية نفسه واعتراضات من أحزاب كانت مرخصة سابقا ولم تتمكن من تصويب مسارها على قرارات وإجراءات الهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات المعنية بتسجيل الأحزاب. ووسط صخب هذا النقاش تحاول الأحزاب برمتها اليوم البحث في مناورات ومبادرات مكثفة استعدادا للانتخابات المقبلة، لكن بطرق مختلفة وأحيانا سياسة مبتكرة.

وقد لفت النظر عمليا الحزب الاجتماعي الديمقراطي بزيارة غير مسبوقة قام بها لمكاتب لجنة لتحسين مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين وقيادة الحزب اجتمعت ببعض المواطنين وحتى بعض الأطفال وتم استقبالها قبلها بحرارة لأن الأحزاب السياسية بالعادة تمنع من مزاولة العمل الحزبي والسياسي داخل أوساط المخيمات، الأمر الذي ترك المخيمات وأصواتها عمليا نهبا لكل مرشحي الانتخابات في سوابق وتجارب الانتخابات السابقة .ثم ترك أوساط المخيمات حكرا لنفوذ الحركة الإسلامية دون أو أكثر من غيرها، وهو أمر خطط للتعامل معه بعمق سياسي الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يمثل خليطا ما بين وجهاء اجتماعيين وترتيبات تخص مسؤولين وحزبيين بنكهات يسارية.
في الوحدات كانت رسالة الحزب الاجتماعي الديمقراطي واضحة وحادة الملامح، وهي أن الحزب يريد ان يبحث عن فرصه في عمق تلك المخيمات وهي فرص انتخابية مفترضة بالمقام الأول، لكن المستقبلين في مخيم الوحدات أيضا وجهوا رسالة ترحب بالحزبيين الجدد والأهم بمسار تحديث المنظومة السياسية وتعكس حسب بعض الرفاق اليساريين توقا وشوقا للانخراط في العمل الحزبي والسياسي في الأردن يمكن الرهان والبناء عليه.
وكثيرون يعرفون أن التعددية الحزبية ينبغي ان تغادر مربعات الخجل والتردد المرتبطة بأهالي المخيمات حيث لم يسمح في الماضي حتى للأحزاب الوطنية المحلية أن تعمل باتجاه مخاطبة أهالي المخيمات.
ومبادرة الحزب لم تقف عند حدوده، فحزب العمال أيضا يتقدم بنكهة خاصة تجاه تمثيل طبقة واسعة النطاق من العمال الأردنيين تصادف وبتجربة لا ينقصها الذكاء انها انتهت بتشكيل حزب هو الأول الذي يحمل إسم حزب العمال الأردني وعلى رأسه الناشطة السياسية والبرلمانية والإعلامية البارزة الدكتورة رولا الحروب .
وفي آخر تجلياتها وسط مجموعة نافذة من ممثلي العمال في الأردن تحدثت الدكتورة الحروب عن مفارقة الكرة وركلها بين أقدام الشخص الذي يمتنع عن ركلها .
تراهن الحروب وقيادة حزب العمال على التأسيس لمنطق حزبي يمثل الطبقة العاملة لأول مرة في الأردن، وطبعا مثل هذا المنطق يختبر النوايا العميقة للدولة وللعديد من المؤسسات الرسمية بخصوص قبول فكرة ان يتم تمثيل طبقة العمال في حزب.
مثل هذه الاتجاهات جريئة بالنسبة لمنظومة الأحزاب الجديدة في الأردن، ويبدو انها تتلمس طريقها باتجاه المخيمات وطبقة العمال مثلا ببطء شديد .وترصد وبنفس الوقت ردود الفعل الرسمية والبيروقراطية على خطوات من هذا النوع حيث قناعة بانه لا معنى إطلاقا لمسار تحديث المنظومة السياسية في البلاد بدونها عمليا وفقا للقيادي في الحزب الديمقراطي الاجتماعي جميل النمري الذي تحدث مع «القدس العربي» عن آفاق ومقاربات وطنية أفقية يفترض ان تشمل بعد الآن جميع الأردنيين.
وفي الوقت نفسه تزدحم الساحة بمبادرات الأحزاب التي تبحث عن طريقة أو صيغة يمكنها عبرها من الحصول على ما تيسر من عدد مقاعد قوائم الأحزاب شبه المجانية في البرلمان الأردني بانتخابات 2024 حيث يوجد أو ثمة 40 مقعدا تمثل الأحزاب والاعتقاد السائد بان سبعة على الأكثر من الأحزاب الحالية التي حظيت بتصويب المسار يمكن ان تحصل على تلك المقاعد وعلى رأسها طبعا حزب جبهة العمل الإسلامي وحزب الميثاق الوسطي ومعه حزب الائتلاف الوطني وأيضا حزب إرادة وينضم إليهم الديمقراطي الاجتماعي وحزب العمال.
لكن المقاعد طبعا سترتبط بالأحزاب الأكثر كثافة، ومن هنا تبرز أهمية الاجتهادات التي تقوم بها الأحزاب السياسية، فقد سجل حزب الميثاق مثلا سابقة أيضا إيجابية في الاشتباك عندما شكل لجان قطاعات الخدمات البيروقراطية.
كما يسجل لحزب إرادة مثلا انه يستطيع الآن مخاطبة جميع الأردنيين في كل المحافظات ووسط حالة نشاط غير مسبوقة، ولا توجد سجلات من أي صنف حتى اللحظة على الأقل تؤشر على بصمات أو إنجازات لحزب الائتلاف الوطني الذي يعاني من التصدع الداخلي.
بالتأكيد الأحزاب السياسية الجديدة وبالرغم من كل ما يقال عن مسار تحديث المنظومة السياسية في البلاد وأفقها وتداعياتها واستحقاقاتها إلا انها تسجل سوابق بمنتهى البطء والعمق.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى