اراء و مقالات

مراسلون بـ«نكهة الركام»… بعد «الغزل بالشاورما» سفيرة واشنطن تجهز لـ«كمين محكم» ضد «النشامى»

قد تكون المهمة الأصعب دوما هي تطويع كيس منتفخ بالهواء. هذا ما شعر به المتفرج الأردني، بعدما أظهرت محطة تلفزيون «المملكة» الرسمية اهتماما بالغا بتصريحات السفيرة «السنفورة» الجديدة، التي عينتها واشنطن لتمثيلها في الأردن، والتي يسميها الإعلام «مُحبة الشاورما».
والحديث هنا عن الدبلوماسية الشابة يائيل لامبرت، المصنفة بأنها متطرفة لصالح إسرائيل، رغم أنها تنتمي للجيل الشاب من الحزب الديمقراطي.
اهتمت فضائية «المملكة» بمضمون ما قالته لامبرت أمام لجنة الاستماع في الكونغرس، حيث سألها شيخ الكار، أو كبيرهم، الذي علمهم السحر، عن موقفها من الشاورما في الشرق الأوسط.
سارعت السنفورة الفرحانة للقول إن هذا السؤال حساس، لكنها ستجيب عليه بكل حال.
ابتسمت السفيرة، وهي تتحدث عن الشاورما الأردنية باعتبارها أفضل سندوتشات الشاورما في الشرق الأوسط.
محطة «سي أن أن» عادت ونشرت صورة للسفيرة وهي تلتهم الشاورما بنهم في أحد أزقة عمان.
موقف أمريكي علني من الطراز، الذي ينتج أطنانا من عبارة «تزهو بكم المناصب».
إلى جانب الاعتزاز، ثمة بعض الاهتزاز، لأن بلادنا أصبحت مميزة في الشاورما، رغم أنها تجاور «نكد أمريكي مصنع وشرير وإجرامي» اسمه «الكيان الإسرائيلي».
نقترح على السنفورة التهام وجبة شاورما في عمق مدينة رام الله، وبالقرب من فرع «البنك العربي»، حتى تدرك أن «الطعم له علاقة بشعوب المنطقة»، وأن نهر الأردن مجرد فاصل جغرافي لا أكثر، وأن نكهة الشاورما الرملاوية «نسخة طبق الأصل» عن شقيقتها العمانية.
بإمكان لامبرت تناول الشاورما مجانا من وسط رام الله أو بقرب «سقف سيل» عمان على حسابي الشخصي، شريطة أن تتوقف عن اللعبة السمجة التي تقترحها، وهي تتغزل بالشاورما، ثم تخبر كهنة الكونغرس أن أولويتها هي «إقناع السلطات الأردنية بتسليم المناضلة أحلام التميمي».
أظفُر أحلام التميمي «الأردنية» أغلى وأرفع وأهم من كل القصائد التي تكتبها السفيرة الشابة بالشاورما. علينا أن لا ننخدع: انتبهوا يا قوم، فالمناضلة المقصودة حوكمت وسجنت وأفرج عنها بصفقة قانونية، والمرء حتى في بلاد «العم سام» لا يحاكم مرتين.
والأردن الهاشمي لا يسلم «النشميات»، حتى ولو من أجل عيون سفيرة تتغزل بالشاورما.
محبة الشاورما آنية لنا في عمان مع «كمين عملاق». اقتضى التنويه.

«الجزيرة» وخبرات الركام

سؤالان يلحان جدا، كلما أدرنا مفتاح الشبكات الفضائية على متابعة قناة «الجزيرة»، التي خصصت المساحة الأعظم من بثها الفضائي لمتابعة العدوان الجديد على أهلنا في قطاع غزة، حيث شبكة مراسلين وسط القواعد والصواريخ المتبادلة.
وحيث صوت زميلتنا هبة عكيلة يخرج مجروحا ووقادا، وهي تحاول التمييز بين أنواع الغبار، بعد القصف، فتبلغ الزميل على الشاشة والهواء أن القذيفة التي سقطت للتو فعلت ذلك في الأرض الخالية وليس في مبنى.
يسألها الزميل: كيف تعرفين ذلك؟ تجيب بتفصيل فني مهني عن الفوارق بين قصف بناية أو أرض خلاء.
الزملاء أصبحوا بحكم الدمار الدائم المتتالي والاستهداف لشعبنا الصابر في غزة، خبراء في أنواع الغبار واللهب والركام وكيفية صعود أعمدة الغبار بعد الركام.
قدمت عكيلة عبر الكاميرا لنا خدمة خاصة وجديدة: إذا انقطع الغبار يكون القصف في الأرض الخالية، وإذا تصاعد بعدة ألوان، فالهدف أحشاء عمارة سكينة.
أي خبرة ودراية في البؤس الفلسطيني يسجلها زملاء ومراسلون في قطاع غزة وفي فلسطين المحتلة؟!
أعود للسؤالين: ما هي الظروف والاعتبارات، التي تدفع «عسكر المقاومة» للإقامة أو البقاء في شققهم السكنية، مما يدفع العدو لاصطيادهم ومن حولهم؟
كل من قابلتهم طرحوا عليّ هذا الاستفسار، لأن المنطق يفترض بالقادة العسكريين النزول تحت الأرض أو تجنب الشقق السكنية.
طبعا أغلب التقدير أن المقاومة لديها سبب ونحن لا نعرفه .
والسؤال الثاني: ما هو مبرر إطلاق الرصاص أثناء تشييع الجنازات في الهواء وبدون سبب من قبل المناضلين والمقاتلين والفدائيين.
حصل ذلك، ويحصل حتى الآن في أروقة مدن الضفة الغربية والمشاهد الذي يتمزق يعلم أن الرصاصة عزيزة، وينبغي أن تتجه لمكان واحد فقط.

جنرالات العرب

مجددا، على قناة «نتفليكس»، وفي عمل من طراز «صور حديثا» تمجيد ببطولات جهاز «الموساد» وحرصه على «نقاء الاحتلال» والسلام والعدالة في العالم، يعقد في الإستديو اجتماع لمدراء الأجهزة الأمنية الحليفة وأحد المجتمعين يرتدي «غترة ودشداشة».
«الجدعان» بتوع الاستخبارات منشغلون بالإفتاء وإنقاذ البشرية، وصاحبنا الجنرال العربي كل ما يفعله «يهز برأسه ويميل بشماغه»، ولا ينبس ببنت شفة. فقط مط الشفتين، ونقل طرف المنديل من كتف إلى آخر على طريقة «تلولحي يا دالية».
ذكرني المقطع بـ»السلام الإبراهيمي» حصرا وحيثياته.
على شبابنا بتوع «العسعس» اقناع منتجي السينما بعد الآن بدفع الجنرال العربي في الاجتماعات الخطيرة لأي حركة أو فتوى أو ايماءة.
بالمناسبة، هل لاحظتم أن مرحلة السلام الإبراهيمي إياه نشأت وترعرت مباشرة بعد «الثورات المضادة»، التي استهدفت الربيع العربي؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى