اراء و مقالات

تقليص فرصة عودة «الشبح نتنياهو»: ملاذات ومصالحات قيد الطهي برعاية الأردن

تأمل عمان حث الناخبين العرب على التوجه للصناديق وإجراء سلسلة اتصالات ومصالحات بين المتناقضات في الصوت العربي وفي رموز العمل الاجتماعي والسياسي العربي في العمق الإسرائيلي.

عمان ـ «القدس العربي»: لا أحد يعلم بعد ما هي الصيغة التي يمكن اقتراحها بصورة محددة لتفعيل الإستراتيجية الأردنية الجديدة القاضية بالاشتباك عمليا مع عمق المعادلة الانتخابية الإسرائيلية وبأكثر من طريقة وأسلوب وتحت عنوان متكرر يتردد صداه في كل أروقة القرار الرسمي والبيروقراطي اليوم، وهو القائل بالعمل مع كل الأطراف وبكل الطرق الممكنة للحيلولة دون عودة خصم الأردن الأول وعدوه الإسرائيلي الأبرز بنيامين نتنياهو إلى مسرح الإدارة في الحكومة الإسرائيلية المقبلة حيث انتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر وحيث زار منافس نتنياهو مائير لابيد عمان لا بل طلب المساعدة، وحيث وهذا مهم الإدارة الأمريكية على الطرف الثاني من الخط الهاتفي تحفز الأردنيين على الاشتباك وتشاركهم بفكرة ان عودة نتنياهو هي السيناريو الأسوأ على الإطلاق.

يبدو ان عمان السياسية والرسمية اتخذت قرارها وبوضوح لكن كيفية تنفيذ هذا القرار هي العالقة بعد، حيث توجد أفكار ومقترحات يحاول الأردن عبرها اليوم استعادة هوامش دور ما مفقود في عمق معادلة فلسطين المحتلة من العرب عام 1948 .
سأل في اجتماع سيادي أحد المختصين: ما الذي يمكن فعله بصورة محددة لترسيم هوامش تدخل أردني لصالح اليمين المعتدل السيء بدلا من ان يعود إلى الواجهة نتنياهو وهو اليميني المتشدد الذي يعلن خصومة مباشرة مع الأردنيين؟
حاول نتنياهو خلف الستارة والكواليس تهدئة فورة الحماس الأردني للعمل ضده تحديدا في أوساط الناخبين العرب فيما يسمى إسرائيل. وجه نتنياهو رسائل وقدم بعض الضمانات بان لا يتحرش بالأردن ومصالحه ودوره في القدس عن بعد وحاول الضغط بعدما وصلت طاقمه معلومات عن نوايا علنية للأردن في الاشتباك. تجاهلت المؤسسة الأردنية الرسائل وشروحات ومحاولات اتصال نتنياهو فيما الحرب دائرة خلف الستارة والكواليس، مع ان السؤال الأساسي لم تبرز أي إجابة بعد عليه كيف نخترق وما الذي يمكن ان تفعله المملكة الأردنية الهاشمية لمساندة أي خصم متاح لبنيامين نتنياهو؟
هنا حصرا تكرست بعض الانطباعات لا بل درست بعض خيارات الاشتباك الرسمي لا بل العلني أحيانا أردنيا. وكانت النتيجة ان الأردن قد يستطيع المساعدة في تقليص فرصة عودة نتنياهو عبر تقليص إمكانات ائتلافه بالفوز بعضوية الكنيست في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وذلك عبر آليات محددة قد يكون من بينها لاحقا توجيه نداءات باسم الأردن مباشرة للشعب الإسرائيلي وإبلاغه بمخاطر العمل لصالح نتنياهو في صناديق الاقتراع.
وقد يكون من بينها أيضا محادثة أو مخاطبة وسائل الإعلام الإسرائيلية مباشرة على هذا الأساس.
لكن الخطة التي تشكلت ملامحها وانتقلت بعض تلك الملامح إلى خطوات عملية الآن تتمحور حول إستراتيجيتين أساسيتين. الأولى هي العمل على محاولة تقليص هامش الخلافات بين أقطاب الكنيست والفاعلين في انتخاباتها في المجتمع العربي قدر الامكان لا بل التوسط بين بعضهم على نحو أو آخر وتوفير ملاذات وحواضن أردنية لبعضهم الثالث الذي لا يعرف الأردن ولا تعرف عمان بالمقابل عنه شيئا محددا من أي صنف.
الإستراتيجية الثانية هي العمل على زيادة نسبة إقبال العرب على صناديق الاقتراع والتي لا تزيد عن 8 في المئة وفقا لآخر 5 انتخابات إسرائيلية حسب تقرير فني أردني داخلي، من نسبة العرب الموجودين في دولة الكيان لعام 1948 ولا تزيد عن 29 في المئة من هؤلاء الذين يحق لهم الانتخاب والتصويت.
تلك أرقام تأمل عمان بزيادتها وبالمساعدة على تحقيق تلك الزيادة عبر حث الناخبين العرب على التوجه للصناديق لا بل أيضا عبر إجراء سلسلة اتصالات ومصالحات بين المتناقضات في الصوت العربي وفي رموز العمل الاجتماعي والسياسي العربي في العمق الإسرائيلي.
لا توجد ضمانات طبعا بان تنجح عمان في مسعاها. لكن على المحك خطة يبدو أنها وضعت على النار وتتضمن بعض الأفكار من طراز إلقاء التحية ولأول مرة على قادة الحركة الإسلامية، على عرب عام 1948 في كيان الاحتلال.
ولم تعرف بعد الوسيلة التي ستتبعها عمان لمصافحة وإلقاء التحية على قادة المجتمع العربي في الكيان.
ولم تعرف بعد الوسيلة التي يمكن اتباعها لإجراء تطييب للرطوبة والأجواء بين عضو كنيست فاعل مثل الشيخ منصور عباس بينه وبين الشيخ رائد صلاح مرة وبينه وبين عضو بارز عربيا في الكنيست هو الدكتور احمد الطيبي. وأغلب التقدير ان عمان باتجاه استضافة هؤلاء أو أغلبهم في إطار محاولة تكتيكية واضحة الملامح اليوم قوامها فكرة العمل ضد شبح نتنياهو.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى