اراء و مقالاتمقالات وآراء

حنين أردني لكفاءة «البيروقراط»… وذروة محتملة للفيروس وتدشين مرحلة الحجر على أحياء ومدن وقرى

ملاحظات أداء سيادية وعميقة على طاولة الرزاز

 بدأ المشهد خصوصاً على صعيد «إدارة الأزمة» يحتاج إلى «مراجعة» في الحالة الأردنية بعد غياب مدته أربعة أيام عن واجهة الإعلام لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ووصول المتابعة «الوبائية» إلى منطقة الجاهزية للتعامل مع «ذروة» محتملة لفيروس كورونا.
يضج الوسط السياسي وحتى الأمني هنا بـ «ملاحظات أداء» تخص الطاقم الوزاري الذي اعتمد عليه الرئيس الرزاز في إدارة التفاصيل، حيث وعود وبرامج لم تنفذ. وإخفاقات بعيدة عن المسارين الصحي والإعلامي حصرياً تخللها اكتشاف حالة «حنين» شعبية ونخبوية للبيروقراطيين الكبار من أبناء وبيوت الخبرة. وثمة عدة جهات تدقق في أداء الأطقم التي تتولى الإشراف على تنفيذ «أوامر الدفاع»، بينها القصر الملكي، ثم الشارع، وكذلك مركز الأزمات والمؤسسات السيادية.
ومن الواضح سياسياً وجود مقدمات على أن بعض المسؤولين والوزراء سيتم إبعادهم عن الواجهة، إعلامياً على الأقل، وأن الرزاز -إذا أراد الاستمرار في خطته الاشتباكية- ينبغي عليه أن يراقب فريقه أكثر ويعالج ملاحظات «سيادية وعميقة» بدأت تصله، لا بل يعبر عنها الشارع ومنصاته أحياناً.
إجرائياً، اتخذت ترتيبات عزل خاصة في مدينة العقبة جنوبي البلاد. ولا تزال محافظة إربد شمالي البلاد معزولة تماماً مع بروتوكول يعزز تأمين احتياجات الأهالي بعهدة القوات المسلحة التي يثق الأردني بها عموماً، خلافاً للمؤسسات المدنية، عندما تقرر وتنفذ باحتراف ومهنية. ضمن سياق المتابعة الوبائية أيضاً ثمة «إجراءات خاصة» لمراقبة الوضع في محافظة مادبا، حيث مؤشرات سلبية على سلوك اجتماعي لا يلتزم بالمعايير الصحية المطلوبة، واستغلال «أهلي» لبعض تفصيلات الأزمة وتداعياتها. المستجد أيضاً في وجبة آخر أخبار الأردن هو تدشين أول حالة للحجر جغرافياً على «حي شعبي» في عمق العاصمة عمان، حسب توضيحات الناطق باسم لجنة الأوبئة الوطنية، الدكتور نذير عبيدات.

النية تتجه للحجر على حي الهاشمي شرقي العاصمة، وهو أحد أضخم أحياء عمان وأكثرها ازدحاماً، في مؤشر على أن بروتوكول الحجز على الشوارع والأحياء جاهز أيضاً عند لجنة الأوبئة، والتنفيذ دوماً على الأجهزة الأمنية والعسكرية مع تفعيل بروتوكولات الطوارئ وتأمين الاحتياجات للناس.
الحي أصبح هدفاً بعد إخلاء «عمارة كاملة» من سكانها إثبوت إصابات بينهم في واقعة الممرضة التي نقلت العدوى للعديد من المرضى في مستشفى البشير الحكومي الضخم. تلك مؤشرات علمية على تدشين مرحلة جديدة في الأردن في مواجهة الفيروس الشرس، حيث وصل عدد الإصابات مساء السبت إلى 246 إصابة، وسيزيد على الأرجح مساء الأحد بعد ظهور نتائج أكثر من 500 عينة فحص تم التعامل معها، خصوصاً مناطق قرى شمالي البلاد حيث «أعراس أهلية» سببت أزمة للجميع.
ينتظر طاقم وزارة الصحة نتائج عينات الفحص التي حصلت الأطقم عليها من عدة مناطق في العقبة ومادبا وإربد وحي الهاشمي. بمعنى، إجرائياً بدأ سيناريو «عزل المناطق» وحجرها صحياً في حال تكرر الإصابات… تلك مفردة بيروقراطية تعبر عن «أداء متابعة دقيق» من جهة لجـنة الأوبـئة ومـركز الأزمـات الوطني.
لكن الأخبار المفرحة نقلها الطبيب عبيدات أيضاً، حيث سيتم الإفراج عن آلاف الأردنيين من العائدين والمخالطين بعد حجزهم لـ14 يوماً في فنادق بالعاصمة والبحر الميت، وبعد فحصهم مرتين ضمن البروتوكول العالمي.
وحذر مسبقاً من أن المغادرين للحجر الصحي «ليسوا أصحاء تماماً بمعدل 100%»، ويحتاجون إلى حجر منزلي إضـافي؛ لأن عدم إصابتهم لا يعني أنهم لا يحملون الفيروس. وبالتالي، سيطبق بروتوكول طبي استثنائي تجاه هذه الشريحة التي يزيد عددها على 5300 أردني وأجنبي خضعوا لإجراءات الحجر الفندقية.
في الأثناء، حصل الشارع الأردني، بوجبات إعلامية مدروسة من لجنة الأوبئة ووزير الأوقاف، على «فكرة مسبقة» الآن بإنفاذ بروتوكول صحي خاص مدروس في حالات «وفاة كورونا»، حيث دفنت ضمن الإجراءات سيدة عجوز توفيت بعد إصابتها. البروتوكول في حالات الدفن يقضي بأن تقام صلاة فردية على المتوفى، ويدفن بإشراف طاقم صحي وأمني، وبأقل عدد من المشاركين، وفي مساحة أرض خالية بعيدة عن بقية الموتى، ويصلى عليه ويغسل عند الضرورة برش الماء فقط.
هنا، حصرياً، أصدر مجلس الإفتاء الرسمي رأيه وتقديره بالتفاصيل اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام في حديث نبوي يخص وباء الطاعون، وحضرت الفتوى لتوافق على ترتيبات لجنة الأوبئة في مثل حالات الوفاة، ولم يصدر اعتراض من أي جهة لها علاقة بالشريعة الإسلامية. لكن المفهوم سياقاً أن الدولة قد تكون على محطة حصول حالات وفاة ناتجة عن الفيروس، والمطلوب تهيئة الرأي العام للتفاصيل في مراسم التشييع والدفن والعزاء على الطريقة الإسلامية والصحية أيضاً، وبإشراف الطب الشرعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى