اراء و مقالات

«قرداحيات» عربية: أين «حمدوك»؟ ومن «ربح المليون» حقا؟ والأردني يسأل عن سر «خلطة المملكة»؟

هو على الأرجح ذلك «المليون الملعون»!
من لم يعرف سابقا جورج قرداحي، علم به الآن، فالمقدم المعروف لبرنامج «من سيربح المليون؟» على شاشة «أم بي سي» اسمه وخبره صار على كل شاشة ومنبر.
لفت نظري رفيقنا اليساري الناشط ضرغام هلسة، وهو يتحدث عن حوار ما جمعه بقرداحي في الماضي مستبقا اسمه بلقب «معالي الوزير» فيما كانت فضائية الكويت بطبيعة الحال تفرد كل المساحة وعلى مدار الساعة لكل صغيرة وكبيرة من ضمن مسلسل القرداحيات.
لا أستسيغ لقب «معالي» عندما يسبق الإعلامي أو الزميل المهني فهذا اللقب هو كارثة متنقلة بحد ذاته، ولا أجد مبررا مقنعا لمن يلوكه ويطالب به عندما ينضم إلى حكومة ما، بعدما تمرغ لسنوات في بلاط «صاحبة الجلالة».

كومة أصحاب المعالي

على كل حال أصحاب المعالي في لبنان والأردن والعراق، والحمد لله على كثرتهم أكثر من الهم على القلب.
وهؤلاء لا يقدمون ولا يؤخرون وازدحام المزارع والصالات بحملة هذا اللقب مؤشر على تراجع في المحاصصة، فألقاب مثل صاحب المعالي توزع ككعك العيد.
عموما، اللقب اليوم لا ينفع صاحبه ولا الناس ولا الرؤساء.
ولا نرغب بالخوض في المسار السياسي لتلك القرداحيات، فمن كسب المليون في القلوب قد يخسر الملايين في الأرصدة عند الجمهور .
لبنان في معضلة ولا تزوره الكهرباء، وسمعت مؤخرا بأن الكهرباء في العراق العظيم تزور الناس لمدة ساعة واحدة في اليوم، وهي لا تزور أصلا إلا لساعتين في الأسبوع أهلنا في سوريا الصمود والتحدي.
غريب أمر الدول العربية. عدد أصحاب لقب المعالي يزيد، لكن الكهرباء، وعلى رأي دريد لحام في المسرحية المعروفة «وصلت لقفاي قبل ما توصل لضيعتنا».
أتمنى التوفيق للزميل المحترم ولا أجزم بأن لقب معالي يليق به وتبقى تلك القرداحيات ميراثنا القومي.

«المملكة» خلطة وسؤال

بين سؤال الأصل والمنشأ والهدف والوسيلة يمكن فهم الشطط في ملف فضائية «المملكة» الأردنية، فهي بدأت أحيانا تنافس منصات التواصل والصحافة الالكترونية في كل ما ينتج ضجيجا أو يثير تساؤلات أو يؤسس لتلك الوصلات اللذيذة من إثارة مهنة المتاعب والتقصي.
فقط الاستبداد لا يقبل الكاميرا الحرة.
فقط شقيقه الفساد لا يؤمن بالميكروفون المهني المستقل.
لكن وفي مسألة شاشة «المملكة» مساحات متداخلة مع بعضها، فقد انشغلت حقا بالسؤال التالي: ما الذي يدور أو دار في ذهن صانع الأخبار والبرامج عندما يفتح الفضاء لموظفة سابقة تفجر لغما باسم مسرطنات الغذاء الذي يأكله الأردنيون في نفس التوقيت، الذي يكاد فيه وزير السياحة، وعلى شاشة التلفزيون الرسمي يتوسل الناس لتعزيز سياحة الإقامة والترانزيت الى الاردن؟
سؤال طويل حقا، لكن السبب إجابته الغامضة.
أؤمن مسبقا بأن وظيفة شاشة «المملكة» لا يمكنها أن تكون التطبيل والتزمير والتسحيج.
لكن أعلم أيضا بأن أي وسلة إعلام أخرى تستضيف موظفا أردنيا يفتي بالغذاء المسرطن ستغلق أبواب مكاتبها في العاصمة عمان وستتهم وقد يحال زميل ما يقترف هذه الفعلة «المفتي».
الفارق كبير بين تأسيس هامش ينتقد الحكومة للصالح العام أو تحت بند مراقبة الأداء وبين هجوم أطقم على وزراء أو مسؤولين أو على قرارات حكومية بصورة منفلتة لا معنى لها، وفي الأثناء تحطيم جرار تلو الجرار وضمن معطيات تقول إن مراكز القوى في الدولة ليست على قلب رجل واحد .
ذنب بعض الفضائيات الرسمية مغفور وذنب غيرها قد يؤدي إلى القبور أو الويل والثبور .
ما علينا، أهل شاشة «المملكة» أدرى بشعابها.
لكن نرجو من كل مسؤول في الدولة الأردنية بعد الآن التوقف عن تملق الإعلام الرسمي فقط أو عن إلقاء الخطب على مسامعنا بعنوان النص الوطني. والحاجة دوما ملحة ومتكررة لإعادة إنتاج سؤال أردني قديم عن التصور والاحتياج والقدرة لا بل عن وجود نص رسمي مرجعي وإعلام حقيقي.
حتى نتوقف عن اللف والدوران نقول: الحاجة ملحة لإعادة قراءة وتنميط وضبط مشروع فضائية تحمل أغلى الأسماء حتى لا نستمر طويلا في جلسة حوار طرشان.

«حمدوك» فين؟

أين «حمدوك»؟
عبثا حاولت محطة «بي بي سي» طرح السؤال عن مصير «الزول» السوداني المقيم الآن قسرا في جناح فخم يتبع رئاسة «السلطة الانتقالية» حسب رواية الانقلاب على الانقلاب طبعا.
بالنسبة لمحطة «سي إن إن» لا صورة ولا خبر ولا سؤال عن حمدوك.
وعندما يتعلق الأمر بمتابعة قناة «العربية» ثمة بيانات عسكرية فقط، ولا مظاهرات في السودان الشقيق، خصوصا تلك التي تتحدث عنها «الجزيرة».
شخصيا مهتم في مصير «حمدوك» فالاسم يوحي بالبشاشة والرشاقة.

 مدير مكتب «القدس العربي» في الأردن

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى