اراء و مقالات

الشيخ مراد العضايلة لـ«القدس العربي»: حرف مسار «هويتنا» يعني «التطرف»

الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة: الأردنية لا تخلع حجابها في الطائرة أو في البحر الأسود

عمان- «القدس العربي» : قالها الشيخ مراد العضايلة بهدوء ومن الآخر وببساطة وعلى شكل سؤال استفهامي: ألا تلاحظون معنا أن المرأة الأردنية المحجبة أو الفتاة لا تخلع حجابها في الطائرة، وبأنها عندما تنزل إلى شواطئ البحر الأسود تسبح وتشم الهواء العليل وهي ترتدي الحجاب نفسه المصنوع لأغراض السباحة؟ لا يقف الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة في البلاد عند تلك الملاحظة فقط.
ويسارع إلى مطالبة قراء «القدس العربي» بالتدقيق قليلاً في صور الملك عبد الله الثاني وهو يستقبل الطلاب الأوائل في الثانوية العامة أو الشباب أصحاب المبادرات أحياناً لملاحظة أن الفتاة الأردنية المحجبة موجودة وبقوة في سياق صور ومناسبات ملكية من هذا النوع.
أزيدكم من الشعر بيتاً – يضيف العضايلة – في دور تحفيظ القرآن الكريم أهم حفظة القرآن الكريم هم من الشباب المتفوقين في المدارس والجامعات وبمختلف صنوف العلم بما فيها الطب والهندسة، وإذا أردنا ان نتحدث بالتفصيل أكثر فالورقة النقاشية الملكية التي تحدثت عن التحول الديمقراطي ربطت الأمر برمته بوثيقة المدينة.

لماذا الآن، ما الجديد؟

يحذر العضايلة من مسألة يلمس فيها أن صناع القرار الحكومي لا يتطرقون لها، فالمجتمع الأردني معتدل، وسلوكه الاجتماعي والأخلاقي منسجم مع الشريعة الإسلامية بعلم وقناعة وليس بجهل أو بصيغة القشور، كما يحصل في مجتمعات أخرى إسلامية.
وبالتالي، الضغط على الأردنيين من الغرب أو غيرهم لأسباب اقتصادية أو سياسية بصورة تمس هويتهم العروبية والإسلامية سلوك منحرف ومتطرف، لأنه ببساطة إذا ما استمر هذا الضغط فسيؤدي إلى ولادة التطرف في المجتمع الأردني المعروف باعتداله.

الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة: الأردنية لا تخلع حجابها في الطائرة أو في البحر الأسود

«الناس ممكن تنهبل».. هذا ما قاله العضايلة ببساطة مسترسلاً في الشرح لـ«القدس العربي» معتبراً أن الحفاظ على التوازن والاعتدال واحترام خيارات الناس من جهة السلطة هو السلوك الحكيم، والعكس سيؤدي إلى ولادة مقاومة في المجتمع الأردني تنتهي إلى بروز التطرف، ويختصر الشيخ قائلاً: نحن في غنى عن ذلك جميعاً.
ولاحظت «القدس العربي» أن البيان الأخير الصادر مساء الأربعاء الماضي باسم الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي تصدرته فقرة تتوعد بتصدي الشعب الأردني لمحاولات طمس هويته العربية والإسلامية.
في جعبة العضايلة إجابة واضحة الملامح، وآخر مشروع مستفز في هذا السياق هو إصرار وزارة التربية والتعليم على إخضاع جميع معلمي الأردن لتدريب تثقيفي له علاقة بالجندر، وما حصل قبل ذلك من إشارات واضحة فيما سمي بتعديل المناهج، وما حصل مع طبيعة الإنتاج التلفزيوني الذي تموله أحياناً وتشرف عليه الهيئة الملكية لأفلام، مثل مسلسل الروابي الشهير، حيث يشرح العضايلة بأن حصول ما شاهدناه في هذا المسلسل بمدرسة واحدة في غربي العاصمة عمان لا يعني أنه يمثل الحقيقة، مقترحاً على الهيئة الملكية وعلى منتجي المسلسلات إياها تصوير الحقائق والوقائع كما هي في مدارس المخيمات والبوادي والقرى الأردنية.
يقولها الرجل مجدداً: تحت عنوان تصويب وتعديل المناهج، لم يبق لا عروبة ولا إسلام، ولم تبق آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، مما يعني أن الأردن في حمأة معركة على هويته، ويشرح مضيفاً، «محاولاً تحويل البلد عن مسار هويته، إيقاعها غير معقول الآن».

«معركتنا ليست مع الأشخاص»

لا يريد الإسلاميون التحدث عن أشخاص أو أفراد في الطاقم الوزاري بعد التعديل الوزاري الأخير، ومعركتهم ليست مع أشخاص أو وزراء، وخلفية وزيرة الثقافة الجديدة هيفاء النجار ليست مهمة، ولا ما كان يفعله وزير التربية الجديد وجيه عويس، والتيار الإسلامي سيكون أول من سيؤدي التحية لهما أو لغيرهما في حال تقديمهما أداءً مسؤولاً ووطنياً.
«معركتنا ليست مع الأشخاص.. نؤمن بالرأي الآخر.. نحترم الجميع»… هذا ما شرحه الشيخ العضايلة، مصراً على أن الكلام على المنهج والأداء وليس الأفراد، وعلى أن الأردن ليس ما يفترضونه أو يقولون عنه وبعض التعبيرات من أدوات الدولة مقلقة للغاية. وكذلك بعض مؤسساتها والمخدرات بموجب الأرقام المعلنة فقد طرقت أبواب 30 ألف شاب العام الماضي.
يؤكد العضايلة مجدداً بأن الاعتدال في الأردن ليس قشرة، بل مبدأ وجوهر، وبأن الإسلام في عمق المجتمع الأردني ليس عادة، بل سلوك وعلم وقناعة وبأن تدريب المعلمين على الجندر تحديداً من وجهة نظر الرواية الغربية بالمناسبة عبارة عن تسلل خطير ومقلق سيعقبه تسلل مماثل له علاقة بالفهم الغربي للمساواة بين المرأة والرجل وبحقوق الميراث، وحتى بالمثلية الجنسية، وبعض الإشارات يعلم الجميع أنها برزت حتى في الاجتماعات الأخيرة تحت عنوان تحديث المنظومة السياسية في البلاد.
يحاجج العضايلة بأن الجندر بالتعريف الدولي والغربي لا يناسب الأردنيين ببساطة؛ لأنه يعلي من شأن الفرد ولا يعترف بالأسرة كوحدة اجتماعية فاعلة، ولأنه لا يضع حدوداً لقصة خصوصية المرأة، فأنا كأردني لا أريد ولا زوجتي تريد أن تتحول إلى سائق شاحنة، ولا يوجد طريقة للقول بأن سلطة ما يمكنها أن تجبرنا على العكس، وافترض أن وظيفة السلطة والحكومة احترام ذلك.
ويحاجج أيضاً بأن المجتمع الأردني منفتح ومعتدل ويسأل: ما الذي تريدونه من نسائنا تحديداً؟ ويضيف لسنا طالبان أصلاً، ومناهجنا تمزقت، وقد طلبنا مؤخراً ترخيص حفل بمناسبة المولد النبوي الشريف، وسنراقب المسألة لكي نعرف ما إذا كانت المسألة تشبه حفلة تامر حسني أو عمرو دياب.
يستذكر الشيخ العضايلة أيضاً الجدل المثار حول مسلسل الروابي، ثم يستذكر ذلك الدعي الممول الذي خطط لعقد ندوات في الأردن بعنوان «من هو الله؟» فيما اكتشف الجميع لاحقاً الجزء الجنائي والإجرامي في المسألة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى