خاص

تداعيات “أب والبث المباشر”:سؤال “ثقيل” وإجابة” حائرة”..ماذا نقول لأطفالنا عن “فلسطين”؟:

تبكي “صغيرتي”ذات الاعوام التسعة بمجرد الإستماع لعبارة ..”قصف غزة” وتشيح بنظرها عن الشاشة وتحاول إلهاء روحها التي تسأل ولا تفهم.

إنهمرت دموع فتاتي الصغيرة بعد أحد الفيديوهات وهي تقف عند المفارقة:هل خرج أطفال غزة في العيد؟…هل فرحوا؟. لأسباب لا علاقة لها بأي حوار مع العائلة بدأت الصغيرة تعقد مقارنات بينها في عمان وبين قريناتها في ” فلسطين وغزة”. تلك مقارنات “مربكة” أتحدى شخصيا أي “أب” إجادة التعاطي معها وبطريقة يمكن الاتفاق على أنها” الأسلم”

التعبيرات والإنحيازات وبدون تدخل تبدو أيضا “حائرة” برفقة الإحساس بضرورة “التباين وفعل شيء ما”. ببساطة طفلتي ترسم علم فلسطين بالألوان على وجهها الأيسر وتقرر إلتقاط صورة بالكوفية مع “مدرقة” تلقائيا ثم تطرح تلك الأسئلة التي تنزل كالمطرقة على رأس الوعي والحقيقة

. الموقف أكثر ميلا للهدوء عند صغيري الذي يكبر شقيقته بعامين فنصف الوقت الإلكتروني- وهو كثير بالمناسبة-متابعة حيثية لمن قصف ولما قصف
.سألني بحزن عن ما إذا كان”اليهود” قد تمكنوا من “أبو عبيدة” –كلمة يهود هنا ليست مسئوليتي بل مسئولية الاحتلال للعلم-
من هو هذا الملثم ولماذا يخفي وجهه؟..أجبته: لو كان أبو عبيدة يريد ان نعرف جميعا ملامح وجهه لما تلثم والشهيد “أبو عبيدة” يختلف عن ذلك الناطق الذي ننتظر جميعا إطلالته ونأمل له ما لا يأمله هو من طول العمر وسعة البيانات. “ولدي” بفضوله الذكوري يريد التفاصيل أكثر ويعود بي إلى جذر الحكاية مفترضا أني أعرف كل شيء ولدي كل الأجوبة ثم يقرر: أريد الذهاب إلى “الكالوتي”.

عمليا لا أجد طريقة سهلة لإجابة الأطفال عن تساؤلات “الموت والمقاومة والتضحية والشهداء”…تلك أثقل الأسئلة وأكثرها إرباكا خصوصا عندما تكون ب”جوار الحدث” وأهلك المباشرين “جزء منه” وتستمتع – إلى أكبر حد ممكن- بقدر من الأمن والإستقرار ويمتلك اطفالا خيارات الحركة واللهو والترفيه ولديهم ولديك حقوق حرم منها الشعب الفلسطيني برمته.

أميل للإعتقاد حقا بأن “الشهداء” أكثر حرية فعلا منا نحن الذين على قيد الحياة بدون سبب واضح..لدي مأزق: كيف أقفز بأطفالي وسط ألغام التساؤلات بصيغة لا تورطني وتورطهم في “وحل التنظير للموت” مايثولوجيا بينما أرى أن واجبي الأبوي الحتمي الإحتفال معهم ب”الحياة” ما إستطعت سبيلا؟.

هل أخدع الأطفال وأضللهم وأزرع فيهم التركيز على الذات والعائلة والمتعة أم يحتم واجبي “إبلاغهم” بالحقيقة كما هي وبدون رتوش والتي ستشغلهم ما تبقى من وقتهم عن غيرها؟. طفلاي يطرحان أسئلة ثقيلة حقا تفيض بأصل الحكاية والصراع.

نحن نحب الحياة والعصابة التي تحكم الكيان وتسيطر على النظام الرسمي العربي تحب لنا”الموت” وتستثمر في ثنائية “الإستبداد والفساد”. نحن بلا مستقبل لإن تلك “الإسرائيل” أصلا موجودة وفقط حسن أو سوء الحظ وزع نصيب الموت وفقدان الحرية كمقدم أو مؤجل عن طفل هنا أو صبية هناك في كل المنطقة والإقليم.

أرجو أن لا يفترض أحد أني أعلم “الإجابة الأفضل” فأنا في تداعيات”أب يجلس على شاشات البث المباشر” أغلب وقته الأن. لكن لا أخجل من الإحتفال ب”إهتمام طفلي” وكأردني أعتز بموقف وإتجاه وبوصلة “ربعي وأهلي” وأثق بأن الهدف المرحلي الأبعد ل”العدو” جبال عمان ومكة بعدما سقطت جبال نابلس وهي تحاول إستعادة حريتها الأن

. العدو واحد وواضح والأردنيون مع “أردننا” هدف وإذا أكل الخصم أكتاف أهل الحزم والشدة والفروسية في غزة والقدس “سيتلمظ” على بقية الأمة ونحن في صدارة مائدة الشيطان وفي طريقها
للعلم آخر مرة سمعت فيها كلمة “يتلمظ” على أيام والدتي رحمها ألله عندما كانت تحدثني عن عناصر الجمع والاجتماع بين جبل الخليل وقرى الحمايدة في الكرك.
الشهداء هم “أنبلنا” دوما و”المقاومة” هي “الخيار” والحقيقة أوضح من التعامي ..كانت تسمى فلسطين وستبقى فلسطين وأطفالنا مطاردون والكيان يخطط لإستعبادهم ويمكننا “التخطيط للحياة” دوما دون نسيان”من يستشهد أو إستشهد” مع إحتمالات الغدر التي تلاحقنا.
أما الشهداء في حوض نهر الأردن العظيم فسنحفظ أسمائهم وملامحهم ونطلقها على كل ما هو جميل وبهي في حياتنا من لحظة
“موقع العدو إحداثياتي ..إضرب أشهد أن لاإلله إلا ألله ..أضرب” إلى توقيت تلك الصواريخ المدهشة التي تدك تل أبيب. فكرة مقعد واحد وعدة جالسون في القدس وفلسطين “وهم”…مقعد واحد فقط إما لهم أو لأهل البلد
هذا تحديدا بعض جوابي على أسئلة طفلي الحائرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى