اراء و مقالات

الأردن وسوناك و«أهم حلفاء بريطانيا»! هل يصبح «نشمي باكستاني» رئيسا للوزراء؟ الجنة والنار عند «إستاز أيمن زيدان»

حتى رئيس وزراء بريطانيا الهندي المشهور ريشي سوناك يصرف لنا كأردنيين العبارة الكلاسيكية لبريطانيا العظمى نفسها، صاحبة الفضل في كل «مصايبنا ومصايب المنطقة».
كررها التلفزيون الأردني الرسمي نقلا عن سوناك 3 مرات بعدما كان الملك عبد الله الثاني «أول زعيم عربي وإسلامي» يزور «10 داوننغ ستريت»: «الأردن أحد أهم حلفاء وأصدقاء بريطانيا».
شعرت بإغماءة سريعة وأنا أسمع العبارة نفسها للمرة الألف بدون مضمون حقيقي.
بريطانيا مع سوناك، مثل «جدة غير»، ولا أعرف كأردني متى يقرر سوناك رجل المصارف الهندي تحويل مضمون الصداقة والتحالف إلى واقع موضوعي على الأرض، فنحن قوم على حد تعبير جارتنا أم العبد متميزون في «طلب الدبس من ذقن النمس».
عمليا، شعرنا أيضا بالغيرة. فالمصرفي الهندي تخدمه الصدفة الديمقراطية، ويتولى كرسي الحكم في أعرق إمبراطوريات العالم، بينما أنا شخصيا مواطن أردني حتى الجد الثالث، وحسب القانون العثماني لا أستطيع حضور «مجرد ندوة» في معهد محظي ومحظوظ من بتوع «الدعم الخفي والخلفي» قبل صدور «موافقة أمنية» على حضوري.
بالمناسبة، لدينا أوراق قوة كأردنيين في مواجهة نتنياهو أقوى من سوناك والبابا بتاع الفاتيكان. فقط علينا استعمالها.

نشمي باكستاني

صحيح ملك الأردن هو أول وأبرز من «يخترق دوما ويسبق الجميع».
صحيح في المقابل أن حقائب الوزراء في الحكومات الأردنية توزع مثل كعك العيد على الحبايب والقرايب ضمن نظام المحاصصة العشائرية والمناطقية، دون أن يشعر أي وزير من جماعتنا بأي خجل ونحن نسمع «رئيس وزراء هندي الأصل» يتغزل بـ«صداقتنا».
صحيح أيضا أن استنساخ عشرات اللجان الاستشارية لم يفلح بعد بإقناع «نخبتنا إياها» بضرورة «تعريف المواطن الأردني».
يستطيع تلفزيون الحكومة، ومن باب «تقليد التسحيج» ومعه «التشحيط» الاسترسال في مناقشة ما قاله سوناك، لكن كنت أتمنى، ولو حلقة تلفزيونية واحدة فقط، تناقش مقتضيات «الصداقة» على أساس «التقليد الإيجابي»، بمعنى «إلغاء» تلك الإشارات والقيود على ملفات الأحوال المدنية، التي تخص الأردنيين واعتماد منهجية «مواطنة» فقط، تفاعلا مع سوناك، وحتى نغني مع أميتاب باتشان وزينات أمان «الهجيني»، بمعية النشامى.
للتذكير يوجد بضعة آلاف مقيم باكستاني في الأردن، منذ منتصف القرن الماضي. هل نحلم بأن يصبح «نشمى باكستاني» لاحقا بعد التحديث السياسي والتمكين الاقتصادي رئيسا لوزراء الأردن؟ نحن فقط نحلم.

الحاجة صبحة

يمكن لباكستاني نشمي الظهور على شاشة تلفزيون «المملكة» لطرح برنامجه السياسي، ضمن رؤى التمكين والتحديث، شريطة أن يجيب بدلا من المتحدث باسم مؤسسة الضمان الاجتماعي على سؤال «صديق خبيث»: «كيف يمكن للحاجة صبحة وتقاعدها لا يزيد عن 55 دينارا دعم خزينة الدولة؟».
بسيطة. فورا نطبق القاعدة الأردنية العبقرية التي تقول «إللي معوش بيعطي إللي معاه».
فضائية «المملكة» وحدها دون بقية الشاشات المحلية مهتمة جدا بالضمان الاجتماعي بعد التعيينات الأخيرة، لكن «المناخ السيادي» والحرص على التنديد بـ«السوداوية المؤدلجة» يمنع الرفاق في كونترول تلفزيون المملكة من طرح الأسئلة الحقيقية الجوهرية بعنوان «الحاجة صبحة» ودور راتبها التقاعدي في «ضمان سعر الدينار»: كيف ستسدد الحكومة نحو 10 مليارات دينار هي حصيلة ديونها للضمان الاجتماعي من موجودات قيمتها 13 مليارا؟
على شاشة فضائية «رؤية» وزير سابق قال لنا نحن معشر المتسائلين: «الديون على المؤسسات والدولة أفضل منها على الأفراد ومضمونة أكثر» وعصفورة متخصصة راقبت الطاقم الجديد المعين وأبلغتني: «باختصار نزحف بإرادتنا للسيناريو اللبناني».
طبعا، أتمنى أن يخيب ظن العصفورة، لكن عباقرة التحفيز والتمكين عليهم طمأنة الحاجة صبحه، لأن نقابة المهندسين «مديونة للغاية الآن» وعلى حافة الانهيار، وثمة تعديلات على نارها تطبق قواعد الاشتباك نفسها مع الحاجة صبحة، أعانها الله على الشعب والحكومة والنقابات أيضا!

إستاز أيمن

«إستاز أيمن». هكذا يخاطب السوريون بمحبة النجم أيمن زيدان، الذي يبدو أنه مؤخرا، ومن فرط الشعور بـ»الضجر» قرر الصعود إلى أعلى قمم التواصل الاجتماعي، وانتحل فيه صفة المفتي وقرر التعبير علنا، نكاية بالجماهير عن قناعة بأن «الجنة فقط هي مصير غالبية البشر».
قناة «العالم دوت كم» استضافت النجم السوري ومحطة «العالم» السورية أعادت تسليط الضوء على تداعيات ما قال زيدان إنه يميل إليه وهو «عدم وجود نار».
يا خرابي. إيه الكلام ده يا راجل؟ إنت خريج الأزهر؟ مالك ومال فتاوى الدين؟
تلك نبذة مصغرة من الفوضى، التي أثارها «إستازنا» في الجزء المصري من منصات التواصل، لكن في بعض الجزء الأردني تعليقات أكثر طرافة، مثل «يقلب شدك»، والمقصود يصير راسك مكان رجليك و»إنت مبدل يا زلمة»، وتعني «أن ممرضة ما أبدلته عند ولادته بآخر».
عموما، لا أريد الانزلاق في حوار طرشان ديني، لست مؤهلا له، تماما مثل صاحبنا، ورأيي كان ولا يزال أن «بتوع الفن والسينما» عموما ينبغي لهم تجنب «القضايا العقائدية والدينية»، والتركيز على الرواج المنصاتي عبر قصص الزواج والطلاق.
شخصيا، لست من معجبي أيمن زيدان وإبداعاته، خاصة عندما يرتدي ثوب الوعظ والإرشاد أو تقمص حالة «شيخ الكبة».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى