اراء و مقالات

كيف نهزم إسرائيل بـ «التطبيع» بدلا من «الفول المدمس»؟ وفي الأردن «الزي» حسب صنف «اللحمة»

صدقا لا أرى ضرورة لاستضافة «شخصيات» سبق أن أمطرتنا إطلالات على شاشات الوطن الأردني في كل مناسبة وطنية مثل افتتاح الدورة البرلمانية. عموما فعلتها محطة «رؤيا» وكذلك «المملكة» ومعهما التلفزيون الحكومي الرسمي الذي توسع في استضافة نواب سابقين للتعليق على نواب حاليين. في كل حال ما شدني وبصراحة في مشهد «اليوم الأول» في السنة الأولى برلمان هو إصرار النائب محمد عناد الفايز على ترشيح نفسه.

نائب قال «لا»

علنا قال الرجل إنه يعلم بأنه لن ينجح وبأن ترشيحه ضد خيار التزكية.
النائب الشاب دافع باسمي عن هيبة مجلس النواب وكان جريئا للغاية في تحدي تلك الموجة التي سعت لهندسة كل صغيرة وكبيرة فيما لم يجرؤ آخرون من بينهم قدامى محاربي التشريع على خطوة مماثلة.
يستحق الفايز توجيه تحية خاصة له.
ذكرني صاحبنا بتصريح شهير لنائب سابق ووزير حالي: «من قال بأن الدولة يتخرج منها الخرفان؟»
نضم صوتنا لمن يتمنون عدم الترحم على الدجاج رغم أنه أفضل «للصحة والرشاقة».
بالمناسبة لدي صديق مخضرم ومحنك يستطيع تمييز صنف اللحوم الذي سيقدمه المضيف من خلال «نوعية لباس» أقرب الضيوف لقلب المضيف. المعنى ثمة لباس للحوم الحمراء وثمة زي خاص إذا كانت المائدة ستحفل بذي الجناحين.
أما السمك فيمكن أن نرتدي له البكيني.

لماذا يفرح السيسي؟

ما الذي يجعل الرئيس عبد الفتاح السيسي «فرحا جدا» على هذا النحو بما أعلنه الرئيس دونالد ترامب عن «تطبيع» العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
حقيقية سؤال يحيرني وقد حاولت حواريات «الجزيرة» الإجابة عليه وأخفقت فيما كان تلفزيون «القاهرة والناس» يتحدث بحماس عن تعليق «الريس» على تصريح ترامب حيث اعتبر «الخطوة مهمة وستساعد في بناء السلام».
طبعا قناة «العربية» اهتمت بتعليقات مماثلة صدرت عن قادة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
حصل ذلك قبل ظهور الصفقة الخاصة بمغربية الصحراء.
أين «الأهمية» في تلك الخطوة ليس للمغرب ولا لمصر بل لنظام السيسي حصريا؟
صاحبنا ترامب وقبل رحيله عن البيت الأبيض ناوي «يعجقها» تماما وعلى طريقة الأفلام المصرية …«كرسي وفي الكلوب» فقد قدم الجولان والقدس للعدو بوثيقة والأشقاء في المغرب يكتفون منه بالاعتراف بسيادتهم على الصحراء رغم قناعة القاصي والداني بأن الصحراء مغربية.

غزوة التطبيع

وعلى سيرة الوناسة التطبيعية تصطاد «القناة الثانية» في تلفزيون العدو كل صغيرة وكبيرة لها علاقة بالحماس الإماراتي والبحريني المتدفق للتطبيع ليس في السياسة فقط بل في كل شيء من الأغاني إلى كرة القدم، حتى الطعام لم يسلم من موجة الحماسة تلك.
تسأل مذيعة في الشاشة الإسرائيلية معلقا عجوزا عن رأيه في «فائض التطبيع» فيجيب بصيغة مقتضبة معتبرا أنه يشكل على النحو السائر خطرا على «يهودية الدولة».
لفتت نظري الإجابة فعلى شاشة فلسطين التي تتعامل مع الحدث على أساس أنه «عرس الجيران» نشرة أخبار نشطة تحاول لفت نظر الإماراتيين بتذاكي مصطنع للجماعات اليهودية المتشددة التي تعترض على صفقة بيع أشهر نوادي كرة القدم الإسرائيلية.
يكاد المراقب يشعر بالشفقة على العدو من فائض التطبيع فالرغبة في الارتماء بأحضان العدو معتقة ومخزنة عند أطياف من منافقي المرحلة الذين لا تطالبهم حكوماتهم أصلا بالتطبيع لكنهم يتطوعون به مجاملة لـ «سمو الشيخ» أو لـ «جلالة الملك».
غريب أن أحدا لم يسأل الشعب الأردني عن مكاسب وفوائد التطبيع بعد 26 عاما من توقيع اتفاقية سلام، وأن السيسي الذي يصفق لكل خطوة من هذا النوع مسبقا لم يسأل حتى الشعب المصري فلا يوجد إسرائيلي واحد يتجرأ على التجول علنا في ميدان التحرير أو عند المسجد الحسيني في عمان رغم أن كل الأجهزة والمؤسسات في مصر والأردن «طبعت عالبدري».
غدا قد نشاهد في عمق تل أبيب مثلا سباقا لـ «الهجن» وفي مستوطنات نابلس مقرات لتجارة الخيول ومشايخ مع عمائم خليجية يصدرون توجيهات للاعبي كرة القدم في الأندية التي يملكونها.
ما يقلقني عدم وجود صحراء في فلسطين يمكن أن تقام فيها خيم مرفهة جدا يؤكل فيها «سنام الجمل» أو تصلح للصيد إلا طبعا في جنوب فلسطين وقرب مفاعل ديمونة.
سيكتشف يهودي «مضحوك عليه» بكذبة «أرض الميعاد» أن الفندق الذي يعمل فيه يملكه ثري خليجي ما ميال للمغامرة حتى بعدما يرقص مع النافورة إياها في مول دبي.
أصوت للقائل بأن اليمين الإسرائيلي يواجه «غزوا تطبيعيا» من المرجح أن الكيان، وإن كان يحتفل به الآن، من الصعب عليه استيعابه فالعهر التطبيعي بالأطنان ويهدد «ذهنية القلعة» ويسقط فكرة «إسرائيل المحاطة بالأعداء».
ما زلت أذكر تلك المقالة المعلقة على حائط «مطعم هاشم» وسط عمان لكاتب مصري …«كيف نهزم إسرائيل بالفول المدمس؟» قد يخطط الأشقاء لهزيمة العدو بالنشيد العبري في صحن «برج خليفة» للأسف هذه خياراتنا أمة العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى