اراء و مقالاتمقالات وآراء

مذيع «بوكيمون» في الأردن محافظة رام الله و«الفأل الطيب» و«سفهاء عمرو أديب» من جماعة «شلولو»

انتقل الحديث إلى مستويات من «الحرارة» لم تتوقعها الحكومة على الأرجح.
كاميرا فضائية «رؤيا» الأردنية استضافت مواطنا من عمال المياومة وضع السلطة والمؤسسات أمام خيارين لا ثالث لهما «أعطوني فلوس أطعمي ولادي وأمي خبز أو سألجأ للمخدرات والجريمة»!
كلمة الشاب صعبة، وانتشرت كالنار في الهشيم على وسائط التواصل الاجتماعي بسبب بساطتها.
والسبب أن تلفزيون الحكومة يبدع في وجبات البث الحية حول جولات تفقدية للوزراء والمحافظين، لكنه لا يتطرق لتحليل أعماق تأثيرات الحظر الطويل على الفئات المسحوقة.
جريمة وسرقة ومخدرات ومشاجرات ومبالغات درامية لمواطنين، مشهد يمكن توقعه، لكن الإعلام أيضا مسؤول، وله دور بالتأكيد في منع السلبية ومحاصرتها ورفع معنويات الدولة والناس، خصوصا وأن الظرف صعب على الطرفين، أما مؤسسات الدولة فتبدع حتى اللحظة.
هذه التصريحات الدرامية والحادة متوقعة، إذا لم توضع آلية فعالة وعميقة تعيد رسم «الهرم المقلوب»، فبدلا من «إحتواء الفيروس أولا، ثم التحريك الإقتصادي»، ينبغي أن يعتدل الهرم ويسير بالتوازي على الأقل، حسب غالبية الخبراء، وهي مهمة منوطة بالحكومة وفريقها الوزاري، ليس سرا أنها غير منتجة بعد.
لو كنت مسؤولا في محطة «رؤيا» لأشعلت «فلتري» في حذاقة ومهنية ولحركت الرقيب الذاتي أكثر من أي وقت مضى، لأن الكلمة في هذه الأيام الصعبة، مثل الرصاصة، دون أن يعني ذلك طبعا الموافقة على المساس في حريات الإعلام والأفراد، لكنها فعلا من الأزمات الحادة التي تتطلب ممارسة «مسؤولة» لحريات النشر والبث، فأصغر جندي أو شرطي في الميدان لم ير أولاده ولم يطمئن على خبزهم منذ شهر على الأقل، ودخله بصراحة أقل بكثير من دخل غالبية طبقات المجتمع!

مذيع بوكيمون

طبعا المرحلة معقدة وصعبة وتحتاج صبرا من الدولة والناس وقصة «المذيع البوكيمون» القادر على الافتاء في كل شيء، من التعقيم للطب وللأمن للهندسة، ينبغي أن تختفي عن شاشات الأردن، بما في ذلك شاشة «المملكة»، التي تحظى بـ»دلال مفرط» ليس وقته أيضا.
شاهدت على شاشة «المملكة» زميلا يحرض الفقراء على الأغنياء في المجتمع وآخر لا يختار العبارات المناسبة، وهو يطرح أسئلة علمية على ثلاثة باحثين في علم الفيروسات، فلا يستفيد هو ولا المتلقي ولا الطبيب أو الخبير.
ثمة فذلكة ومواهب على شاكلة «سبع صنايع» أظهرتها الأزمة، ومرة أخرى «الخبز» ينبغي أن يترك لخبازه أحيانا وإلا تحولنا جميعا إلى ميكروفون مختل صوته نشاز، مثل الذي يحمله شخص يزعم أنه معارض خارجي أمام كاميرا تنقل لنا السم في العسل، فقط لأنه قرر مناكفة «خطاب إنساني» مقدر لقائد البلاد.

نأخذ الفأل من ليلى غنام

السيدة محافظة مدينة رام الله ليلى غنام أعجبتنا فعلا وهي تتحدث لميكروفون التلفزيون الفلسطيني عن ممارسات الواقع الخطرة .
تطلب غنام من أهل فلسطين عدم تقديم الطعام للعسكر والأمن، لأن السلطة تتكفل بهؤلاء.
وتقول إن أهالي كل قرية وكل حارة يعرفون أكثر من الأجهزة من هو المحتاج ومن هو العامل بينهم، وعليهم التكافل والتعاون وإلا سيحتاج الفلسطيني للطحين بعد شهرين، وليس فقط للوقاية من كورونا.
تلك صراحة لا يعتاد عليها المراقب من مسؤولي السلطة، وينبغي التصفيق لها في كل حال.
وعبر شاشة أردنية، لاحقا، قالت غنام كلمتها الأهم أمام عريس وعروس في حفل متقشف، رعته هي شخصيا «الاحتلال عدو ظاهر وكورونا عدو غامض وكلاهما شر».
الأهم في رأينا، كيف يتحول الحاكم الإداري الفلسطيني إلى الدور الاجتماعي من خلال «الخاطبة»، فقد توجهت السيدة غنام لأهل العروس وطلبت نقلها لعريسها عبر «جاهة عرس» متقشفة، تضمها هي ورئيس البلدية فقط.
العرس الفلسطيني يجد طريقه وسط الفيروس والاحتلال. برافو غنام ونأخذ منها الفأل الطيب.

عمرو أديب والـ«شلولو»

مجددا يخالجنا شعور أن زميلنا المصري عمرو أديب يفقد البوصلة أحيانا، لسبب غريب كل ما تعلق الأمر بمساحتين، قطر وتركيا أولا والإسلام السياسي ثانيا.
بين «أم بي سي» مصر وقبلها «القاهرة والناس» يتجول صاحبنا ويصف مجموعة مصلين حاولوا إقامة الصلاة في مسجد واعتقلتهم السلطات بأنهم «سفهاء»، وقال على الشاشة في حماس «هم دول السفهاء بتوعنا»!
كنت سأصف هؤلاء شخصيا بالتسرع والجهل .
لكن صاحبنا المذيع المتحمس يثير الحساسية، وهو يقصر طبقة سفهاء مصر على البسطاء، الذين حاولوا إقامة الصلاة.
كمراقب عربي محب لمصر أسأل الزميل: ماذا عن بتاع «الشلولو»، الذي استضافه نجم محطة «النهار» محمود سعيد ليتصدى لفيروس كورونا على طريقة «صباعين كفتة والإيدز»: هل ثمة سفاهه هنا؟!
ماذا عن قصة «المساعدات المرسلة للشعب الإيطالي الصديق» ووزيرة الصحة التي ترافق شحنة الأدوية، فيما لا يجد الشعب المصري رغيفا يلوذ به، ناهيك عن بطاقة فحص كورونا؟!
السفهاء في كل مكان طبعا، ومصر العزيزة «ولادة»، لكن تلك السفاهة في الدفاع عن «النظام» فقط وفي أي سعر وبدون حد أدنى للموضوعية، هي منقوع المصنع، الذي ينتج السفهاء، خصوصا على شاشات الـ«هشك بشك».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى