اراء و مقالاتمقالات وآراء

«مناسف» بـ«كورونا»… نتنياهو «ينقذ العالم» فقط مع «مساطيل الليكود» والفصل بين قرقاش وجمال ريان

 

على شاشة تلفزيون «المملكة» كان وزير الإعلام الأردني حاد الملامح، وتملك منه الانزعاج، بعدما قرر الشباب تأدية رقصة «دبكة» على بوابات مخيمات الحجر الصحي، ثم اشتعلت «الأرجيلة» في المكان. لا نعرف ما هو غير المفهوم في قصة «حجر صحي» أو تباعد اجتماعي!؟ صحيح البلد كلها دفعت ثمن عودة «طلابنا في الخارج» والتلفزيون الأردني الرسمي، وبعد أول دفعة كاد يطلق المدفع احتفالا. لكن الصحيح أيضا أن إقامة حلقة دبكة أمام مقر الحجر «مستفز فعلا». ما هو غير المفهوم من نصيحة طبية تقال لسائق شاحنة أن يجلس في منزله لأسبوعين؟

كورونا والمناسف

صاحبنا أعد وليمة، وشارك في إفطارين عند الجيران، وحضن الصغير والكبير، وظهر أنه وسط أقاربه يشبه صاروخ الوباء المتنقل، ولم يتوقف لا هو ولا المحضونون لحظة عند الاستفسار عن «جهل ما حصل»! الحكومة دوما لديها غرض، وعندها أجندة، وصديقنا نقيب المهندسين يأخذ عليها المبالغة في الغضب والتهديد. حسنا كيف يمكن إقناع الأردنيين وفي أي منطق أو قوة بعد الآن، أن «الولائم» والأعراس والمناسف رجس من عمل كورونا وتشكل خطرا؟ يعني من غير المعقول أن تخصص الدولة دورية شرطة مقابل كل منسف جماعي أو «مسخن» أو حفلة أرجيلة أو رقصة دبكة، فالرحمة مطلوبة يا ناس حتى نستطيع أقله محاسبة الحكومة!

قرقاش وجمال ريان

لماذا يتهم زميلنا في «الجزيرة» جمال ريان بدعم الإرهاب، عندما يطرح سؤالا لأسباب مهنية حول احتمالات التصادم بين تركيا والإمارات والسعودية، وفي التالي قيام تركيا باستهداف أبار النفط. السؤال نفسه من الصنف، الذي يعرف صاحبه الخبير أن طرحه سيجلب له المتاعب على كل حال. واضح أن الرجل يفعل ذلك أحيانا. ما هي قيمة الصحافة إذا لم تثر المتاعب؟ أغلب التقدير أن تركيا ستوجه ضاربة قاصمة لخصومها في ليبيا، فالعالم الذي يؤثر فيها يسمح لها فعل ذلك، ووجود أخوة لنا – للأسف لا يريدون رؤية الحقيقة في الرياض أو غيرها – لا يعدل في الوقائع.
بصراحة لو كنت سعوديا أو إماراتيا الآن لأوقفت كل «عملياتي» العسكرية والأمنية والإعلامية خارج نطاق وطني ولانتبهت أكثر الى عملية النهش، التي يمارسها فيروس كورونا لكل ما هو بهي في العالم. صحيح أن محطة «الجزيرة» نشرت تقريرا مفصلا عن تعثر مشاريع «نيوم» قليلا، لكن بصراحة لا تستحق «كورونا بنت المجنونة» التهام مشروع بحجم نيوم. شعبنا الإماراتي الطيب يسجل مواجهة فعالة مع الفيروس، ولديه ما يسعى للحفاظ عليه، والمغامرات، التي تتبع «سيدي صاحب السمو» و«الريس» أرهقت الشعبين السعودي والمصري. في أمانة شديد وفي كل الحب للسعودية، نرجو الالتفات لما يقوله ملك الأردن: «أوقفوا النزاعات كلها يا قوم». في المناسبة لم أفهم دوما مقاصد الأخ أنور قرقاش، وهو يقول عن مصالح استراتيجية دفعت بلده والسعودية ومصر للتدخل في الإقليم. السؤال دوما هو عن قيمة نتائج هذا التدخل، حيث تتوه الحقيقة بين الجملة المناكفة لجمال ريان وتصريح الوزير قرقاش.

نتنياهو ونهاية العالم

من أين يأتي نتنياهو بكل هذه الصلافة؟ غريب ومضحك أمر هذا الرمز الأكبر في العالم لإرهاب الدولة المنظم، فحسب القناة «12» للتلفزيون الإسرائيلي عبر نتنياهو داخل حزب الليكود عن خشيته من «نهاية العالم». كنت للتو قد فرغت من مشاهدة فيلم سينمائي على «أم بي سي أكشن» تغضب فيه امرأة على زوجها، وهو يودعها لمهمة قتالية لصالح الاستخبارات الأمريكية وتنشغل في جلي الأطباق وتقول: اذهب لإنقاذ العالم! الجانب غير المظلم في نتنياهو عبرت عنه القناة الإسرائيلية. لفت نظري أن مجرم الحرب إياه تحدث عن «فوضى ستجتاح العالم ومخاطر على البشرية» حصريا عندما اجتمع فقط مع أقطاب التيار المتشدد في حزب الليكود. في اجتماعين تحت عنوان «ضم الضفة الغربية» وكوزير دفاع ومتهم في جرائم تخل بالشرف والسرقة لم يخطر في رأس نتنياهو إطلاقا الخوف على البشرية. هل حدسي في مكانه عندما ألاحظ أن قلق نتنياهو الكوني إنطلق حصريا مع «مساطيل» حزب الليكود السذج، حيث الأسطورة العقائدية تنهي الدولة المدنية وتدفن إسرائيل العلمانية، التي هزمت كل جنرالات العرب؟! فقط مع البسطاء والمساطيل في كل مكان يمكن التحدث عن البشرية، التي ستتلاشى في صورة مقلقة، لحد أنها لا تدفع رئيس وزراء الكيان، ولو الى تأجيل خطته في ضم الضفة الغربية قليلا، على أساس أن «الفناء» سيطال الجميع.
قرأت رسالة وجهها فلسطيني لموقع القناة الإسرائيلية في سخرية: «أخوي نتنياهو، إذا كنت تقصد أن الفيروس سيقضي علينا وعليكم في «يهودا والسامرا» معا، بعد ضمها فنحمد الله ونرحب بزوال البشرية عندما يتضمنكم»! مجرد ملاحظة للرقيب العربي، الذي يحصي الأنفاس ويبث أفلاما سينمائية على قنوات تمول من المال الخليجي: الإساءة بالغة بين الأسطر والنصوص والصور، التي يعرض فيها بعض قادتنا مخجلة ومثيرة للامتعاض خلافا لأنها غير حقيقية. نشعر بالغيرة حتى على من نختلف معهم. دققوا أكثر في أفلام «أم بي سي» و»أكشن».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى