اراء و مقالاتمقالات وآراء

وسيم يوسف «ضل طريقه إلى المسجد»… «مولينكس الأدلة» بين «التطبيع الشرعي» و«الإرهاب الحلال» ثم «الاقتراع المحرم»

 

يدهشنا الفتى الداعية الإماراتي حاليا وسيم يوسف، ليس في خفة ظله أثناء ممارسة «الفتوى» وتطويع كيس منتفخ بالهواء وجعله «حكاية» تصلح للتسويق على المنصات، كما يحصل مع نجوم السينما والطرب. وليس في هجومه اللاذع مرات ومرات على «شعبنا الفلسطيني العظيم»، الذي علّمه أول حرف وأول خطوة قبل أن يضل طريقه في اتجاه علماء السلطة وشيوخ «المولينكس» وعلى نحو أو آخر لبعض المساجد.
يدهشني الشاب لأنه قرر امتطاء صهوة محطة «سي أن أن» لكي «يندد» بقرار «علماء المسلمين»، الذي جعل التطبيع حراما، وهو أصغرهم سنا وخبرة وقدرا وأسوأهم عمليا محضرا وموقفا!

شيوخ «مولينكس»

القليل من التواضع مفيد يا شيخ الفيسبوك، خصوصا يوم الموقف العظيم أمام ملك الملوك وسلطان السلاطين، وليس بالقرب من «كورنيش أبو ظبي» جميل ومثير للانتعاش بالمناسبة.
زميلتنا بريهان قمق أخذت على الفتى الداعية وقوعه في»فخ الإتجاه السياسي»، وراقبت كيف تطوى الحقائق وأعناقها وتتبدل «الأدلة الشرعية»، حسب الحاجة والطلب، خصوصا وسط مشايخ السعودية والإمارات هذه الأيام .
« شيوخ المولينكس» تماما مثل «خلاط الإسمنت» يمكنك أن تصب فيه أي مادة فتتحول إلى «أي مزيج» على المقاس والمواصفات.
هؤلاء كثر والمضحك في حال الأمة الإسلامية اليوم أن «مولينكس الأدلة الشرعية» ومزيجها المرن متاح بالأطنان عند علماء السلطة وبالجملة أيضا عند مشايخ «الإرهاب والكباب»، فهؤلاء محترفون في «لي» النصوص ليخدم جرائمهم أيضا.
قلناها سابقا ونعيدها، الشعوب العربية في موقف لا تحسد عليه، فهي مبتلاة – ليس فقط بسلاطينها – بل بمعارضيهم، وتحديدا من فئة مشايخ الخلاطات، أما المساجد فهي بريئة من الشريحتين.

واجبات الشرع والانتخابات

لو كنت مواطنا في دولة تعتمد على النصوص فقط لجعلتني فتوى منقولة تبين لاحقا أنها «غير دقيقة» «أتحسس رأسي» والعياذ بإلله: هل تورطت بحرمة شرعية لأني امتنعت عن التصويت لانتخابات عام 2007 التي قال من نظّموها علنا إنها كانت «مزورة»؟
على منبر الإذاعة الحكومية تحدث أحد مشايخنا المحليين عن الجانب الشرعي في «المشاركة» في الانتخابات على أساس أن عدم المشاركة تحجب أصحاب الخير وتخدم عكسهم.
تلفزيون الحكومة بدوره بثّ التصريح طوال أربع ساعات، بعدما كادت الهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات تصيح في الأردنيين: مشان الله شاركوا بالانتخابات!
شخصيا، أنتمي لعائلة تقف وتتأمل عندما يقول «الإفتاء» أي كلمة، فمشايخنا معتدلون كبلادنا تماما ونسائمهم عليلة.
لكن على منبري الألكتروني فقط أحصيت 1200 مواطن أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات المقبلة، وقد أساندهم ومعهم آلاف المعلقين السائلين: ما هي ضمانة نزاهة الانتخابات؟
معاذ الله، هل يتحول هؤلاء إلى «مرتدين» أو يقام عليهم الحد؟ هل صبأ حمزة؟ «لا تسألوني عن حمزة فأنا استذكر فقط أحد مشاهد فيلم «الرسالة».
في اختصار نحترم مشايخنا وظننا إيجابي دوما بالنوازع هنا، لكن المطلوب التحدث وعبر رموزنا الدينية عن ما جرى سابقا في غرف عمليات الليل تلك، والإنزال خلف خطوط المرشحين.
بعيدا عن الفتوى، لنتحدث قليلا في السياسة: انتخابات «نظيفة حقا» لمرة واحدة فقط. فقط مرة واحدة وسيتغير مزاج الشارع، ولن يجد المفتي أي مبرر لإصدار أي فتوى وفي أي وقت.
إفعلوها بـ»من حضر» لهذا الموسم وبدون «فتاوى» وانشلوا الحاجة «نزيهة» من قبرها وشاهدوا كيف سيلتهم الشعب الأردني صناديق الاقتراع في المرة التالية .

طوابير في حضرة الرزاز

لكن قبل التهام أي شيئ نقولها بعد مشاهدة برامج «المملكة» الإخبارية إن مشهد رئيس وزراء يصطف أمامه «طابور» من الأطباء والممرضين المختصين في الاستقصاء لا يثير أي دهشة .
الجيش الأبيض المرهق يقدم شيئا حقيقيا للناس والوقت الذي يجلس فيه شباب الاستقصاء الوبائي للإصغاء لمحاضرة من «الرئيس» بوجود «معالي الوزير» وكاميرات يمكن أن يخصص للعمل في المختبرات ومع المخالطين.
كنا طوال الوقت نعتقد أن الدكتور الرزاز – مع حفظ كريم ألقابه – «نسخة مختلفة» عن هؤلاء الذين تعجبهم قصة حشد الموظفين للاستماع إلى توجيهاتهم وقوفا، لكن التجربة قد تثبت عكس ذلك.
يمكن لكبار الحكومة أن يقولوا عبر رسالة إعلامية ما يريدون قوله لشباب الميدان في الحرب على كورونا ولا حاجة للاعتداء على «وقت العمل» على هذا النحو المكرر، خصوصا وأن المسؤولين الكبار يرتدون بدلات أنيقة، فيما شبابنا المقاتلون ضد الفيروس في أطقم العمل الميداني، وتلك الملابس الثقيلة مع الأوكسجين.
أفضل ما نقدمه للجان ملاحقة الوباء دعمهم ماليا ولوجستيا، بدلا من صفهم في طوابير لا تليق بالعلماء، أو على الأقل التخفيف من التصريحات من وزن «جف ومات» أو «لا تطالبونا بخدمات مايو كلينك».

لبنان بين «زمرتين»

الغالي علينا جيمعا، جنرال لبنان ميشال عون، مثله مثل أخرين من زعماء العرب مصر على أولا «التمسك بالسلطة»، وثانيا عدم تحمل مسؤولية الانفجار الكبير، الذي غيّر ملامح بيروت ولبنان.
هذا ما فهمناه من تغطية محطة «الجزيرة» لمظاهرتين، الأولى ضد عون والزمرة، والثانية مع عون في الزمرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى