خاص

لأول مرة.. سورية بعد”الحسم”: ألغام في حضن “بشار الأسد”

..هذه إنطباعات خارج السياق الصحفي الاخباري مرجح انها “مهمة” للغاية وتؤسس لمعرفة حقيقة الوضع بعدما تعرضت له سورية.

وهي تحاول الاجابة على سؤال كرره كل سياسي اردني قابلته تقريبا:كيف صمد النظام السوري؟.

طبعا تم جمع  المعطيات من تاجرين كبيرين وعدة سوريين يتميزون بالعمق يعلمون ما يجري في بلادهم ويتحدثون بإسهاب عن كفاءة الرئيس بشار الاسد ونوعية الالغام في حضنه.

 وقررت نشرها للإفادة والنقاش وبغرض الاطلاع وعلى شكل ملاحظات منفردة:

# ليس سرا انه يوجد على الاقل 200 الف قتيل وجريح شبه قتيل من الطائفة العلوية .. معنى هذا الكلام باختصار انه ثمة 200 الف عائلة علوية  “تشتمنا”- القصد رموز الدولة والنظام- مع صياح الديك فجر كل يوم من رأس الدولة بشار الاسد الى اصغر عنصر فيها وتكرر هذه الشتيمة على الوسادة قبل النوم.

ويوجد ايضا نحو 200 الف قتيل  من المواطنين السوريين على شكل كوكتيل من كل الشرائح ولا علاقة لهم بالطائفية العلوية .. هؤلاء ايضا يفعلون نفس الشيء وفي كل ليلة .

#ثانيا  وهو الاهم  ثمة نحو عشرة ملايين سوري على الاقل نزح وهاجر وتشتت في الخارج .. كل هؤلاء “ضدنا” ايضا.

للعلم سورية اليوم  فارغة من الكفاءات والخبرات  بعد هذا الاستنزاف المرعب .. على سبيل المثال لا الحصر فقط المانيا لوحدها استدرجت 25 الف طبيب سوري بينهم الاف المختصين والجراحين .

واذا اردنا ان نسال بكل بساطة ما الذي يعينه ذلك؟.. يمكن الاجابة على شكل تذكير بان المؤامرة الحقيقية على سورية قد بدأت للتو وبعد الحسم العسكري وليس قبله فتلك الحرب العسكرية والامنية حسمناها لكن حرب الوجود الحقيقية  بدأت الان وفي ظل هذه الخارطة من الديمغرافية المقلقة.

السؤال هو : كيف يمكن لأي نظام او لأي رئيس ان يحكم وعشرات الالاف من الامهات تدعوالله  ضده وضد النظام والدولة على سجادة الصلاة يوميا .

لا احد يمكنه ان يفهم ما هي مقومات تلك العبقرية ومستوى الصلابة التي يواصل فيها رجل مثل بشار الاسد اعماله واشغاله في الحكم .

# نحن نعمل مع كبار المسئولين لكن وبصراحة و نشعر ان الرئيس مثلا  ضجر من سماعنا لأننا ضجرنا من تكرار الكلام .. هذا الرجل يعمل كثيرا ويتابع كل التفاصيل ولا يزال يحتفظ بالأمل ونحن بصراحة لا نعرف على اي اساس فهو مصر مثلا على عدم رفع اسعار المحروقات والمواد الاساسية مهما حصل ..احيانا نشاهد الرئيس لساعات طويلة وليومين مثلا ثم نحاول تذكيره بانه نسي تناول اي طعام.

 # نعم .. نقولها بوضوح المؤامرة الحقيقية على سورية اتضحت اكثر الان  وكلفة الحسم العسكري مرتفعة جدا واظهرت الواقع والحقيقة وملايين السوريين الذين يحكمهم نظام الاسد اليوم يريدون بديلا ليس عن النظام .

ولكن يريدون مكافاة على كفاحهم ونحن في مفارقات غريبة جدا : ملايين السوريين الذين بقيوا في سوريا وحسموا المعركة عسكريا تحركهم اليوم القناعة بانهم قدموا تضحيات من اجل النظام ومن اجل الرئيس بشار .

 # الحكم صعب جدا مع امواج بشرية من هذا النوع ومع شعب نصفه ضدك والنصف الاخر ليس معك بالضرورة  وتحركه نوازع الاعتقاد بانه قدم التضحيات من اجلك كنظام ورئيس ولا احد يمكنه ان يفهم الدائرة النفسية التي تحكم رئيس يريد ان يحكم بلاد بهذه الطريقة وشعبها بهذا الواقع .

# المفارقة الاهم ان الرئيس بشار هو الحل الوحيد ايضا والنظام اليوم الجميع ضده لكن الجميع يعلم بان بديله الاسترخاء لعقود في فوضى دموية اكثر .

تلك ايضا من المفارقات  التي تجعل الانسان معنيا بالبحث عن تلك المكونات التي تؤسس لصلابة رئيس شاب مثل بشار الاسد .

#  شئنا ام ابينا ثمة واقع الان فالإيراني يسيطر على ثلثي الوزراء وغالبية طبقة المدير العام والامناء العامين ونفوذه متغلغل وقوي جدا جدا في الادارة وفي جميع افرع الدولة ونواة صلبة في نظام الاسد غير قادرة على صد هذا النفوذ والحد منه لان الايراني دفع بسخاء طوال الازمة .

# لا بد من التذكير بان الحديث عن وجود جيش نظامي عسكري ايراني في الداخل السوري كذبة كبيرة فايران لم ترسل جيشا محترفا اصلا بل ارسلت مجاميع من المرتزقة ومن عدة جنسيات ومن تلك الشريحة التي تريد الجهاد ودخول الجنة وهي تدافع عن حوض السيدة زينب .

 النفوذ الايراني  في الداخل السوري بشع جدا وشرس ومن الصعب التخلص منه .

 ولعلها مفارقة مضحة جدا هذه المرة فمغادرة ايران لسورية من الداخل ولأول مرة هدف سداسي يضم النظام السوري واسرائيل والسعودية والولايات المتحدة وروسيا.

# كل الناس اليوم ضد بشار والنظام الذي فقد شهيدا او له اسير او جريح .. المهاجر او الذي فقد مالا او عقارا او مصنعا او من دفع لنا في النظام لإبقاء العمليات هؤلاء جميعا ضد الرئيس بشار لكنه رغم ذلك سيفوز في اي انتخابات حرة .

 واحدة من المشكلات تتعلق بذلك الدخل الذي تأتى ونتج عن الازمة  لآلاف العناصر التي تحالفات مع النظام وقاتلت بما في ذلك عناصر الميلشيات من المدنيين الذين اتاحت لهم ظروف الوضع الحصول على عدة  الاف من الدولارات شهريا او عناصر الامن وغيره الذين تاجروا بالحواجز .

..تلك مشكلة يعلم بحجمها فقط الله  فهؤلاء بعد الحسم العسكري فقدوا اموالهم التي يعتقدون انهم يستحقونها وعن جدارة وهؤلاء لم يعجبهم ان يقرر الرئيس بشار مثلا الغاء كل الحواجز الامنية لان تجارتهم انتهت  ولان الحسم العسكري اعاد مظاهر الدولة الى المناطق ولم تعد الفرصة متاحة للميلشيات المدني لكي يحصل على اموال من الدولة او التجار او المواطنين .

ثمة ما يوحي هنا بسبب تراكم هذا الاحباط المالي بان الشرائح التي تقدمت الصفوف وهي تقاتل من اجل النظام وبشار في طريقها للإجرام وفي الحد الادنى لابتزاز النظام اليوم وذلك من التحديات الاساسية في حال الرغبة في اعادة بناء الدولة .

عودة خدمات الدولة بعد الحسم العسكري هي المهمة الاصعب والاكثر تعقيدا ونزعم انها التي تشغل ذهن الرئيس الاسد اكثر من اي شيء اخر .

بعد ازالة الحواجز الامنية اغلقت بقالات بزنس رجال وعناصر امن وبعد الحسم العسكري انتهى السوق الموازي لمن يصفهم الاعلام العربي بشبيحة الاسد .. هؤلاء الان بلا دخول ويريدون مالا غير موجود .

لا يزال الرئيس بشار ممسكا بزمام السلطة وبصلابة لم تتبلور لديه بعض خطة للاحتواء السياسي في الداخل لكنه مصر على ان لا تعود المؤسسات الامنية السورية الى تلك الانماط المنحرفة كما كان يحصل في الماضي ايام والده الراحل .

 وعندما يتعلق الامر بمعادلة العلاقة بين ايران وحزب الله لا بد من تذكيركم  بان ايران سواء اعجبنا ذلك ام لم يفعل لديها طموح فارسي  وبان حزب الله امتداد عروبي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى