اراء و مقالات

تنسيق أمني أم «مخبر كعكة»؟ الشعب يحب «كتيبة الدحدوح» و«الإصبع» الذي أزعج أدرعي!

تسابق القوم على ملامسة وملاطفة المايكروفون بعد إعلان وقف إطلاق النار، فيما صاحبه يمشي بتثاقل بعد 11 يوما من المناوبة في وظيفة «المراسل الحربي».
نعم أتحدث عن زميلنا المبدع وائل دحدوح وطاقمه وأجزم أن «الدحدوح» قطف «غفوات فقط» طوال أيام المتابعة، وسط القنابل وأعمدة اللهب، ثم غادره النوم، فقرر التجول بكاميرته، وسط الركام وبتثاقل واضح.
الدحدوح ورفاقه ممثلو قناة «الجزيرة» مع كبيرهم وليد العمري يستحقون وقفة تأملية، وبالتأكيد محبة الشعوب العربية، التي تتابعهم، فقد لاحظت جارتنا أن العمري «هرمش قليلا»، بمعنى زاد عمره، فيما كسب الدحدوح نحو 30 كيلوغراما بدلالة زواجه الثاني المقترح، وزاد انفعال جيفارا وأبو شمالة وهدوء شيرين.
هؤلاء أفراد «كتيبة» متقدمة وظيفتها نقل الحقيقة كما تحصل، وبصرف النظر عن الزج كل ما تيسر بصوت إسرائيلي مبرر أو مخنوق أو مرتبك.
يقتضي الواجب شكر الفضاء، الذي أتاحته لنا «الجزيرة» في النقل والمتابعة، فيما غرقت فضائيات أخرى على رأسها «العربية» وتلك التي تسمى بـ»الغد» في غفوة مقولة «عرس عند الجيران».

بايدن شريك في الجريمة

بوضوح نتفهم أليوم عبارة ترددت على لسان بسطاء «لولا الجزيرة لما علمنا بما يجري».
في المقابل كانت محطة «سي إن إن» تتجاهل كالعادة الشطر الثاني، الذي ينبغي أن يطرح عند التركيز على مقولة الرئيس جو بايدن حول «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
هذا الحق وصل أثيوبيا وشمال العراق ومنطقة «نظنز» وجبال دمشق، وإذا ما تجرأ الرئيس الأمريكي يوما وشكك بهذه الإسطوانة المتوارثة سيصبح بنك الأهداف التالي ليس اللحم والأحجار والأشجار في غزة، بل حديقة أزهار البيت الأبيض.
إدارة بايدن «شريكة» في كل قطرة دم تنتج عن ذلك الحق المزعوم، لأن رفاق الحزب الديمقراطي الذين يملأون الكون ضجيجا وهم يتحدثون عن «الحريات والديمقراطية» لا يريدون التحدث عن حق من تخاصمه إسرائيل «في الحياة» نفسها أثناء ممارسة الاحتلال لذلك الحق في الدفاع عن النفس!
لا أحد في «بي بي سي» أو «سي إن إن» أو غيرهما يسأل حق الدفاع الاسرائيلي، متى وضد من وأين وكيف؟!
كيف لي كفلسطيني محتل أن أشارك في زفة بايدن و»أضمن» حق محتلي في الدفاع عن نفسه وهو يقتلني. تلك طبعا رخصة بلا حسيب أو رقيب للقتل.

تنسيق أمني بـ«كعكة»

لسنا مع الأصوات التي تتحدث عن «تغيير ما في واشنطن»، والدليل ما سمعناه على لسان فلسطيني يدعى حسين الشيخ، مع مذيع في التلفزيون الفلسطيني، يسأله عن قمع أجهزة الأمن الفلسطينية لشعبها فيتحدث منفعلا عن «سلطة أخلاقية تلتزم بالقانون ووقعت على التنسيق الأمني».
«التنسيق الأمني» يحتاج لوقفة تأمل أخرى، فالأشقاء في السلطة الوطنية ملتزمون بتنسيق أمني يقضي ملاحقة ولو طفل صغير يلقي حفاضته على دبابة إسرائيلية.
لأول مرة نسمع عن «تنسيق أمني في اتجاه واحد»، فهذا التنسيق المزعوم «لا يحمي» في المقابل أي مواطن فلسطيني، شاء حظه العاثر أنه يجاور حاخاما من جماعة «العرب صراصير والمطلوب سحقهم»، حيث يعتدي المستوطنون يوميا على «رعايا السلطة»، دون أن يوفر لهم التنسيق المذموم أي آلية لحمايتهم. كيف قبل السيد رئيس الشرعية وخصومه من منسقي الأمس ومصلحي اليوم بفضيحة من هذا النوع؟!
لماذا لم يسأل «جهال أوسلو» الإسرائيليين والأردنيين عن كيفية صياغة الجزء المتعلق بواجب سلطة الاحتلال المعاكس للتنسيق الأمني؟
لكن أضم صوتي للقائلين إن مفهوم التنسيق الأمني أدخله في اللعبة من يزاودون اليوم على الرئيس محمود عباس ويقترحون أنهم إصلاحيون قياسا به.
تلك المعضلة عالجها البرلماني الأردني محمد حجوج، عندما سأله الزميل في محطة «الحقيقة الدولية» فصاح: بلا تنسيق أمني بلا بطيخ… القصة «مخبر بكعكة».
للحقيقة مفردة «كعكة» بتصرف مني بعد إستئذان صاحبها حرصا على مشاعر وآذان الأخوة أصحاب التنسيق الأمني وجنرالات البناشر.
للعلم فقط صدم سيارتي سائق تاكسي يوما وسط عمان، فتوسلني أن انتظر ترتيبات الشرطة والتأمين لأنه ليس أكثر من «سائق بكعكة» بمعنى لا يملك السيارة ولا الحق بالتعرض لحادث وأجرته لا تزيد عن ثمن كعكة.

إسرائيل و«الإصبع المقدسي»

لكن ما علينا، تخصص القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي حلقة حوارية كاملة فيها «6» متحدثين دفعة واحدة، على الأقل والملف الرئيسي محاولة لتفسير وشرح إشارة «الأصبع الأوسط» العفوية التي صدرت عن أحد فتية القدس قبل صلاة العيد المتأخر في وجه شرطي إسرائيلي .
وهي – نقصد إشارة الأصبع – أزعجت أفيخاي أدرعي ودفعته للتعليق علنا باسم جيشه الإرهابي.
لا يعلم الشباب أن العربي عموما والفلسطيني خصوصا لديه مئات المناسبات الصالحة لإطلاق الأصبع الأوسط، في لحظات عميقة أو حتى عابرة . لا يحتاج الأمر لا لستة محللين ولا للناطق باسم الجيش الإسرائيلي المحتل، فصواريخ القسام نفسها كانت تتكفل للتو بما هو أهم وأكثر إحراجا من الأصبع الأوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى