اراء و مقالات

عندما طالب سفير أمريكا «النشميات» بمغادرة «المنزل»… لبن إسرائيل «مسكوب» وكبار عمان ورام الله: لماذا لا نراهم في الأقصى؟!

أجندة السفير الأمريكي هنري ويبستر عندنا، نحن «النشامى»، واضحة، ويمكن تلخيصها في «سطرين»، بعدما تحدثت فضائية «رؤيا» المحلية عن طروحاته.
أولا: يريد صاحبنا «مراقبة» إتفاق الميزانية.
ثانيا: يريد أن لا تجلس «المرأة» بعد الآن في المنزل.
طبعا، لا توجد مشكلة في مراقبة «إتفاق الميزانية»، وكل ما في الأمر أن «الرقابة عندما لا تكون وطنية وشفافة» سيحضر ممثل «من يدفع لنا» ليتدخل ويفرض علينا نظام رقابة مستوردا على «مالية الدولة».
ما لا يعرفه المستمعون أن أحد مدققي الحسابات الأمريكيين «جالس ومتربع» في المؤسسات، ويراقب أصلا كل صغيرة وكبيرة ويزود سفير بلاده بتقارير، واضح أنها تشكل مادة السفير.
الاستنتاج: «إذا لم نراقب أنفسنا جيدا سيتفلسف علينا الآخرون».
في الثانية تصريح السيد السفير منقوص، ففي الأردن لا تستطيع تأييد خروج المرأة من المنزل، بدون تحديد المكان، الذي ينبغي أن تذهب إليه، بأمن وأمان وراحة بال.
نقترح إصدار السفارة لقائمة أماكن تقترح على النساء والفتيات الذهاب إليها ومغادرة المنزل، حيث لا متاحف ولا مسارح حقيقية، ولا بحار ومياه أو شركات أو ملاعب لقضاء وقت مضجر.
ممكن مثلا – تفعيلا لتعليمات المندوب السامي الأمريكي – الباص السريع أو سوق الخضار أو منطقة «سقف السيل»، أو تلك المناطق التي تظهر في فيديوهات تشجيع السياحة، لكن شريطة أن لا تتجول نساؤنا عبثا، بدون تعليم أو تأهيل أو حتى «شوية فلوس» تنفقها في الجولات.
«يخزي العين» على السفير هنري ويبستر. صاحبنا يشبه «جماعتنا» «حافظ ومش فاهم».

ردع و «مسكوب»

قصة الردع الإسرائيلي أشبه بـ«اللبن المسكوب». تلك عبارة، وردت على لسان الزميل الفلسطيني ناصر اللحام، الذي يعجبني في حقيقة الأمر، بطريقة إشتباكه البسيطة والمباشرة على شاشة «الميادين» .
بالتأكيد يتحفنا اللحام بالمقاربات والمقارنات والأمثال الشعبية وبلغة بسيطة، في الوقت الذي كان فيه زميله اللبناني على شاشة «الميادين» مساء الخميس الماضي، حتى فجر الجمعة، يتحفنا هو الآخر، بتلك  العبارات المقعرة والمعمقة، والتي تحتاج من المشاهد أو المتلقي العادي لفترة من التأمل للحاق بها وفهمها.
حسنا تفعل «الميادين»، وهي تقدم لنا نموذجين من المعلقين على الأحداث، الأول يتحدث باللغة الفلسطينية المحكية، ويبدو ملما  بكل تفاصيل المشهد الإسرائيلي، ويقول لنا بصريح العبارة إن قصة الردع الإسرائيلي الهشة أشبه باللبن المسكوب على الأرض، ثم يسأل أمام الكاميرا، وعلى الهواء المباشر، هل يمكن إعادة جمع اللبن المسكوب؟!
أما شبابنا في محور الممانعة والمقاومة، فهم ايجابيون ورافعون  للمعنويات، لكنهم يصغرون من حجم «الكيان»، بطريقة تبدو غريبة في بعض الأحيان.
ذلك الكيان الهش المجرم يخضع العالم العربي، ويتسابق بعض الزعماء والأمراء العرب لنيل رضاه، لا بل يسترسلون في مد الحبال له لكي تنزل عن الشجرة، في الوقت الذي لاحظ فيه اللحام أن ما تفعله إسرائيل هو أنها تريد أن تنزل عن الشجرة قبل الطلوع عليها.

الوصاية والمزايدة

على كل حال، يظهر سياسي رفيع المستوى على شاشة قناة «المملكة» الأردنية لكي يرفع نقطة نظام في وجهنا، نحن المتلقين، تقول مجددا إنه لن يقبل من أي جهة بعد الآن المزايدة على الموقف الأردني في مسألة القدس والقضية الفلسطينية، وتحديدا في مسألة المسجد الأقصى.
أضم صوتي للرافضين لأي مزاودة على الموقف الأردني، والحق يقال إن الموقف الرسمي الأردني المعلن لفظيا على الأقل، قد يكون من أقوى المواقف، وساهم طبعا بالحد من الضرر.
لكن المواطن الأردني عموما، يريد أن يشعر بصلابة هذا الموقف على أن لا يتخذ فقط، بل تتبعه إجراءات.
و هي إجراءات بالتأكيد مقدور عليها، وليست مكلفة جدا، ولا تقود لحرب مع الإسرائيليين، لأن أحدا لن يحترم الحكومة إذا دفع شعبها ثمن مغامرة مع الإسرائيليين في ظل طبعا، موازين القوى الحالية.
الناس عموما واثقون أن في الجعبة  قرارات «ممكنة حقا»، بدلا من الظهور المتكرر لرموز السلطة والناطقين الرسميين على شاشة التلفزيون الرسمي، لإبلاغنا أنه لم يعد باليد حيلة عمليا، وأن الحكومة تبذل كل ما في وسعها.
كمواطن أردني، أعتقد أن حكومتنا  لا تبذل أقله مثلا أن يزور كبار المسؤولين، الأوصياء على المسجد الأقصى، ويؤدون فيه صلاة التراويح، برفقة قياديين فلسطينيين، يحملون بطاقات الشخصيات المهمة، وعددهم نحو 10 آلاف فلسطيني، يعمل مع السلطة، ويحمل تصريحا، حسب اللحام، يمكنه من زيارة القدس.
تلك فكرة قد لا تكون مجنونة وليست مكلفة، ويمكن ترتيبها لوزراء مثل الخارجية والأوقاف وحتى رؤساء الوزارات.
وأقله أيضا تسمية وإرسال سفير لطهران أو استقبال قادة حماس وفتح ربع نافذة معهم على الأقل والاستثمار في مشاعر الشعب الأردني، وتمكينه من التعبير عنها على المستوى الجماهيري.
تلك الخطوات لا ترقى إلى مستوى إلغاء اتفاقية «وادي عربة»، و لا طبعا ترقى الى مستوى إعلان الحرب، لكنها ترقى لمستوى «الوصاية».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى