اراء و مقالات

جيش إسرائيل عندما “يكذب” بعدد القتلى… “وعلمه يولّع” في مصر… والتلفزيونات الرسمية اللامبالية بالحدث

حقا هي “ملاحظة” جديرة بالاهتمام وصلتني: حاول التدقيق في قائمة قتلى جيش إسرائيل، التي تضعها قناة “الجزيرة” خلفية للشاشة، كلما أعلن “الناطق باسمهم” مقتل جندي أو ضابط.
على طريقة القناة 12 العبرية في ممارسة مهنة “إحصاء عدد القتلى”، الأسماء الواردة في تلك القائمة  تدل بعد التحقق، على أسماء “يهودية أو عبرية  خالصة”، لا يوجد اسم مثل “جوني” أو “إمانويل” أو “إيميليو” أو حسني أو عبود أو زركاش”اسم أثيوبي  رائج”.
يسأل صديقنا: معقول؟ ألا يوجد قتلى من الجنود العرب أو البدو أو الدروز أو مزدوجي الجنسية أو المرتزقة الغربيين؟!
لا ينشر جيشهم – لعنه الله شر لعنة – إلا صور وأسماء القتلى الإسرائيليين اليهود “القح”، بمعنى: من أبوين يهوديين، على طريقة القانون العثماني.
إذا أمعنت النظر في خلفية شاشة “الجزيرة” سترى “الرقابة العسكرية” تحرص على نشر “القتيل” بأبهى صورة، وأكثرها حيوية، مع اسم براق مع أن “ياسين 105″ – أكثر ألله من مخزونها – تكفلت به، وبدبابته، ثم سرعان ما تبث القناة 12 صورة سريعة ل”جنازة ما”.
الوثائق المرجعية تقول إن نحو 23 في المئة من كوادر جيشهم من “الأقليات” العربية والإفريقية، يضاف إليهم أكثر من 12 في المئة من مزدوجي الجنسية. ألا يموت هؤلاء في غزة، حتى يحظى أي منهم، ولو بصورة تخلد ذكراه البائس  خلف مذيعة الجزيرة؟!
فرنسا وحدها لديها 4000 مقاتل وألمانيا مع النمسا نحو 6 آلاف في صفوف “الجيش المجرم”. ألا يموت الفرنسيون والألمان في تلك الحرب أيضا؟!
رحم الله صديقنا البرلماني ميشال حجازين، فقد وقف يوما مخاطبا أحد رؤساء الحكومات: “دولة الأخ.. أنت تكذب وتكذب ثم تكذب”!
اليوم كله في تل أبيب “يكذب”، بما في ذلك جيشهم، الذي شكلت على مقاس قدميه دولة ما اسمها إسرائيل.
بصراحة مش معقول أن اليهود “الأنقياء الأتقياء” من أبوين يهوديين  فقط في جيش الدفاع هم الذين يموتون، وهم ينافحون عن تلك “الخرافة”، مما يعني في النتيجة أن صديقنا بتاع “حلل يا دويري” أقرب إلى الدقة، وهو يقول “قتلاهم أضعاف أضعاف ما يعلنون”.
الأهم هو ممارسة تلك العنصرية البغيضة باعتبارها جوهر ومنقوع فكرة دولة الكيان، فهم يحرمون الدرزي والبدوي والأثيوبي والمرتزق وحامل الجنسية الأخرى، الذين يخدمون بساطيرهم وأسطورتهم  من ذلك “العار الأبدي”، عبر صورة على منصة إلكترونية تختص بقتلى الكفاح الصهيوني!
نعم صدق أحمد الصفدي، وهو يصف الطوفان باعتباره “مشروع غسل عار العجز العربي”.

“أقسم بالله ولعت”

“هيو ولع”.. قالها عضو البرلمان العربي النائب الأردني خليل عطية، وهو يحرق علم إسرائيل في مقر الجامعة العربية والتقطته في التغطية قناة “الميادين”، التي تبذل جهدا كبيرا في “المجهود الحربي”.
قبل ذلك شاهدنا جميعا في فيديوهات” سرايا القدس” و “الجهاد الإسلامي” مرتدي الصندل، وهو يتقافز فرحا، متحدثا عن دبابة إسرائيلية أشعلها للتو “أقسم بالله ولعت”.

فجأة أصبح لشعلة النار معنى ودلالة، ما دامت “المذبحة” التي ترتكبها إسرائيل بالتواطؤ مع الولايات المتحدة والعالم الغربي عمليا تؤسس بوضوح وبرعاية غربية إلى “هولوكوست فلسطيني” هذه المرة بذخائر أنتوني بلينكن، الذي ظهر على شاشة “سي إن إن” مجددا يدافع عن حق إسرائيل في تمرير صفقات لشراء طائرات أباتشي وذخائر إضافية.
أحرقوا أطفالنا ونساءنا، ولم تسلم من طائرات هم، لا الحمير ولا القطط، في قطاع غزة. “أقله” نحرق علم كأنهم، كلما تيسر قبل أن تشتعل النيران في أثوابهم، وهم يتقافزون مع بعض الأنظمة الرسمية حول حلقة “زار”، على حساب “الدم الفلسطيني”.
لذلك، نحن ضد أي رأي يحاول توجيه اللوم للنائب عطية، لأنه أحرق “علمهم” مرتين في 16 سنة.

“الميرمية”

تلفزيون رام الله  “انعجق” بوقف البث عند نقل صلاة الجمعة، لأن المصلين غادروا احتجاجا على “الخطيب” الرسمي ولإشغال الهواء سارع المخرج العبقري لبث برنامج عن “الميرمية في سهول فلسطين”.
تلفزيون  شباب الميرمية يندد بالمذبحة، لكنه يقلل من بث صور لها.
تلك مفارقة تقودنا إلى مختصر عرضه سياسي أردني مخضرم عن “سايكولوجيا” الأخبار المتلفزة،  قائلا إنه يبحث أولا عن “أسوأ الأخبار” على معنويات الشعب الفلسطيني، ثم ينتقل بالتدريج إلى الأخبار “الأقل سوءا”، ويختم   بقنوات “الجزيرة” والأقصى و”الميادين” و”المنار” لكي يشعر بقليل من التفاؤل.
صاحبنا يحصل على جرعة “الأنباء غير السارة” من محطة “سكاي نيوز” أولا، ثم ينتقل إلى “بي بي سي” و” سي إن إن”، ثم “العربية”، مستمتعا بمشاهدة محطات تحاول “الادعاء بمهنيتها” والاعتذار ضمنا عن “انحياز سابق” للرواية الإسرائيلية، قدر الإمكان.
العبقري أكثر في المسألة هو النصيحة التالية: “إذا قررت أن ظرفك النفسي لا يريد الحصول على أي متعة أو معلومة مفيدة، عليك الاختيار بين 3 شاشات، هي بالترتيب فضائية” فلسطين” الرسمية أولا، ثم قنوات” النيل” الإخبارية، وثالثا تلفزيون الحكومة الأردنية”.
طبعا قد لا أوافق على مثل هذا الترتيب، لكن شعرت أن المعلومة قد تكون مفيدة إذا نقلت للمواطن المشاهد، وطلبت منه لاحقا على طريقة امتحانات اللغة الإنكليزية “الاختيار من متعدد”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى