اراء و مقالات

مشايخ «مولينكس» في صحن «الأموي» «سيلفي» السنوار: الرسالة وصلت

أي حملة انتخابية هذه؟!
فاتت الفرصة على محطة «سي إن إن» لتغطية أكثر لقطة ديمقراطية في منظومة العالم الثالث.
لكن لا تقلقوا الفضائية السورية تحقق «السبق» وتعيد وتزيد في تكرار بث نسخة جديدة من السلوك الانتخابي سيحتار في تفسيرها حتى علماء الذرة.
«يا ألله يا ستار تحفظ الرئيس بشار»!
ذلك كان الهتاف لنخبة من شيوخ «مولينكس» في صحن المسجد الأموي، قادهم مفتي كبير يعلمهم سحر العبارة وينتج لنا جميعا أكثر عبارة مثيرة للسخرية والضحك والألم على مستوى الأمم.
ما لفت نظرنا أن طاقم التلفزيون السوري يرافق في الأزقة «زفة الدعاء والابتهال».
ثمة قائد للأوركسترا يرتدي ثوبا بلون داكن ويردد النشيد معه مجموعة مشايخ، على طريقة طحن القهوة ويرتدون أثوابا سكرية اللون، بهدف إظهار التباين الوطني فحتى المشايخ مقامات ولا يسمح بالتأكيد لمن يضع عمامة «تركواز» إلا باستحضار مشهد المرددين في أغاني فهد بلان – رحمه الله -حيث طاقم كومبارس «يصهل فقط» بعد المطرب.
أو موفق بهجت، حيث الفنان ينشد «يا صبحة هاتي الصينية» فيرد الكورس..»وصبي الشاي ليك وليا».
أضم صوتي للدعاء القائل أن يحفظ ألله «السيد الرئيس»، لكن رئيس يحصل في الاقتراع على نسبة «95 في المئة» وأكثر، ما هي حاجته فعلا لرقصة الوناسة، التي ترتدي عمامة وتحمل صينية صبحة؟!
حقا نشفق على الزعماء العرب، ولا نلومهم، فهم بحاجة دائمة لتصريف هذا الكم الهائل من المنافقين والتسحيج بهدف الاستقرار بشعور «العظمة المفقودة»، وفقا لقاعدة» وعقمت الأمهات»!

من سيحرق عمان؟

ثمة مسلسل كوميدي حرصت القناة الثانية في التلفزيون الأردني في الماضي على بثه لدريد لحام باسم «وين الغلط؟».
سبقنا الأخوة في بلاد الشام في ذلك السؤال المهم المطروح بغلاف كوميدي.
بعد قصة النائب الشاب «أسامة العجارمة» حاولت فضائية «رؤيا» في مقدمتها الحوارية طرح السؤال: أين الخطأ؟
لماذا تتدحرج في الأردن مسألة صغيرة هي عبارة عن «خطاب شعبوي ساخن لنائب شاب متحمس بدون خبرة سياسية حقيقية» لتصبح «أزمة وطنية» شاملة بامتياز؟
شاهدنا فيديو يقسم فيه النائب المحترم وأنصاره على «إعلان الجهاد» وسمعنا أحد المتحمسين بعدما ألهب النائب مشاعره، زاعما أن المطلوب تصفيته جسديا يهتف «.. سنحرق عمان».
حسنا، عند أول زاوية في أي مشكلة اجتماعية أو مناطقية أو سفسطائية نسمع أحدا ما يهدد بـ»حرق عمان». أحدهم غضب مرة بأثر رجعي على تقرير نشرته قبل 10 سنوات فأضحكني، وهو يهدد بـ»خيول أولها في قريته وآخرها في وسط عمان».
لماذا يغضب الأردني فيهدد عاصمته وبدون سبب؟ صاحبنا النائب المتظلم لاحظنا أنه لم يتدخل لتصليح عبارة من قال «سنحرق عمان».
باختصار أريد التذكير بثلاثة مسائل فقط.
أولا: لا أحد – لا أحد – يستطيع حرق عمان لسببين. لا يوجد مبرر أصلا وستحرق أصابعه قبل إشعال أي شرارة.
ثانيا: عبارة «الزحف العشائري إلى عمان» كان الهدف منها «التضامن مع فلسطين».
بالتالي لا نعتقد أن أهل عمان وأزقتها وبقالاتها منزعجون أو قلقون، وعلى المراهقين في السلطة والمجتمع وهم كثر بالمناسبة «التخييط بمسلة مختلفة» فعندما يتعلق الأمر بالوطن الأردني والفلسطيني أهل عمان وربعها وعشائرها ضيوف عند أبناء بقية العشائر الزاحفين ضد سفارة المحتل، وعلى جهات أخرى أن تقلق.
ثالثا: أزمة النائب أسامة العجارمة في أساسها «صنعت» وكان يمكن تفاديها وتظهر عجز المؤسسة الرسمية و»أنيميا» الإنجاز والكفاءة التي تميز من يديرون الأمور الآن.
نعود لمسلسل «وين الغلط؟»، الإجابة مرهونة بقدرتنا على الاعتراف بأن الخطأ الأصلي بدأ مع بؤس النظرية التي هندست الانتخابات الأخيرة، مع أن العجارمة متعجل وثمة إشكالية في خطابه، ويستطيع أن يركز أكثر على الرقابة والتشريع لإحداث فارق، وبالتأكيد كان يمكنه الاستغناء عن التلويح بالسيف والمسدس.

الكابتن المناضل

بالمناسبة الكابتن الطيار يوسف الدعجة يعرفه كل الشرفاء حول نهر الأردن.
للتذكير الرجل بثت «الجزيرة» قبل سنوات ما فعله وهو يقود رحلة جوية آتية من إسبانيا وفوق فلسطين أبلغ الركاب «نعبر الآن أجواء فلسطين المحتلة والقدس الشريف».
لاحقا فصل الرجل من عمله، وفقد وظيفته ولم يتظلم أو يحمل سيفا أو يلجأ للقبيلة، لكنه أقام الجمعة الماضية مهرجانا حضره الجميع وتحدث فيه خالد مشعل، بدون أي همسة تهدد، لا بالزحف إلى عمان ولا بحرق سيجارة.

دحدوحيات

«يا ساتر.. إنهار البرج». مجددا تعيد «الجزيرة» ومعها منصات التواصل الأردنية والفلسطينية هذه العبارة على لسان المراسل الحربي المتألق وائل الدحدوح.
أحدهم عبر محطة «العربية» اعتبر «تجوال» القيادي يحيى السنوار في الشوارع ووسط الركام والتقاط «سيلفي»، ليس أكثر من «استهانة بضحايا الحرب».
يا سلام. صاحبنا يفتي ويصر على معاتبة الضحية وكأن الجلاد المعتدي خارج الصورة!
من جهتي المسألة أبسط، فالسنوار، الذي التقط صورة «سيلفي» على مقعد نجا من قصف مكتبه، وأرسلها لوزير الدفاع الإسرائيلي يقول باختصار إنه «يحب الموت شهيدا»، ليس أكثر ولا أقل.

 مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى