اراء و مقالات

أمريكا وصور «ذو القرنين» … وفي فلسطين «ابتسم ستقتل»! والأردن يعاني «المواطن الصحافي»

تهتم شاشة العربية بتصريح وزير الإعلام الأردني زميلنا وابن المهنة فيصل الشبول، الذي يتقمص عبارة «بلغ السيل الزبى»، عندما يتعلق الأمر بعاصفة الفوضى، التي تحكم كل المسارات الآن تحت عنوان «منصات التواصل الإجتماعي».
لا يوجد أردني واحد لا يشتكي أو يتذمر من فوضى الحواس التعبيرية على المنصات.
الكبير والصغير في حالة تضجر، ولا حلول في الأفق إلا تلك «السلطوية – التسلطية» التي تنتمي للماضي ومن عائلة «الإخفاق حتمي».
على شاشة فضائية «رؤيا» المحلية رصدت وزيرا يبلغ الشعب أن «كل غرف الذباب الإلكتروني» مع المطابخ الملحقة «شغالة ضدنا». طبعا دون أن يحدد من نحن ولماذا؟
رئيس سلطة دستورية يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور وفي الاجتماعات السيادية العبارة الأكثر ترديدا «لاقوا لنا حل يا جماعة» والجميع يتضجر من ظاهرة «المواطن الصحافي»، حيث البث متواصل 24 ساعة.
فقط نظريتان في «الحل والاحتواء والمعالجة» يمكن رصدهما بكثافة: «التعسف القانوني» ثم «الابتزاز المادي»، وكل تلك الوصفات المعلبة تحاول التنظير لفكرة «اقتحام خياشيم حريات التعبير».
لا أحد – تحديدا في السلطة- يريد الاعتراف أن «انهيار مصداقية» الإعلام المركب «يخدم منظومة التواصل» وأن الإصرار على العقوبات الجزائية بدلا من «التعويض المادي» له نفس التأثير. لا أتصور أن دولا ومؤسسات منغمسة فعلا في «ترويج السوداودية» بين الأردنيين.
مجرد مراقبة أداء مجلس النواب وبعض الوزراء وما يقال محليا عن الانتخابات كفيل بإنتاج أطنان من السواد.
ورأيي أن من يسيء «للعروس الأردنية» هم أهلها وأولادها، لا بل أحيانا موظفو الدولة، خصوصا من شريحة «الصوت الأعلى في الولاء المسموم». تريدون دليلا: حسنا دققوا معي في خلفية من ينتحلون اليوم صفة «معارض خارجي» أو يتجولون بين الناس في المحافظات بتقمص «معارض محلي»، هؤلاء حصرا يمارسون «البث» ويسممون الأجواء أكثر من كل غرف الذباب في الإقليم والخليج.
هل بلغ السيل الزبى حقا؟

أمريكا و«ذو القرنين»

لأكثر من 40 دقيقة تماما احتفظت «الجزيرة» القطرية بصورة الكادر المثيرة للأمريكي الشهير ذو القرنين، مع العلم الأمريكي على أكتافه، ثم اقتحم الكونغرس دفاعا عن الكرامة التي هدرت لممثله ورئيسه آنذاك دونالد ترامب.
أبدعت «الجزيرة» بمتابعة حوارية وبرنامج خاص للزملاء ممثليها في واشنطن، والعنوان «أمريكا والحرب الأهلية».
في الأثناء مقطع عرضي للرئيس السابق دونالد ترامب يرد فيه على الحالي جو بايدن، ثم يخاطب غرائز الجمهور المتحشد حوله مع هتافات مثل تلك التي يرددها غاضبون في سقف السيل في عمان العاصمة «إنهم يزورون الانتخابات».
كعربي، أدفع ويدفع أولادي وأحفادي لاحقا ثمن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، أشعر في الرغبة بممارسة التشفي والتعبير عن سعادتي بوجود رئيس أمريكي سابق يتهم رفاقه ومؤسساته بتزوير الانتخابات، فقد زورت الانتخابات في بلاد العرب وغيرها مع شهادات مصداقية أمريكية لها، حتى كدنا نعتقد أنه لا يمكن إلا تزوير الانتخابات.
مجددا «أللهم شماتة»… فخور باتهامات ترامب وأن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يتحولان الى قبيلتين عمليا، لكن صاحبنا ذي القرنين يهدد الاستقرار العالمي، فقد حمل قرنيه واقتحم الكونغرس.
الحرب الأهلية لا يمكن التصفيق لها… لكن لا ضير أن يذوق الأمريكي، ولو جرعة من السموم التي صادق عليها عندنا.

ابتسم ستقتل!

إطلالة عضو  الكنيست العربي الدكتور طلب الصانع على شاشة «المملكة» كانت لافتة للنظر مؤخرا ومثيرة، خصوصا وهو يتحدث عن الفاشية الإسرائيلية بعدما أعلن يائير لبيد أنه  لا أحد يملك الحق في التدخل في كيفية تحديد قواعد إطلاق النار.
بصورة محددة لا أعرف ما الذي تعنيه عبارة «تغيير قواعد الاشتباك بإطلاق النار».
الولايات المتحدة بجلالة قدرها ضغطت على كل قيادات الاحتلال لإحداث ذلك التغيير وما أفهمه كمشاهد سلبي هو أن الجنرال الأمريكي يطلب من نظيره المجرم الإسرائيلي القتل، لكن برحمة! بمعنى لا تدين واشنطن عمليات القتل، بل تطالب بتحسين ظروف القتل وجعله أكثر إقناعا. يمكن للفلسطيني مثلا أن يبتسم وهو يقتل!
كنت للتو مع وزير النقل الفلسطيني وفاجأني بعبارة ذكية قائلا إنهم يقتلون الفلسطيني اليوم، ليس على الهوية، ولا على سحنته، ولا لأنه ألقى حجرا، بل لأنه تقدم بـ»نظرة حادة  قليلا» إلى الجندي المزنر بكل أنواع الأسلحة.
في العالم العربي وفي العالم الثالث قتل الناس بالشوارع بالجملة على الهوية أو بسبب خلاف طائفي أو إثني أو حتى سياسي، لكن فقط في فلسطين المحتلة يقتل الناس بسبب نظرة، وما تريده منا محطة «سي إن إن»، وهي تجري حوارا حول الطلب الأمريكي الخاص بتغيير قواعد الاشتباك بإطلاق النار هو الاقتناع بأن واشنطن مهتمة أكثر بأن يقتل الفلسطيني بكل حال، لكن لأسباب يمكن تبريرها، أي غفران يرتجى بعد كل هذا العهر السياسي؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى