اراء و مقالاتمقالات وآراء

الأردن وإسرائيل: موقف «لعوب» من بومبيو… و«الصراع» الذي أشار إليه «الملك» يشغل المحللين والسفراء

تحفز دبلوماسي مكثف وملف يحظى بأولوية… ومشعل وحماس: شكراً عمان

 

يدخل القيادي في حركة حماس خالد مشعل، على خطوط دعم وإسناد الموقف الأردني الملكي العلني من مشاريع الضم الإسرائيلية غربي نهر الأردن، في الوقت الذي يتوسع فيه القلق وسط نخبة عمان بعنوان البحث عن «خيارات التحرك» إذا فرضت إسرائيل مجدداً «أمراً واقعاً».
قبل مشعل، أصدرت حركة حماس رسمياً تصريحاً توجه فيه التحية للموقف الأردني. وعبر لقاء إلكتروني عن بعد، وجّه مشعل تحيته متمنياً على مصر أن تتحرك بمعية السلطة الفلسطينية. وفي الأثناء، تحاول الصحافة الإسرائيلية البحث عن آلية تفسر كلام الملك عبد الله الثاني العلني الخاص بـ»صراع كبير مع الأردن» إذا ما نفذت إسرائيل وعيدها.

تقويض شرعية اتفاقية وادي عربة

تفتح صحافة الليكود مجدداً بالتوازي ملفات الأردن، وتبدأ سلسلة طويلة من التحرشات، ويؤكد مرجع في الدولة الأردنية قريب جداً من مكاتب الملك لـ»القدس العربي» بأن الحديث الإسرائيلي المجنون عن ضم الأغوار والضفة الغربية قد يؤدي إلى تقويض شرعية اتفاقية وادي عربة، وهو نفسه الموقف الذي أبلغ للأمريكيين. و حسب الشروحات، اتفاقية وادي عربة تنص على عدم وجود تماس لحدود محاذية مع إسرائيل. وبالتالي، الخوف لا علاقة له بما وصفه الرئيس طاهر المصري وهو يتحدث مع «القدس العربي» بتصفية القضية الفلسطينية فقط وفقاً لمخطط ليكودي مرسوم وجد في الإدارة الأمريكية الحالية فرصة للاستثمار وفرض حلول أحادية، بل له علاقة بحالة «استهداف» للأردن.

الخيارات غير معروفة في جبهة التصدي، والعمل الدبلوماسي فعال في غرفة القرار الأردنية لمنع الإسرائيليين من تنفيذ خطتهم، والأمر لا يقتصر على تقويض محتمل للإطار القانوني والنصي لاتفاقية وادي عربة بقدر ما يتعلق بخوف عمان من أن يؤدي المساس الجارح بوادي عربة إلى إعلان «حالة عداء مجدداً» مع الأردن، بحيث يصبح الدفاع عن الاتفاقية بعد مخالفة إسرائيل لها عشرات المرات وبقضية مهمة جداً مثل حدود الأغوار.. مستحيلاً أمام الرأي العام.
في تل أبيب طلب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من بنيامين نتنياهو التريث وانتظار خطة سلام أشمل وتفاوض مع الفلسطنيين.لكن لا يوجد أدلة على أن تحذيرات بومبيو ستؤخذ بجدية على الإطلاق في المرحلة الحالية. وما تقوله عمان خلف الستارة أهم مما تقوله أمامها، خصوصاً للأصدقاء الأوروبيين، حيث تساؤلات عن إعلان حالة عداء على الحدود مع إسرائيل في حال ضم الأغوار بعد خروج اتفاقية وادي عربة عن سكتها.. ما المطلوب منا في هذه الحالة؟.. يسأل مسؤولون أردنيون سفراءَ الدول الغربية.
إسرائيل أوفدت مجدداً من يحاول «طمأنة» الأردنيين عبر رسائل من قناة أمريكية فلسطينية، وتم التقاط الرسالة على أنها «تخدير» وليس طمأنينة، وعلى أساس أن الصراع هو مع الجانب الفلسطيني وليس الأردني. لكن الأردن قرر أن لا يشتري هذه البضاعة على أساس أن السلطة الفلسطينية أساسية في المشهد.

الجيش العربي

على الأقل، خيارات العداء بمعناها العسكري وليس الحربي أصبحت بالأفق، خصوصاً إذا ما قاد الضم الإسرائيلي لخنق أهل الضفة الغربية، وبالتالي دفعهم قسراً وببطء إلى شرقي نهر الأردن وتحت يافطة اقتصادية، كما حذر السياسي عدنان أبو عودة. الموقف جدي في الأردن، وعندما تعلق الأمر بالترانسفير أعادت صحافة إسرائيل التذكير بأن الملك الأردني وقف بصلابة ولوح بوجود الجيش العربي، كما رفض طوال سنوات وبصلابة أيضاً منح أي خطوة لليمين الإسرائيلي في القدس تحديداً أفضلية الصمت الأردنية بأي حال.
السيناريو نفسه يتكرر الآن. وما يقال في أوساط السياسة الأردنية هو أن حكومة الأردن قررت وفي أرفع المستويات أن لا تضفي أي شرعية من أي نوع، بما في ذلك شرعية الصمت على أي اتجاه يقوض عملية السلام ويريد حسم المسائل في الضفة الغربية والأغوار على أساس «الضم».
سأل عضو البرلمان الأردني النشط محمد ظهراوي «القدس العربي» مباشرة: علينا أن نفهم -شعباً ودولة- ما هي خطتنا إذا فعل العدو الإسرائيلي ذلك.. أليس كذلك؟ وسأل ظهراوي مجدداً: ماذا سيحصل؟..هل نسكت؟
لا أحد يمتلك الإجابة. لكن القيادة الأردنية وحدها التي تعترض وتناور في كل المساحات الضيقة والعلنية ومن دون سند عربي بوضوح.
في الأثناء ليس سراً أن مسألة الضم تنتج تشويشاً وحيرة حتى في واشنطن، فالمعطيات تستفسر عن موقع جاريد كوشنر الآن وسبب غيابه بصورة مريبة عن المشهد، والفلاتر الأردنية التقطت «رسائل مضللة وسامة» عبر أحد المبعوثين.
والإدارة الأمريكية لا يبدو أنها «موحدة» خلف اقتناص إسرائيل لفرصة الضم على حساب خطة الرئيس ترامب، فالبنتاغون يحذر وله موقف، وبومبيو -حسب معلومات خاصة – حذر من خطوات متسرعة دون تقييم أثرها الإقليمي. لكن عواصم العرب والاعتدال لم تحصل من الوزير الأمريكي أكثر من قوله للإسرائيليين..»قد لا نكون معكم تماماً إذا فعلتموها الآن». ذلك بحد ذاته، بالقياسات الأردنية، موقف «لعوب» ولا مجال إلا للاستثمار فيه بالتوازي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى