اراء و مقالات

تغطية مفبركة لأخبار الأردن… وديمقراطية تونس «عذرا المحل مغلق»

لا أحد قرر التفكير بطريقة “مهنية وعملية أكثر”.
كان يمكن وبعد عاصفة “مشاجرات برلمان الأردن” التوثق من تلك الفيديوهات، التي انتشرت وبكثافة وسط منصات التواصل، والتي تم بثها وتداولها على أساس أنها تغطية تلفزيونية خاصة من شبكة فضائيات في عدة دول من بينها الهند واليابان.
بالنسبة لأي مواطن أردني يمكنه أن يشعر بالفخر والزهو الوطني عندما يرى اسم بلاده ومشاهد من اجتماعات البرلمان أو حتى مشاجراته تحظى بتغطية باللغتين الهندية واليابانية.
الطوشة إياها مع لقطات على شبكة هندية مع صوت يتحدث بلغة الهندوس، ولاحقا مع صوت مذيعة يابانية ترطن بكلمات تحتاج لترجمان حتى نتوثق من علاقة الصوت بالصورة.
الانطباع الاولي أن المسألة لا تتعلق بتغطية بقدر ما تتعلق بمحاولة فبركة تغطية بمعنى وضع صور المشاجرات داخل شريط إخباري يتحدث فيه مذيع ما بلهجات ولغات آسيوية.

تونس… المحل مغلق

لو كنت مكان التلفزيون الرسمي الأردني لأخذت على عاتقي مسألة التدقيق لتلك التغطيات المزعومة.
لكن فضائية العربية كان لها رأي آخر بمشاجرات البرلمان فقد بثت تقريرا خاصا بمناسبة نهاية العام عن فكرة النواب عندما يضربون بعضهم البعض في برلمانات العالم والدول الديمقراطية.
في عمق التقرير مشاهد ولقطات بالزي الهندي والهندوسي الأبيض في البرلمان الهندي ونواب يضربون بعضهم البعض بما تنتعل أرجلهم احيانا.
وثمة  مشاجرة في برلمان أستراليا وأخرى في برلمان تايلند يظهر فيها أحد نواب البرلمان التايلندي وهو يحمل كرسيا ضخما في محاولة لاستعماله كسلاح ضد خصومه من حزب منافس.
لا أحد ينافس الديكتاتورية المستجدة في تونس، فالفضائية التونسية تصر على إعادة بث تحذيرات الرئيس قيس سعيد إلى جانب صورة للحرس الأمني الذي يغلق بوابات البرلمان، حيث فعلها الرئيس بمعنى البرلمان مغلق على قاعدة “شطبنا” أو المحل الديمقراطي مغلق بقصد الصيانة أو تصويب الدستور.
فقط محطة “الجزيرة” لا تستسلم وتخصص المساحة الأعرض من برامجها ونشراتها للمشهد التونسي، فمن قرر من البرلمانيين الذين أغلقت مؤسستهم الدستورية التحدث من شرفة منزله عالجته وزارة الداخلية باعتقال تصر وسائل إعلام من بينها “الجزيرة” و”بي بي سي” على تسميته بـ”اختطاف”.

زحف الديمقراطية

نعود  للمحل الأردني: ما تريد “العربية” أن تقوله للأردنيين هو الاطمئنان لأن مشاجرات نوابهم أمر “طبيعي وعادي يعني”!
وإن الديمقراطية الأردنية في ما يبدو في طريقها للنمو والزحف وإن هذه المشاجرات طبيعية عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية، لكن عدم وجود صور مبثوثة للمشاجرات في بعض البرلمانات مرده التعسف والتسلط.
عموما، الأهم من الانتقاد والتشكيك بالفضائيات، التي تناولت حدثا أردنيا هو  التدقيق في أسباب حصول هذا الحدث، وليس اعتبار تغطيته مؤامرة من أي نوع على النشامى في الدولة أو في الشارع.
بمعنى آخر علينا كأردنيين أن نقلل عدد مشاجراتنا في البرلمان ونعيد إنتاج ديمقراطيتنا الوليدة بدلا من شن الهجوم  على من يفرد مساحة إعلامية لتغطية أحداث شبابنا وجماعتنا هم الذين صنعوها.
يمكن طبعا كحل وسط أن نبدأ باتهام أنفسنا، ثم نعيد تقييم تجربة تلفزيون “المملكة” بدلا من التشكيك بكل فضائيات الكون حتى وصلت سمعتنا لليابان والهند.

قالها عباس

أعلنها صراحة وبكل وضوح بصفتي الشخصية، استغربت جدا من تلك العبارة القوية التي أعاد بثها عشرات المرات تلفزيون الفضائية الفلسطينية الرسمي، فيما كان الرئيس محمود عباس يقولها مجلجلة بعد أقل من 48 ساعه على اللقاء مع خصمه الإسرائيلي.
عباس يقول إن الشعب الفلسطيني لن يقبل تبعات الاحتلال.
تلك عبارة ساحرة للتأكيد على ثوابتنا. لكن قال رئيس الشرعية ذلك وهو يخاطب جمهور  الفتحاويين الذين لا توجد لديهم معلومات عن لقاء غانتس.
أستغرب كمواطن عربي ومراقب والحقيقة إني توقعت  أن تكون نفس العبارة قد لطمت بها آذان وزير الدفاع الإسرائيلي، لكن لا يوجد ولا مصدر فلسطيني واحد أكد لي شخصيا بأن تلك العبارة التي رددها تلفزيون فلسطين الرسمي على لسان رئيس، سمعها الجنرال غانتس من الرئيس في العشاء الودي، والذي وصفته شبكة كان التلفزيونية الإسرائيلية بأنه ودي، وناقش الأمن واقتصاد الضفة الغربية فقط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى