اراء و مقالات

عمائم «تايواني»… وميقاتي «زعلان» من مازوت إيران و«طول اللسان» مكلف في الأردن

قريبا جدا قد يتحول زي مسؤولي حركة طالبان المميز باللون والكي عن غيره من الملابس الأفغانية إلى «موضة وموديل» من فرط ظهور رموز الحركة على شاشات الفضائيات، حيث «عمائم» بيضاء ملفوفة بحركات لافتة ومتباينة عن نظيرتها الإيرانية وتحديدا العراقية، ذات الدلالة الطائفية.
العالم الإسلامي مفعم ومليء بالعمائم التي يتفنن القوم في كيها وطيها وألوانها، لكنها لا تقدم وجبة واحدة من الطعام لفقير صومالي مسلم أو مأوى لامرأة أفغانية قتل زوجها وأولادها .
خلافا لذلك تلك العمائم لا تصنع ولو «برغيا» واحدا حتى الآن، فالسيارات التي تستعملها طالبان في حماية مطار كابول، وكما تظهر يوميا على شبكة «سي أن أن» يابانية الصنع، والذخيرة أمريكية وقطع السلاح بالليزر الفرنسي، ونشك أن مصدر إنتاج قماش العمائم البيضاء وتلك السوداء معا تايواني أو صيني.

عيال «تورا بورا»

بطرافته المعتادة لفت الشاعر الأردني، عارف بطوش نظر المتابعين له إلى قرب إنطلاق «قناة باقة طالبان» وتلك المحاولة تحاول تذكير إدارات الشاشات العربية أن أخبار ضمانات وتصريحات وجولات ومفاوضات مسؤولي طالبان هي التي تتصدر، خصوصا مع توفر الفنادق والطائرات واكتشاف محطة عريضة مثل «بي بي سي» بأن العالم يستطيع التعامل الآن مع «عيال تورا بورا» الذين تحولوا إلى وزراء بالوكالة، يتجولون بعمائم مكوية ومطوية بعناية وبحراسة مسلحين مع كل كميات وعثاء وغبار الحرب.
لقد تحولنا إلى خبراء في كل ما هو أفغاني بسبب الاهتمام التلفزيوني في تغطية أخبار ما حصل ويحصل في تلك البلاد، مع أن قناة «فرانس 24» الباريسية تعيد تذكيرنا أن الجيش الفرنسي قرر زيادة جرعة عملياته في جمهورية مالي أيضا، حيث الإرهاب المعلب المصنع برعاية غرف الاستخبارات الغربية، يحتاج دوما لحراسة وتأمين حتى لا تنكشف الطوابق لا في مالي ولا في كابول.
الأهم كيف تستفيد الأمة، التي لا تصنع ما تلبس أو تأكل أو حتى تقتل به من الحدث الأفغاني؟

الأردن: حزن وقلق

ما علينا، نعود للشأن الأردني المحلي قليلا، ونحن نراقب الشريط الإخباري لشاشة «رؤيا» وهو يعيد التذكير بما يحصل مع النائب المفصول أسامه العجارمة، خلف قضبان السجن، حيث فقد الرجل القدرة على الوقوف والحركة والنطق وهو مهدد بالفشل الكلوي، بعدما اتهم بـ»إطالة اللسان» أكثر مما ينبغي .
طول اللسان مسألة «مكلفة للغاية» في بلادنا، خصوصا عندما يقرر مغامر ما وبجهل إطالة لسانه من أجل «الجماهير والوطن» التي سرعان ما تخذله ولا تتفاعل مع مظلمته، وهو يضرب عن الطعام.
شخصيا، لم يعجبني يوما ما يقوله النائب السابق، لكن أضم صوتي للمطالبين بالرحمة والإفراج عنه فالأوطان والدول لا يضيرها من ارتكب هفوة، والتسامح تراث أردني صلب مألوف.
في مسألة العجارمة أقر بشعوري بالحزن والرعب معا والقلق الشديد، لأن الفتى كان قبل أسابيع فقط يملأ الدنيا ضجيجا وتفعل معه «سايكولوجيا» الجماهير، ما فعلته سابقا مع الراحل الشهيد صدام حسين.
بصدق أنا حزين ومرعوب من طبيعة المجتمع تحديدا ونسأل: هؤلاء الذين أحاطوا بالنائب إياه لأسابيع وصفقوا له وكرسوه زعيما وأهداه بعضهم رأسا من الخيل أو خنجرا أو سيفا أو بيت شعر وكسكيتة وبندقية وبايعوه على «موقف ملتبس». أين هم الآن ؟ أين ذاب المحرضون والمصفقون الزاحفون، الذين ساهموا في الوهم؟ الرهان على سايكلوجيا الجمهور مرعب وعنصر مقلق على طبيعة الأمور في بلادنا.
على الصعيد الرسمي أيضا ثمة ما هو مقلق ومرعب بعد السماح للجميع، وبدون تأمل في الاسترسال بعبارة «المعارض التائب» التي ظهرت أيضا على شبكة الحقيقة الدولية. متى «يتوب» المعارض الوطني الحقيقي العاقل الراشد ومن ماذا؟
كمواطن أردني أقولها بصراحة ومن الآخر قلقت مرتين مؤخرا وأنا أقرأ تلك العبارة المريضة المختلة على شريط الفضائيات، ثم وأنا أشاهد العجارمة وحيدا تماما في مواجهة كلفة أوهام الشارع.
هل هذه هي نفسها البلاد، التي نألفها ونحبها ونغني مع التلفزيون الرسمي عنها؟

مازوت إيراني

« لبنان لا يزال في الإنتظار في طوارىء المستشفى». هذا ما قاله نجيب ميقاتي لمحطة «سي أن أن» الأمريكية، تعليقا على وصول «المازوت الإيراني» معبرا عن أسفه لعدم شرعية كميات الوقود لأنها في رأيه «لم تدخل عبر الحكومة».
ما الذي منع صاحبنا من ركوب موجة محور المقاومة وممارسة سيادة حكومته ومنح التراخيص اللازمة لاستيراد مازوت من «الجن الأزرق»؟!
بصراحة، مرة تلو الأخرى تثير «نخبة لبنان» حيرتنا، وهي تتصرف بطريقة لا نفهمها، وبالتأكيد لا تليق بتاريخ لبنان ولا بتراثه ولا بشعبه، ولا زلنا حزينين، لأن تلك الزعامات من جنرالات الحرب يجدون حفنة جماهير تخرج للشوارع في بيروت وهي تهتف لها وفي كل اللهجات.
لا يحق لميقاتي الشعور بالحزن، وكان في إمكانه رفض الجلوس قبل تدبير «مازوت» نكاية بالإيراني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى