اراء و مقالات

فقط في الأردن: «دورية إلكترونية» و«شرطة شير»… ولبنان الذي رقص على السلم!

“دورية الكترونية” ما الذي يعنيه ذلك بصورة محددة؟
آخر اختراع عند عباقرة ومنظري فرض قيود على حريات التعبير في الأردن هذا الابتكار .
مجددا نحن فريدون للغاية وعباقرة جدا في اختراع آليات لا تخطر في بال بشر، عندما يتعلق الأمر بلجم الناس. هل تذكرون الضريبة التي فرضتها الحكومة الأردنية على المشي؟
لا يعرف كثيرون أن كل حذاء عليه ضريبة مقطوعة بصرف النظر عن نوعيته، لكن على حواريات شاشة فضائية “رؤيا” يتحدث رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز عن الفارق بين النقد والممارسات، التي تشوه وتفتت المجتمع .

شرطة «سير» أم سلطة «شير»؟

سؤال طريف طرحه كاتبنا الساخر أحمد حسن الزعبي، عبر نافذته المصورة “بالعربي” فيما كان زميلنا الرئيس الجديد لهيئة الإعلام – وهو معارض وحراكي سابقا ووجه تلفزيوني أصلا – يحذر عبر الشاشات المحلية أيضا من خلخلة الإجماع الوطني ونشر السلبية .
“خلخلة الإجماع” عبارة سلطوية بامتياز ومرنة جدا تشبه تهمة “الإساءة للشعور القومي”!

ابتكار «المئوية»

كلام كبير جدا يطلقه “الشباب إللي فوق” لتبرير ابتكارنا الجديد في المئوية الثانية للدولة، وهو “شرطة الكترونية” تتجول بين الصفحات والمنصات التواصلية، ليس فقط لتحرر مخالفة، ولكن لرصد من يسيء التعبير، مع أن الإساءة في التعبير عبارة مطاطة جدا أيضا.
تلك الدورية المبتكرة ستتجول بين المواطنين ومنصات التفاعل لصالح قانون الجرائم الالكترونية .
لا يريد القوم الإيمان أن الرد الوحيد على السلبية هو الرواية الإيجابية للأحداث .
قد يسأل أحد ما عن تلك الدورية الالكترونية: هل ستكون راجلة أم مسلحة وبماذا؟!
ما هي حدود مسؤولية شخص ما، إذا التقطه عسس الشبكة يشتم جارته؟ وما هي حدود مسؤوليتي القانونية إذا اخترق قرصان ما حسابي وقرر نشر تعليق يجرح “الشعور القومي” إياه أو يسيء للعلاقات مع دولة صديقة؟
في اختصار ومن الآخر: فقط في الأردن تخبط. عشوائية. ارتجال .

لبنان عندما «يتألم»

“سويسرا الشرق”، كما كان أيام زمان ولبنان الأرز، الذي يتألم الآن تحت أضواء الشاشات والكاميرات في القارات الخمس .
“الجزيرة” مهتمة بغياب مادة الزيوت النباتية عن بقالات بيروت. وشاشة “الحرة” اهتمت بدورها في بحث سبب غياب حليب الأطفال وتلك “الفوط الصحية”، التي تخص النساء .
على شاشة “الحقيقة” طالب أحد اللبنانيين بتوفير “أقراص البعوض” في البقالات وطابور السيارات عند محطة وقود قرب الكرنتين كان أطول من “الأوتستراد الإلتفافي”، وفي زوايا كاميرا “فرانس 24” ظهرت إمرأة شابة، وهي تحمل زجاجة فارغة، بحثا عن قليل من المازوت مع أن الجوار الإقليمي، يتحدث عن “الصيف الآمن”.
لكن عند الجنرال السيد رئيس الجمهورية ما غيره، جلس وفد حركة حماس وسط صالات مكيفة وكان أحدهم يراسلني مازحا. “متى نجلس في مضارب الأشقاء الأردنيين؟” .
أبلغته أن الكهرباء في بلادنا، والحمدلله “100 على 100″، مع أن لجنة التحقيق في حادثة واحدة شهيرة انقطعت فيها الكهرباء عندنا في شهر آذار/مارس الماضي اجتمعت في منتصف حزيران/يونيو في دليل جديد على خاصية “اليوغا البيروقراطية المضادة للرشاقة”.
في أحد برامجها قالت “بي بي سي” بالعربي إن طلاب المدارس من شعب الجنرالات والفشخرة والطوائف وفيروز يتحشدون بحثا عن مكيف هواء في المقاهي لإتمام حصصهم الدراسية، لأن الكهرباء – يا أفندي – مقطوعة ولأن لبنان يتحول الى “منقوع” تلك الأغنية الشعبية الشهيرة بخصوص “التي رقصت على السلم”، فاللبناني اليوم لا كسب الطائفة ولا الوطن.
لاحظت مثلا أن محطة “الميادين” اهتمامها ضئيل بأزمة المحروقات وغياب الكهرباء. و”المنار” مهتمة بإعادة تكرار خطابات “سيد المقاومة”، دون برامج بث مباشر ميدانية تجيب على مواطني كل القرى، وهم يسألون عن غياب مياه الشرب .
مؤلم المشهد اللبناني على الفضائيات والشاشات، فذلك الشعب المدهش يعاني الأمرين الآن والأسئلة عالقة بالجملة دون إجابات، وجنرالات الحرب والطوائف يتلاومون ويتغيبون عن الصورة ولا يتحدثون لشعبهم .

لجنة ملكية: كيف تحمي نفسها؟

أحصيت على الأقل “6 مرات” ظهر فيها زميلنا عريب الرنتاوي مشتبكا ومتحدثا ومعلقا على فضائيات عربية وعالمية من بينها “الحرة” الأمريكية، بعد أقل من أسبوع من “استقالته أو إقالته” إثر الضجة المعروفة من “لجنة ملكية” معنية بالإصلاح السياسي.
بصرف النظر عن طروحاته كنت أفضل أن “يحشر” الرنتاوي في لجنة استشارية رسمية يخضع فيها لتسويات يتطلبها التوافق، وما فعله الشتامون والرداحون بحقه في عمان زاد في معدل نجوميته على شاشات الكون وفي النتيجة من مداخلاته وجمهوره.
اللجنة التي كلفت بأول خطوة لـ”مئوية الدولة الثانية” أخفقت في حماية حقوق عضو بارز فيها – أن لا يستهدف بسبب “رأي أو مقال” – فدفع للاستقالة، فكيف لي بصفتي مواطنا أن “أتفاءل” أن اللجنة تستطيع “حماية نفسها” وتوصياتها بعد الآن؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading