اراء و مقالات

هجن و«جندر» وكأس العرب: «شعب واحد» … مسلسل «أميرة» وداعشية النقد الفني

سباق لـ«الهجن» في الأردن وشاشة «المملكة» تفرد مساحة واسعة من التغطية.
الهجن رمز الصبر العربي في استقبال كبار ضيوف دولة قطر، فيما تبهرنا الفضائية القطرية ومعها «الجزيرة» ببعض التغطيات، التي أسست لجماليات كأس العرب في كرة القدم.
كمواطن أتابع المحليات أعرف لأول مرة عن وجود «هيئة» تتولى سباقات الهجن في بلادي وهذه المؤسسة لها رئيس وأمين عام وجمهور وميدان سباق وسيارات على النمط الخليجي تسير بسرعة الى جانب الرواحل الرياضية، ولم يتبق إلا «مياه إقليمية» في جوار «سفينة الصحراء».
عموما، جميل جدا أن ينصف الجمل العربي إعلاميا على الأقل، بعد طول غياب وتجاهل، فواحدة من إشكالات هذه الأمة أنها تنسى الصحراء ودلالاتها، مع أن مؤتمرا خاصا لثقافة «الجندر» وبقاعات عصرية جدا كان يعقد في جوار سباق الهجن الأردني.
إنصاف المواطن العربي مطلوب إلى جانب «الاستثمار الرياضي في الهجن» ومن يريد حقائق صادمة بإمكانه قراءة ما تطرقت له محطة «سي إن إن» مؤخرا عن «تصنيف العرب» ضمن معدلات كفاءة التعليم.
طبعا فقط قطر والإمارات بين دول الصف الأول عالميا.
ما لفت نظري أن مصر التي يتباهى رجالها اليوم بالكباري والجسور والأنفاق وبعض النمو الاقتصادي في المرتبة «139» من بين «140 دولة».
لذلك لا تحتاج «أم الدنيا» لسباق هجن في صحراء سيناء والأردن بعد عقود من «تعليم العرب» والتميز يتوارى عن الأنظار، لكنه يخطو نحو سباق الهجن.
هجن والمرتبة الرابعة عالميا في كفاءة التعليم. كيف فعلتها دولة قطر؟

النشمي و«الفدائي»

على سيرة كأس العالم، لا بد من التوقف عند مباراة منتخبي الأردن وفلسطين الأخيرة والتي ولدت بعدها عبارة «فزنا علينا» حيث تم تفكيك كل الشيفرة التي طالما تسلت بها مؤسسات وأجهزة ومجموعات ضغط «عنصرية وإقليمية وجهوية» احترفت اللعب على أوتار الفرقة بين ضفتي النهر قبل تدخل جمهور الفريقين لبعثرة عقود من الأدبيات السقيمة.
حسنا. تأملوا معي المشهد التالي: المذيع المصري لمحطة «بي إن سبورت» بعد مباراة «النشمي والفدائي» وأمام باقة مشجعين على شكل «أزهار وطنية» وثروة في الاغتراب طالما تجاهلها القوم يسأل: «أنت بتشجع مين؟ الأردن وفلسطين معا».
يعيد الفتى المذيع سؤاله: إنت من فين؟
تجيب صبية متلفحة بالكوفية وشاب يعتمر الشماغ معا وبصوت واحد: إحنا أردنيين فلسطينيين.
هوس المهنة يدفع المذيع للسؤال الثالث: إزاي يعني؟ صحيح أنتم أخوة بس قل لي إنت بتشجع مين كنت؟
يجيب الفتى الرابع: «إحنا مش أخوة… إحنا شعب واحد».
يسأله المذيع المرتبك: «مش فاهم إزاي؟»
يأتي الجواب أمام المايكروفون: «إحنا بنشجع الفريقين. شخصيا قلبي رقص مع الـ6 جوال».
لا أعتقد أن مذيعا في الكون يمكنه أن يفهم كيف يمكن لقلب واحد أن يرقص لأهداف فريقين متخاصمين.
تلك رسالة لـ»تأديبنا وتربيتنا» نحن في عمان قبل العدو.
ذلك لتأديب من زعم بيننا أن «الأردن سيفوز خاوة وبحكم التبعية على الفريق الفلسطيني» أو من تمنى باسم «هويته الفرعية» فقط من كل المكونات الاجتماعية أن يفوز أيُّنا على الآخر.
تلك أيضا رسالة لتأديب ذلك الفتى المندس الذي جرح فينا طهر ذكريات مفردة «فدائي» عندما حاول استعمالها في مسيرة خارج سياقها.
هؤلاء شريحة من «مغتربينا». على الأوغاد الساعين للفتنة والتفريق بعد الآن الانتباه جيدا.
وعلى الزملاء في التلفزيون الرسمي الأردني أن يعيدوا المرة تلو الأخرى بث تلك المشاهد فينا بعد تفكيك الشيفرة حتى نتأدب ولو قليلا على عتبة درس الملاعب القطرية.

«أميرة» والنقد الداعشي

سمعت فنانة كبيرة وعلى الهواء مباشرة، تقترح جمع المشاركين في مسلسل «أميرة» التلفزيوني من منتجين وفنانين ومخرجين معا و»ضربهم بالأحذية حتى الموت»!
ولتأصيل الفكرة بعد تغطية واسعة على شبكة «سكاي نيوز» مع الفيلم قررت النجمة الكبيرة نفسها أن «مصير شجرة الدر هو الحد الأدنى».
ما أثار انتباهي أن السيدة الفاضلة وفي اقتراحها المفرط بالقسوة والغلاظة «لم تستثن» الكومبارس والفنيين وعمال الصوت والصيانة من «الذين ساهموا في المساس بقدسية قضية الأسرى».
من أين سنجمع كمية أحذية مناسبة لتنفيذ «الاقتراح العنيف»؟!
مهمة صعبة أن نضمن موتا هادئا لنحو 90 شخصا على الأقل خاضوا في «اجتهاد فني فانتازي وخيالي» لا معنى له، وأثار ضجة واسعة انتهت منطقيا بنتيجة «مرضية» هي عدم عرض الفيلم، لا بل سحبه من الأسواق ودون الحاجة لأي فردة حذاء مستوردة أو «خليلية الصنع».
حوصر العمل وأجهض وأغلق ملفه بعدما اقترب فعلا من المساس بخط فلسطيني أحمر، وبطريقة قد لا تكون موفقة ومتسرعة.
يفترض أن يقف النقاش هنا.
لكن «مصير شجرة الدر» مبالغة درامية في المقابل، لأن أحدا من نجوم الفن حول نهر الأردن لم يرفع ولو بلاستكية حوض سباحة في وجه من ارتكبوا فظائع أخطر سياسيا من أوسلو إلى وادي عربة وقبل ذلك «كامب ديفيد».
كانت تلك جملة «داعشية» إلى حد ما في «النقد الفني».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى