اراء و مقالاتمقالات وآراء

« كسكسي» و«منسف»… كيف تتوحد الأمة؟… احتفلوا مع دبي وعوفاديا يوسف بـ«أتعس المناسبات» والأردن بعد «السنترة»

 

سأل النائب سابقا والمذيع لاحقا زكريا الشيخ زميله القطب البرلماني خليل عطية على الهواء مباشرة على محطة «الحقيقة الدولية» عن قصة ترتيبات انتخابات رئاسة النواب وتوافقات «اللجان» وعن الأسباب التي حالت دون ترشيح أقطاب لأنفسهم.
عطية قالها من الآخر… «الأمور كانت مسنترة».
يعلم المهتمون بكرة القدم أهمية مفردة مثل «السنترة».
لكن الأهم يبدع الأردنيون بنحت أوصاف لما يمكن اعتباره بمثابة «القدر الانتخابي» فبعد «الهندسة» تطل مفردة «سنترة» بمعنى «سنتروها».

نضحك أم نبكي؟

كمواطن لا أعلم ما إذا كانت هذه التعبيرات «مضحكة أم مبكية» لكنها وبكل صراحة تذكرني بما كنت أشعر به دوما حيث إحساس الإنسان في المجتمع بالمسؤولية الوطنية أكبر بكثير من سلوكيات المسؤولين في الحكومة.
الاردني يخجل من استعمال ألفاظ يمكن ان تخدش صورة «دولته ومؤسساته» حتى عندما يتعرض للإيذاء والتعسف.
لكن مع غيري بانتظار أن أرصد مسؤولين في دوائر القرار التنفيذي من الصنف الذي يظهر ولو حد أدنى من الخجل لوجع المواطن ومصلحة الوطن وطبعا ودوما بانتظار «ما هرمنا» ونحن نترقبه… اليوم الذي نعود فيه إلى قواعد «اللعب النظيف» بإستراتيجية شمولية إصلاحية بحيث تختفي من القاموس كل تلك التعبيرات عن السنترة والسنفرة والمرحومة الحاجة «نزيهة».

أيام دبي التعيسة

سمعت برلمانيا أردنيا عتيقا وهو يخاطب وزيرا بارزا في حكومة سابقة بالعبارة التالية… «يا باشا عندما تقرر الحكومة إقامة ليلة الدخلة علينا نحن ممثلي الشعب… نرجوكم على الأقل أسدلوا الستارة… تفضحوناش».
تذكرت مجددا المشهد نفسه وأنا أراقب تغطية شاشة في دبي الفضائية لدراما الحاخام عوفاديا يوسف محتقر العرب الأكبر في المعادلة الصهيونية ومثل غيري من المراقبين لتلك الليلة الحمراء في التطبيع الإبراهيمي كنت أتوقع ولو قليلا من الخجل في ترتيب الخبر على نشرة أخبار المحطة حيث الحاخام يدنس تراب صحراء العرب ويبارك عائلات يهودية، اكتشفنا للتو أنها تتجمع لفتح مدرسة يهودية بالقرب من برج خليفة.
يمارس الإخوة في المحور الإبراهيمي «خيارهم السياسي»… هذا صحيح. يرفضون الإصغاء لتجربتنا المقرفة نحن في التطبيع مع العدو… وهذا حقهم، لكن استضافة كل عنصري يديه مغموسة في دم الشعبين الفلسطيني واللبناني ويحتقر علنا كل ما يمت بصلة للعروبة والعرب ثم فرد «تغطية تلفزيونية» خاصة بالمناسبة التعيسة… أمر مبالغ جدا فيه ولا نفهمه، فحتى إسرائيل غير مستعدة بعد لهذا الموج من الافراط في التطبيع ولن تجد في حساباتها مكانا لهذا النمط.
بالمناسبة عبارة «الصهيونية العربية» منقولة عن الشهيد ياسر عرفات فقد سمعته يرددها على أسوار دمشق وفي بث مباشر للتلفزيون السوري أيام «الخبطة الهدارة» إياها.
لكن الحاخام الشرقي الشرس وداعية قتل «كل العرب» زار دبي… لم يفاجئني ذلك قياسا بمسار الأحداث لكن ما فعل هو اكتشافي وعبر محطة الميادين بأن «الخواجا عوفاديا» التقى ما سمته محطة محور الممانعة بـ»الجالية اليهودية في الإمارات»… متى تأسست وتواجدت هذه الجالية؟
ما ورد عبر الميادين مؤشر اضافي على «التطبيع مع الكلمات والمفاهيم» فلا يوجد ولو برنامج إذاعي واحد طرح سؤالا عن السقف الزمني الذي تشكلت فيه تلك الجالية في بلد مثل الإمارات.
الأهم الذي تغفله محطة الميادين وهي تتوسع في رصد عوالم التطبيع الإماراتي والبحريني هو تركيز الضوء على الدور الذي لعبته إيران مثلا وصواريخ الحوثي وأحداث اليمن برمتها في تمكين الحاخام يوسف ورفاقه من غسل أرجلهم باسترخاء وحماس على شواطيء بحر العرب في دبي أو غيرها.

«كسكسي» ثم «منسف»

«حسنا المرأة التي لا تجيد طهي وإعداد وجبة الكسكسي تشكل تهديدا لأسرتها»… هذه عبارة أقرب لإثارة «الطرب» ولا أجد فيها ما يدفع زميلنا المتألق في برنامج «فوق السلطة» على قناة «الجزيرة» للاستغراب أو التعليق على أساس الطرافة.
تخيلوا معي الدلالات: لو ان سيدة أردنية مثلا قررت بإرادتها منع طهي «المنسف» في المنزل… ماذا سيحصل؟
من جهتي ما سيحصل أن الزوج سيصر على زيارة والدته دوما بذريعة المنسف والأولاد يمكنهم أن يتعرضوا للتسمم جراء تذوق الطبق الشهي هنا أو هناك.
نعم يشكل ذلك تهديدا لأمن الأسرة واستقرارها وإذا أصر القوم على السخرية من نظرية وزيرة الثقافة الجزائرية مليكة بن دوده كما فعل «فوق السلط»ة، فيمكن أن يصل التهديد للأمن القومي والاقليمي فالامتناع عن إتقان فن طهي المنسف والكسكسي إرهاب «طعامي» بكل المعاني عابر للثقافات والحضارات.
وأضم صوتي بهذه الحال للمطالبين بجلوس المنسف إلى جانب الكسكسي في سجلات «التراث العالمي» فما دام الطبق الثاني قد «وحّد شعوب شمال افريقيا» كما يقرر الروائي الامين الزاوي فما الذي يمنع تأسيس وحدة قومية ومصلحية بين بلاد الشام وشمال إفريقيا عبر الطبقين أو عبر اقتراح «طبخة ثالثة» هجينة بين الكسكسي والمنسف بإسم «منكسي».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى