مقالات وآراء

طقوس «هالوين» تشعل معركة بين رموز «علمانية» والحكومة… واتهامات للرزاز بتقمص «الوهابية»

صور للنجمة ميس حمدان تثير جدلا… والشرطة تداهم احتفالا بدعوى «أوضاع مخلة بالأدب»

لا تبدو الصورة التي يحاول نشطاء مدنيون بالجملة إسقاطها على رئيس الوزراء الليبرالي عمر الرزاز دقيقة عندما يتعلق بإطلاق وصــف جديد له، باعتباره راعياً لنسخة محلية طازجة من «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

تلك الصفة بما تنطوي عليه سياسياً من إسقاط له علاقة بالنموذج السعودي المشهور في السياق، كانت المحطة الأخيرة في التجادل الإعلامي والوطني عبر منصات التواصل ومواقع الصحافة وجدل الوسائط. هذا النمط من الإسقاط وما يتبعه من لوم وانتقاد لبعض قرارات حكومة الرزاز، صعد إلى الواجهة وبكثافة ملحوظة خلال اليومين الماضيين، بعد الانتقادات الموجهة للحكومة ورئيسها ووزير الداخلية فيها سمير المبيضين، بسبب سلسلة قرارات إدارية وأمنية يقول النشطاء إنها تجامل المدرسة الوهابية حصرياً في الحكم على الأمور.
قفز النقاش للواجهة بعد جملة استغراب وباقة تساؤلات قام بها مثقفون على وسائط التواصل، من بينهم الناشط السياسي ايميل الغوري، والناشط السياسي عوني زيادين، ومعهم كتاب وإعلاميون ورموز علمانية، مثل باسل الرفايعة، في إطار البحث عن الأسباب التي دفعت الحكومة لمداهمة منزل خاص واعتقال من فيه خلال احتفال خاص، وبتهمة الفسق والفجور والرذيلة. الانتقادات هنا تصاعدت بعدما أعلن الأمن العام عن مداهمة مزرعة خاصة كان فيها 40 شاباً في احتفال مشبوه.
التقرير الأمني حول هذه الحادثة تحدث عن ضبط أوضاع مخلة بالآداب ووجود أشخاص في حالة سكر، مع ضبط ملصقات، وبوسترات، وسيفين عليهما رأس شيطان، وعلى أساس أن القوة الأمنية اقتحمت المكان بسبب شكوى من الجيران. وأقلق هذا الإجراء عشرات المتابعين والنشطاء والمعلقين، خصوصاً أن أصحاب المزرعة، وهو منزل بكل حال، يتحدثون عن حفل اجتماعي خاص بهم، خلافاً لرواية السلطات الأمنية التي انتهت بتوقيف أربعة أشخاص وإحالتهم للحاكم الإداري، بمعنى عدم وجود مخالفة حقيقية للقانون.
يبدو أن هذا الاحتفال الشبابي كان محاولة للفرح الخاص أو مغادرة المألوف بعيداً عن المطاعم والمرافق العامة بالمناسبة التي تسمى بعيد «هالوين». ويسأل المراقبون بكثافة عن نوايا حكومة الرزاز في قمع حريات الاحتفال، خصوصاً بعد مداهمة الشرطة قبل نحو شهرين حفلاً مماثلاً في أحد المطاعم سمي بـ « قلق».
قبل ذلك، أثيرت ضجة واسعة النطاق بعدما قرر وزير الداخلية إلغاء ترخيص مؤتمر فكري فلسفي لأنه يسيء للذات الإلهية، بسبب جلسة في جدول أعمال المؤتمر باسم «ميلاد الله»، وحصل الأمر استجابة لتدخلات نواب عن القائمة الإسلامية في البرلمان.
بالتوازي، تم توزيع مجموعة كبيرة من الصور مع انتقادات وحملات تدعو للتبرؤ من الفنانة الأردنية المشهورة المقيمة في مصر، ميس حمدان، بعدما استضافت أيضاً حفلاً خاصاً بمناسبة «هالوين». ونشرت صور النجمة الأردنية مع أصدقاء لها على نطاق واسع وسط حملات ودعوات لإعلان البراءة منها، مع أنها صور تخص حفلاً خاصاً جداً.
كل هذه المعطيات تختلف مع الطابع المدني وغير المتشدد لرئيس الوزراء، المتهم الآن مع طاقمه بالإفراط في مجاملة التيارات المحافظة والإسلامية على حساب الحريات الفردية والدينية. وحمى هذه الاتهامات وصلت فعلاً وعلى نطاق ملموس إلى مستوى الزعم بأن هيئة الأمر بالمعروف على الطريقة الوهابية السعودية انتقلت إلى الأردن فجأة، بعدما استهدفت وتقلص تأثيرها في السعودية.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى